فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
صرّح صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأربعاء 15 شباط، أن البديل الوحيد لحل الدولتين يتمثّل في إقامة دولة واحدة تضمن حقوقاً متساوية للجميع.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده عريقات في أريحا، بمقر دائرة شؤون المفاوضات، في أعقاب توجّه رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو لزيارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، والتي سبقها تصريحات وتوصيات من وزراء ونوّاب وأعضاء أحزاب "إسرائيليون" حول تهميش حل الدولتين.
وردت بعد ذلك تسريبات من مسؤول أمريكي في البيت الأبيض رفض الكشف عن اسمه، بالتزامن مع زيارة نتنياهو، أن "الإدارة الأمريكية لن تسعى بعد اليوم إلى إملاء شروط أي اتفاق لحل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل ستدعم أي اتفاق يتوصّل إليه الطرفان، أيّاً يكن هذا الاتفاق."
مُضيفاً أن "حل الدولتين الذي يحقّق السلام ليس هدفاً يطمح إليه أي طرف"، معتبراً أن الهدف هو السلام سواء تحقق عبر حل الدولتين إن رغب الطرفان في ذلك، أو عبر خيار آخر إن كانت تلك رغبتهما.
واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أن خروج هذا التسريب للعلن قُبيل المحادثات "الإسرائيلية-الأمريكية" نذير شؤم ويؤسس لحالة من الفوضى السياسية على المستوى الدولي، مؤكدةً على أن هذه التسريبات تعني تحوّلاً خطيراً ليس فقط للإدارة الأمريكية ونظرتها لكيفية إنهاء الصراع.
كما توعّدت وزارة الخارجية الفلسطينية بالسعي "لتشكيل أوسع جبهة دولية للحفاظ على حل الدولتين"، لكنها أكدت أنها تفضّل عدم استباق الأمور، وأنها تأمل "أن يؤكد الرئيس ترامب في لقائه مع نتنياهو على حل الدولتين، وضرورة التوصل إلى اتفاق تفاوضي ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويسمح بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية إلى جوار إسرائيل، تعيشان في أمن وسلام."
بالعودة إلى تصريحات عريقات، أوضح أن هناك محاولات واضحة من حكومة الاحتلال لدفن حل الدولتين وإلغاء فكرة إقامة دولة فلسطين في حدود 1967، من خلال الإملاءات وتوسيع الاستيطان وسرقة المياه والأرض.
واعتبر عريقات أن "البديل الوحيد لخيار الدولتين يتمثّل في دولة ديمقراطية واحدة وحقوق متساوية للجميع، للمسيحيين والمسلمين واليهود، هذه المعادلة تحتاج إلى طرفين، والطرف الإسرائيلي غير مستعد لذلك"، وتابع قائلاً "لذلك تحاول الحكومة الإسرائيلية فرض واقع الدولة الواحدة بنظامين، أي دولة الابرتهايد"، مشدداً على أن ذلك أمر مستحيل في القرن الحادي والعشرين.
أوضح كذلك قائلاً "كمنظمة تحرير ودولة فلسطين، خيارنا حل الدولتين على حدود عام 67 وقدّمنا لهذا الغرض تنازلات كبيرة ومؤلمة، وفي ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، كان مطلوباً منّا أن نعترف بدولة إسرائيل على حدود 1967 بمساحة 78% من فلسطين التاريخية، وقمنا بذلك، الآن 6 ملايين فلسطيني يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية، و6 ملايين في المنافي ومخيمات اللجوء."
مؤكداً أنه على الرغم من ذلك، لا زال هناك تمسّك بخيار حل الدولتين والمسار السلمي والقانون الدولي "ونقول لجميع من يريد دفن خيار حل الدولتين أو من يريد مساعدة الحكومة الإسرائيلية في دفن خيار حل الدولتين، البديل لن يكون الدولة بنظامين."
تابع قائلاً "بالأمس طالبنا من دول الاتحاد الأوروبي والدول التي لم تعترف بدولة فلسطين، القيام بذلك فوراً، وطالبنا من بريطانيا بحكم مسؤوليتها القانونية والأخلاقية والسياسية والظلم التاريخي الذي ألحقه وعد بلفور بالشعب الفلسطيني، تصحيح هذا الخطأ، والاعتراف بالشعب الفلسطيني ودولة على حدود 67 لتعيش بأمن وسلام."
مُعرباً عن رفض القيادة والشعب الفلسطيني إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الاحتفال بالذكرى المئوية المعيبة لـ "وعد بلفور"، واصفاً إياها بالإهانة لأبناء الشعب الفلسطيني ومبادئ حقوق الإنسان، قائلاً "بدلاً من الاحتفال عليهم الاعتذار واتخاذ إجراءات عملية لإنقاذ حل الدولتين من التفرّد الإسرائيلي ومقاطعة منظمة الاستيطان الاستعماري، والاعتراف بفلسطين والامتثال لإرادة الشعب البريطاني الذي اعترف ممثلوه بدولة فلسطين في البرلمان البريطاني."