انسحبت قوات الاحتلال الصهيوني، قبيل منتصف الليل، بشكلٍ كامل من جنين ومُخيّم اللاجئين فيها، بعد عدوانٍ كبيرٍ استمر مدّة يومين طال كل شيء في المُخيّم المكتظ بآلاف اللاجئين الفلسطينيين.

وأفادت مصادر محلية، بأنّ قوات الاحتلال بدأت بالانسحاب من المدينة والمُخيّم وسط اشتباكات عنيفة تخللها تفجير عبوات ناسفة بآليات عسكرية، فيما أطلقت طائرات الاحتلال صاروخاً خلال الانسحاب تجاه مقبرة الحي الشرقي من مُخيّم جنين ما خلّف عدّة إصابات.

ومنذ بدء العدوان، بلغت حصيلة جرائم الاحتلال 12 شهيداً، وأكثر من 100 جريح، من بينهم ما لا يقل عن 20 بحالة خطيرة وحرجة، فيما دمّرت قوات الاحتلال عدداً كبيراً من المنازل، وخربت البنية التحتية بأكملها.

وفور انسحاب قوات الاحتلال، عاد المئات من الفلسطينيين إلى منازلهم في المُخيّم لتفقدها وتفقّد آثار الدمار الكبير الذي خلّفه عدوان الاحتلال.

وخلال العدوان، تصدّت تشكيلات المقاومة الفلسطينيّة بكل إمكاناتها لقوات الاحتلال، وخاضت اشتباكات عنيفة ونصبت كمائن باستخدام العبوات الناسفة.

ومساء اليوم، قالت مصادر لقناة الجزيرة إن جندياً "إسرائيلياً" قتل وأصيب آخرون في اشتباكاتٍ ومواجهات مع مقاومين فلسطينيين في مُخيّم جنين.

وأضافت القناة، أنّ مقاتلين من كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الأقصى، أوقعوا دورية عسكرية للاحتلال في كمينٍ محكمٍ مما أدى لمقتل جندي وإصابة عدد آخر.

وكان واضحاً خلال العدوان، أنّ جيش الاحتلال استهدف على نطاق واسع، البنى التحتية الخدمية من شبكات ماء وكهرباء وطرق في مُخيّم جنين، حيث أدى استهداف البنى التحتية إلى انقطاع المياه عن كافة أنحاء المُخيّم، نتيجة التخريب الذي طال شبكات الضخ في مدينة جنين ومخيمها، وتأثرت بها أحياء المخيم كافة، فيما انقطعت المياه عن بعض أحياء المدينة.

وقالت بلدية جنين في بيانٍ لها: إنّ جيش الاحتلال تعمد تدمير الخطوط الرئيسيّة لشبكات المياه والكهرباء في المخيم، ومنع طواقم البلدية من العمل على إصلاحها.

بدوره، قال رئيس جمعية جنين للمخلصين نزال نزال لـ"بوابة اللاجئين"، إنّ الأوضاع كارثية في مخيم جنين، لا سيما وأنّ الاحتلال دمّر وجرّف شوارع مخيم جنين وفرض حصاراً مطبقاً على المخيم والمناطق المحيطة به، والبنية التحتية لمُخيّم جنين وخاصّة خطوط المياه والكهرباء دُمّرت بشكلٍ كامل وبحاجة إلى صيانة كاملة.

وأوضح نزال، أنّ جنود وحدة القناصة التابعة للاحتلال كانت تتابع وترصد كل حركة على الأرض في المخيم، وكانت تُسمع اشتباكات مع قوات الاحتلال بين الحين والآخر، ومنذ الأمس وفور بدء عملية تهجير السكان من المخيم قمنا بتوفير بعض المساعدات ومراكز الايواء للسكّان.

وتابع نزال: أعلنا عن أماكن للإيواء وفتحنا باب الجمعية لاستقبال سكّان المُخيّم مع توفير كل الإمكانات لخدمتهم، ووصل اليوم كميات كبيرة من المعونات التي أرسلها الأهالي من نابلس وعدة مناطق أخرى بالضفة، مُؤكداً أنّ هناك صعوبة بالغة في الوصول إلى بعض المناطق خاصّة داخل مخيم جنين، ولذلك قمنا بالتنسيق مع الهلال الأحمر والدفاع المدني.

وأشار نزال خلال حديثه: أنّه وفور انتهاء العدوان سندخل إلى مخيم جنين لرصد وتوثيق آثار العدوان وتقديم كل ما يلزم للسكّان وفق إمكانات الجمعية.

وبدأت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة جنين ومُخيّم اللاجئين فيها منذ فجر أمس الإثنين، بقصف منزلٍ وسط مُخيّم جنين، كما قصفت بالطائرات عدة مواقع داخل المُخيّم وعلى أطرافه، بينما هجّر الاحتلال خلال عدوانه على المُخيّم أكثر من 3 آلاف شخص.

وقامت فرق الهلال الأحمر الفلسطيني بإخلاء السكّان من منازلهم، جراء قصف الاحتلال للمنازل، وسط استمرار العدوان وعمليات القصف الجوي والصاروخي الذي يستهدف المُخيّم.

ويقع مخُيّم جنين للاجئين الفلسطينيين الذي أقيم عام 1953، إلى الغرب من مدينة جنين؛ ويطل على سهل مرج بن عامر من جهة الشمال؛ وتحده من الجنوب قرية برقين، وتحيط به عدة مرتفعات.

وبلغت مساحة المُخيّم عند الإنشاء 372 دونماً، واتسعت إلى حوالي 473 دونماً، وبلغ عدد سكانه عام 1967م حوالي 5019 نسمة؛ وفي عام 2007 وصل إلى 10,371 نسمة، وحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يبلغ عدد سكّان المُخيّم في منتصف عام 2023 نحو 11674 لاجئاً.

وينحدر أصل غالبيّة سكّان المُخيّم من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل، وقرى تابعة لجنين احُتلت عام 1948.