حقق عدد من الطلاب الفلسطينيين في سوريا تفوقاً في امتحانات شهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي، والتي صدرت نتائجها اليوم الاثنين 17 تموز/ يوليو.

وأظهرت النتائج التي توالت تباعاً منذ ساعات الصباح، تحقيق عدد من الطلاب في المخيمات والتجمعات الفلسطينية بسوريا نتائج عالية، رغم الظروف المعيشية والنفسية التي يعيشونا، والتي تواصل انحدارها، إلى جانب ظروف استثنائية أضفت على أجواء الدراسة مزيداً من الضغط والقلق والتوتر النفسي والعصبي.

الأولى على سوريا في التعليم الأساسي واستمرار تفوق في الثانوية العامة

اللاجئة الفلسطينية إسراء الرفاعي من أبناء تجمّع برزة للاجئين الفلسطينيين (العائدون) شمالي العاصمة دمشق، لم يمنعها التدهور المتواصل في الأوضاع المعيشية العامة، وما طرأ من تحديات ومخاوف اجتاحت نفوس الطلبة خلال العام الدراسي، وأبرزها "رعب الزلزال" من الاستمرار في تحقيق التفوق الذي لازمها منذ امتحانات التعليم الأساسي "التاسع" حتى البكالوريا.

وحققت الطالبة إسراء المنحدرة من قرية ملّاحة المهجرة قضاء صفد معدلاً ممتازاً، ولم ينقصها سوى درجة واحدة لتحقيق المعدل الكامل، حيث نالت 239 درجة من أصل 240، في استمرارية لنجاحها وتفوقها الذي نالته قبل 3 سنوات في نتائج التعليم الأساسي، ونالت حينها المركز الأول على مستوى الجمهورية السورية.

صورة ثامب لمجموعة صور.png
الطالبة الفلسطينية إسراء الرفاعي 

لم يكن هناك سبيل لتجاوز التحديات سوى الإصرار على النجاح

وقالت إسراء لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ السنة الدراسية كانت صعبة جداً، خصوصاً أنّ ما شهدته سوريا هذا العام، أضيف لكل الظروف الصعبة التي يعانيها الطلاب من انقطاع كهرباء شبه المتواصل وسواها من ظروف. وأشارت إلى أنّ الزلزال الذي ضرب البلاد، أثر على الحالة النفسية للطلبة ووضعهم في دوامة من التفكير والقلق والهواجس.

وحول تفوقها في ظل الظروف التي تحيط بالطلاب الفلسطينيين في سوريا، قالت اسراء: "منذ بداية دراستي لم تكن الظروف سهلة، بل على العكس، مع كل خطوة للأمام، كانت الأمور تتعقد أكثر والعقبات تزداد، ولم يكن هناك سبيل لتجاوزها سوى الإصرار على النجاح."

وتابعت اسراء، التي كانت الأولى على سوريا في التعليم الأساسي، أنها أدركت معنى التميز منذ تحقيقها ذلك التفوق، وخصوصاً أنّ امتحانات "التاسع" في العام 2020، كانت في ظل الظروف التي فرضتها جائحة " كورونا" إلا انها استطاعت تحقيق حلمها بدعم جهود مدرسيها في مدرسة تابعة لوكالة "أونروا".

تفوق إسراء في التعليم الاساسي، مكنها من الحصول على منحة من قبل مدرسة "الأوائل" الثانوية، المعنية بالطلبة المتفوقين، والتي كان لها دور في تفوقها، إلى جانب الداعم الأول الذي تمثل بأسرتها، وكذلك عزيمة الشعب الفلسطيني اللاجئ في الشتات، حسبما عبّرت الطالبة الفلسطينية اللاجئة إسراء محمد الرفاعي.

وكشفت النتائج، عن حصول عدد من الطلبة الفلسطينيين في المخيمات، على نتائج جيدة وممتازة، كالطالب وليد محمد عبده من أبناء مخيم خان الشيح، ونال درجة 1845 من 1990 في الفرع الادبي.

كما حقق الطالب زياد حسين موسى درجة 2556 من أصل 2741 في الفرع العلمي، وهو من أبناء مخيم خان الشيح. فيما حصلت الطالبة آيات سمير مرعي على معدل 91.67% في الفرع العلمي، وهي من سكان مخيم السيدة زينب.

الجدير بالذكر، أنّ الطلاب الفلسطينيين في سوريا، حققوا على مدى الدورات الامتحانيّة السابقة خلال سنوات الحرب، نتائج عاليّة رغم الظروف المعيشيّة والأمنية الصعبة، وما تعرضت له بعض المخيّمات من حصار وتدمير.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد