انطلقت اليوم الثلاثاء 4 تموز/ يوليو حملة إغاثية بدأت من مدينة نابلس وانضم إليها فلسطينيون من مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلّة، لتقديم الدعم الإغاثي لأهالي مخيم جنين من غذاء ودواء وحليب أطفال ومياه وسواها من المستلزمات العينية، لداخل المخيم والمهجرين منه.
وأطلق المبادرة، مجموعة من الناشطين والصحفيين من أبناء مدينة نابلس تحت عنوان "فزعة جبل النار" وتفاعل معها أبناء المدينة والقرى المحيطة.
واستطاعت المبادرة جمع مواد عينية بسعة 7 شاحنات، مليئة بالمواد الأساسية بعد ساعات من بدء العمل بالمبادرة، وشملت المواد، (خبز، حليب أطفال، مياه شرب، وأغذية معلبة مختلفة) حسبما قال أحد الناشطين في المبادرة بشار الدلال في تصريحات إعلامية.
أقل ما يمكن تقديمه لجنين التي تدافع عن شرف الأمة
وأشار الدلال، إلى تفاعل أهالي نابلس والقرى المحيطة وأبناء مخيمات الضفة الغربية مع المبادرة، وقال: "إن هذه المبادرة هي رسالة دعم وإسناد لأهالي جنين ومخيمها، وهي أقل ما يمكن تقديمه لجنين التي قدمت ولا زالت الكثير من التضحيات ودافعت عن شرف الأمة".
وجمعت الحملة نحو ألف كيلو غرام من الخبز الطازج، وأطنان من المواد الغذائية وحليب الأطفال، حتّى أعلن القائمون عليها التوقف عن استقبال التبرعات وتأجيله إلى وقت لاحق، نظراً للكميات الهائلة التي استقبلوها.
يأتي ذلك، في ظل حاجة ماسة للمعونات الإغاثية لأبناء مخيم جنين، سواء المحاصرين داخل المخيم، أو الذين هجّروا منه ويبلغ عددهم 3 آلاف، حسبما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في وقت سابق.
لجنة متابعة عليا لتلبية احتياجات أهالي المخيم
ونظراً للأوضاع الإنسانية التي خلفها العدوان المتواصل على مدينة جنين ومخيمها، أعلن رئيس دائرة شؤون اللاجئين لدى منظمة التحرير الفلسطينية أحمد أبو هولي، اليوم الثلاثاء، تشكيل لجنة متابعة عليا بالتنسيق بين الدائرة والمكتب التنفيذي للجان الشعبية في مخيمات المنطقة الشمالية للضفة الغربية، لتلبية احتياجات مخيم جنين في ظل استمرار العدوان "الإسرائيلي" عليه لليوم الثاني على التوالي.
وبحسب أبو هولي، فإنّ صلاحيات اللجنة، تتمثل بالتنسيق والتواصل مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" للقيام بواجباتها تجاه اللاجئين المحاصرين داخل المخيم، والعمل بشكل سريع على إيواء العائلات التي أجبرها الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة منازلهم إلى خارج المخيم، وتفعيل عياداتها المتنقلة لتقديم خدماتها الصحية للمصابين.
ولكن وكالة "أونروا" أكدت في تصريح للتلفزيون العربي أن طواقمها لم تتمكن من دخول المخيم.
وطالبت دائرة شؤون اللاجئين، في تصريح صحفي صدر عن رئيسها، الأمين العام للأمم المتحدة بالضغط على حكومة الاحتلال، من أجل السماح للمنظمات الدولية الإنسانية، بما فيها وكالة "أونروا" بدخول المخيم، والقيام بمهامها في تقديم خدماتها الإغاثية والطبية لسكان المخيم بما فيها تأمين الحماية.
وحذّرت دائرة شؤون اللاجئين، من مجازر يخطط الاحتلال ارتكابها، وقالت: "إنّ إجبار الاحتلال أهالي مخيم جنين على مغادرته تحت تهديد قصف منازلهم إلى خارج المخيم يهدف إلى تفريغه من سكانه، في إطار مخطط تدميره وارتكاب مجازر جديدة."
وأكدت على واجب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف العدوان، وإلزام حكومة الاحتلال بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وبقرارات وبمبادئ الأمم المتحدة. وحذرت من عدم السماح للمنظمات الدولية بدخول المخيم، الذي يُنذر بِنيّة الاحتلال الإسرائيلي تصعيد جرائمه داخل المخيم.
وهجّر الاحتلال خلال عدوانه على مخيم جنين حتّى ليل أمس الاثنين، 3 آلاف شخص، قامت فرق الهلال الأحمر الفلسطيني بإخلائهم من منازلهم، جراء قصف الاحتلال للمنازل، وسط استمرار العدوان وعمليات القصف الجوي والصاروخي الذي يستهدف أحياء المخيم.
تهجير قسري لآلاف السكّان: 10 شهداء و100 إصابة حصيلة العدوان على مخيم جنين
وأسفر العدوان حتى اللحظة بحسب وزارة الصحة، عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة نحو 100 بينهم 20 بحال الخطر، إضافة إلى شهيد في مدينة البيرة خلال مواجهات اندلعت نصرة لجنين وتنديداً بالعدوان الصهيوني.