قالت منظمة العفو الدولية، إنّ محكمة "إسرائيلية" أعطت الضوء الأخضر للإخلاء القسري لـ 500 من البدو الفلسطينيين في منطقة النقب، مما يسلط الضوء على التمييز العميق الذي يواجهه الفلسطينيون في "إسرائيل" في ظل نظام الفصل العنصري (أبارتهايد).

وأضافت المنظمة: في حكم صدر في 24 يوليو/ تموز، قالت محكمة الصلح في بئر السبع إن على سكان قرية رأس جرابة مغادرة منازلهم، وإخلاء الأراضي التي تعيش فيها عائلاتهم منذ عقود، بحلول مارس/ آذار 2024، كما عليهم دفع غرامة قدرها 117,000 شيكل (حوالي 31,700 دولار أمريكي) لتغطية النفقات القانونية.

وبحسب المنظمة، تشكّل عمليات الإخلاء القسري جزءً من خطط السلطات "الإسرائيلية" لبناء حي جديد لمدينة "ديمونا"، التي يشكل اليهود معظم سكانها، فيما سيتم نقل سكان رأس جرابة إلى قرية بدوية فقيرة ومعزولة في مكانٍ قريب.

وفي وقتٍ سابق، ناقشت لجنة وزارية مكلّفة من الحكومة "الإسرائيلية" خطّة جديدة تقدم بها وزير متشدد بالحكومة الصهيونية، وتهدف إلى "منع تكاثر" البدو الفلسطينيين في منطقة النقب واتباع عدّة خطوات لعزلهم وتفكيك مجتمعهم القائم منذ آلاف السنين.

الخطة التي قدمها ما يسمى بـ "وزير شؤون الشتات اليهودي" عميحاي شيكلي، يوم 29 من حزيران/ يونيو الفائت، تنص على "خلق مسار سيمنع تكاثر بدو النقب لمنع سيطرتهم ديمغرافياً على النقب في غضون الـ 25 عاماً المقبلة".

وبحسب الوزير الصهيوني، فإنّ الخطّة وضعت "من باب أنّ الفلسطينيين في النقب سيسيطرون في غضون 25 عاماً على النقب بالكامل، وذلك نظرًا لأن النمو السكاني كبير وسرعان ما سيصل في هذه المنطقة ما بين نصف مليون إلى 700 ألف فلسطيني، وهو خسارة إسرائيل للنقب أمام البدو".

وتقضي الخطّة، بوضع مسار يوقف تكاثر البدو، عبر "منع تعدد الزوجات في صفوف البدو وتعزيز وحدات الشرطة في مناطقهم"، كما تتضمن حصر البدو في أربع تجمعات سكانية أساسية، وهي: (رهط، وحورة، وشمال عراد، وبيرهداج) وإخلاء التجمعات الأخرى وتفكيكها، خاصة منطقة أم حيران، وإنشاء مناطق تطوير، على حساب أراضي وممتلكات الفلسطينيين بميزانية قدرها 18 مليون شيكل.

كما ستشمل "خطة التطوير" إنشاء إقامة 13 تجمعاً سكنياً يهودياً بعد هدم عشرات القرى الفلسطينية في النقب.

ويُشار إلى أنّ الاحتلال يستهدف منذ عقود بدو منطقة النقب عبر الهدم المتكرّر لقراهم، وتنفيذ ممارسات ممنهجة لتهجيرهم من منطقة بادية النقب التي تعتبر موطناً للبدو منذ آلاف السنين وأحد أقدم أنماط العيش في المنطقة، موصولةً مع البوادي العربية في سيناء وسوريا حتى الحجاز.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد