أوقف الدفاع المدني الفلسطيني في مخيم البداوي، خدماته بشكل كامل، وذلك لعجزه عن توفير المتطلبات والعدد اللوجستية وتمويل تكاليف العمليات الطارئة، جراء أزمة مالية تعصف به منذ أسابيع.
وأعلن فوج مخيم البداوي، نفاد مخزون المواد الأساسية التي تستعمل في العمليات الطارئة، كعبوات البودرة وثاني أوكسيد الكربون، وكذلك عدم القدرة على تغطية الالتزامات المالية الشهرية وسواها، ما أخرج فوج مخيم البداوي عن الاستجابة للحالات الطارئة.
وجاء إعلان فوج المخيم، بعد أزمة مالية اشتدت منذ أشهر، فيما عانى الدفاع المدني الفلسطيني من تبعات أزمة الانهيار الاقتصادي اللبناني التي أدت إلى ارتفاع الأسعار، والنقص الحاد في التمويل.
وفي وقت سابقه نبّه الدفاع المدني من خطورة توقف خدماته، وذلك خلال زيارات مكوكية قام بها للفصائل واللجان الشعبية خلال شهر حزيران/ يونيو الفائت، التقى فيها مسؤولي حركتي فتح وحماس واللجان الشعبية.
وحذّر فوج البداوي، من التوقف الحتمي للخدمات، في حال لم تتكاتف جميع الفصائل وسكان المخيم ورجال الأعمال وكافة شرائح المجتمع لإيجاد حل جذري يدعم الفوج مادياً ويضمن استمرارية عمله.
وكان الدفاع المدني قد أكّد على ضرورة توفير تمويل مستدام، بما في ذلك فكرة إنشاء نظام جباية شهري من أصحاب المحالّ داخل شوارع المخيم، ووضع صناديق تبرع على حواجز المخيم لجمع التبرعات يومين من كل شهر بما في ذلك زيارة كافة رجال الأعمال لدعم الدفاع المدني. وجرى نقاش ذلك مع الفصائل واللجان الشعبية.
ويواجه الدفاع المدني الفلسطيني على مستوى كافة المخيمات والمناطق، خطر التوقف الكامل للخدمات، جراء انقطاع التمويل منذ تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2022 الفائت. وهو ما حذّر منه منذ أذار/ مارس الفائت من العام الجاري.
وقال حينها، إنّ عناصره المتطوعة، لم تقبض أي مستحقات، علماً أنهم قدموا ما يُمكنهم من أجل استمرار العمل، إضافة إلى ضرورة وجود الأجهزة داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، وحاجتها لتكاليف لم تستوفَ.
يذكر أنّ الدفاع المدني الفلسطيني، هو مؤسسة غير حكومية مستقلة لا تسعى إلى الربح المادي ويضم أفواجاً في كافة المخيمات الفلسطينية على امتداد الأراضي اللبنانية، ويعتبر الجهة الوحيدة التي تقدم خدمات الدفاع المدني، كخدمات الإسعاف والإنقاذ والإطفاء والعناية الأوليّة من الحروق والعديد من المهام بشكل مجاني في المخيّمات، فيما تمتد عملياته الإنسانية إلى خارج المخيّمات.
وساهم الدفاع المدني الفلسطيني في التصدي للعديد من الكوارث التي ضربت لبنان، ومنها المساهمة في إطفاء حرائق منطقة الشوف عام 2019، إضافة إلى المساهمة في عمليات الإنقاذ إبان انفجار مرفأ بيروت في آب/ أغسطس 2020، وتمكن من إنقاذ وإسعاف العديد من الأشخاص من تحت الأنقاض.