أجمع عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية في لبنان على مساعي تبذل من أجل وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، بعد يوم دامي شهد فيه المخيم اشتباكات عنيفة أسفرت عن 5 قتلى وأكثر من 25 جريحاً، فيما حذر الجيش اللبناني من مغبة تعرض مراكزه العسكرية للخطر في محيط المخيم جراء الاشتباكات بين عناصر من حركة فتح وآخرين "إسلاميين" وأكد في بيان له أنه سيرد على مصادر النيران بالمثل.
وكان قائد الأمن الوطني الفلسطيني في مدينة صيدا أبو أشرف العرموشي قد قتل مع 4 من مرافقيه في كمين نصب له في حي البستان في المخيم عقب اجتماع حضره ظهر اليوم لمناقشة الاشتباكات التي اندلعت بعد مقتل الشاب عبد الرحمن فرهود من حي الصفصاف في المخيم على يد المدعو محمد زبيدات وهو شقيق محمود زبيدات الذي قتل قبل نحو 3 أشهر على يد جماعة إسلامية.
العرموشي كان متجهاً لتسليم قاتل الشاب فرهود قبل أن يتعرض إلى كمين أسفر عن مقتله
وأكد القيادي في حركة فتح اللواء منير المقدح أن العرموشي كان متوجهاً لتسليم من أطلق النار على الشاب فرهود، إلا أنه تعرض لكمين مسلح أسفر عن مقتله مع 4 من مرافقيه وأن الكاميرات في المنطقة وشهود عيان يثبتون ما حصل.
وقال المقدح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن قراراً بالتهدئة قد تم اتخاذه ليتسنى التحقيق وتبيان حقيقة وملابسات اغتيال العرموشي، مضيفاً: أن كل شخص متورط بهذه الجريمة سيتم تسليمه إلى الدولة اللبنانية.
وبعد اشتداد الاشتباكات عقد اجتماع في حارة صيدا برعاية حركة "أمل" وهيئة العمل الفلسطيني المشترك وانتهى بالاتفاق على وقف إطلاق النار ووضع حد للاشتباكات.
الجهود تبذل لاستمرار وقف إطلاق النار وسط تخوفات من خرقه
وأكد مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الاسلامي في لبنان أبو سامر موسى أن مساعي داخلية وخارجية تعمل بقوة لإنهاء ذيول الازمة وعودة الأمور نحو الأمن والأمان وعودة النازحين من المخيم جراء الاشتباكات إلى منازلهم.
لكن موسى أشار إلى وجود من وصفهم بـ "بعض المأجورين الذين يحاولون تغذية النعرات من خلال بيانات كاذبة وإطلاق النار على بعض الأحياء لدفعها للانخراط بالمعركة وتوسيع نطاقها خدمة لأجندتها" على حد قوله، مؤكداً أنه سيوضع حد ولن ينزلق المخيم نحو "المؤامرة الكبرى".
وأضاف موسى لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن "الجهود تبذل لوقف هذا العبث بأمن المخيم وقد تداعت هيئة العمل الفلسطيني في صيدا للاجتماع الساعة الحادية عشر صباحاً من يوم أمس الأحد وتم الاتفاق على بعض الاجراءات لإنهاء التوتر وأكد قائد الامن الوطني صبحي أبو عرب مع باقي الفصائل والقوى الإسلامية سعيهم للتهدئة لتجنيب أهلنا ومخيمنا ويلات الاشتباكات"
يذكر أن هذا الاجتماع الذي كان يحضره القيادي العرموشي قبل أن يتم اغتياله وتتصاعد الاشتباكات التي أدت أيضاً إلى حركة نزوح واسعة من قبل اللاجئين الفلسطينيين من منازلهم في المخيم، ووصل رصاص الاشتباكات إلى أحياء مجاورة في مدينة صيدا ما حدا بمستشفى صيدا الحكومي إلى إخلاء المرضى حرصاً على سلامتهم.
على خلفية مقتل عنصر من فتح (محمود زبيدات) قبل نحو 3 أشهر جرت محاولة اغتيال قتل على إثرها شاب في #مخيم_عين_الحلوة لتتبعها اشتباكات عنيفة واغتيال لقائد الأمن الوطني في صيدا..
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) July 30, 2023
الاشتباكات يبدو أنها مستمرة في التصاعد
ماذا يجري في المخيم؟ pic.twitter.com/p4feoya3kW
من جهته قال المسؤول السياسي لحركة حماس في مخيم عين الحلوة أبو حسام زعيتر: إن حركته تبذل كل ما بوسعها لوقف الاشتباكات وتواصلت مع كافة المرجعيات الفلسطينية واللبنانية لضبط الوضع على الأرض وقد شاركت باجتماع لبناني فلسطيني بمبادرة من الرئيس نبيه بري وصدر عنه بيان تم الاتفاق من خلاله على وقف إطلاق النار وتشكيل لجنة تحقيق من هيئة العمل الفلسطيني المشترك للتحقيق بما حصل.
إلا أن زعيتر عبر عن قلقه من صعوبة ضبط الوضع على الأرض بشكل كامل، ومن الخروقات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار .
5 قتلى جراء الاشتباكات بينهم سيدة وحركة نزوح شهدها المخيم
من جهته عبر مسؤول العلاقات السياسية للجبهة الشعبية في بيروت فتحي أبو علي عن القلق من حركة النزوح إلى خارج المخيم ومخاوفه من عدم استجابة الأطراف إلى وقف إطلاق النار وبالتالي تجدد الاشتباكات، وطالب المعنيين بالتحقيق السريع وتسليم المطلوبين إلى الجهات المعنية والى الجيش اللبناني.
ودعا أبو علي إلى اليقظة والحرص التام وعدم الانجرار وراء الإشاعات و"وراء ما يحاك ضد هذا المخيم".
ويسود الهدوء الحذر أزقة وشوارع مخيم عين الحلوة، بعد الاشتباكات التي أسفرت عن خمسة قتلى بينهم سيدة متقدمة في العمر وأكثر من 25 جريجاً.
وقال محمود ياسين مسؤول فرق الإسعاف الأولي في جمعية الشفاء بلبنان: إنه تم نقل عشرات الجرحى من داخل المخيم، كما قامت فرق الجمعية بإجلاء الأهالي من أحياء عدة في المخيم، خاصة حي الطوارئ وحي الصفصاف.