شهد مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان، خروقات متواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي أعلن عند الساعة الثالثة من عصر أمس الاثنين، وشهدت عدّة مناطق اشتباكات عنيفة استمرّت حتى صباح اليوم الثلاثاء 1 آب/ أغسطس.
واستؤنفت المعارك خلال ساعات الليل، عند محور حي الطوارئ "البركسات" وسمع دوي القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة في كافة أرجاء مدينة صيدا، فيما امتدت الخروقات إلى محور حي الصفصاف، الذي شهد عمليات قنص متبادلة، بين عناصر الأمن الوطني والمسلحين "الإسلاميين" المتحصنين في بعض أزقت
أحقاد متبادلة وراء استمرار خروقات وقف إطلاق النار
مصدر في قوات "الأمن الوطني" رفض ذكر اسمه، في مخيم عين الحلوة أوضح لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ المعارك التي شهدها المخيم عقب اتفاق وقف إطلاق النار، "لم تكن أكبر من خروقات عند محورين محدودين، ولم تتوسع لتشمل كافة مناطق الاشتباكات خلال اليومين الفائتين."
وأشار المصدر، إلى أنّ التزاماً واسعاً لوقف إطلاق النار، أبدي من قبل عناصر الأمن الوطني الفلسطيني في معظم مناطق المخيم، باستثناء بعض العناصر "المقربة من العميد أبو أشرف العرموشي، التي تتحرك بدافع الانتقام لمقتل قائدها.
وأشار المصدر، إلى العناصر الإسلامية كذلك التي تنتمي لمنظمة " الشباب المسلم" وهي "جند الشام" في اسمها السابق، لا تلتزم بوقف إطلاق النار، ويريدون الانتقام لقتلاهم والاستمرار في المعارك، وهم متحصنون في بعض الأبنية والأزقة في منطقة الطوارئ.
المشهد في مخيم عين الحلوة واستمرار الخروقات، بدأ يثير مخاوف الفاعليات الأهلية والاجتماعية لمدينة صيدا. ودعت دار الفتوى في المدينة برئاسة مفتي المدينة سليم السوسان، إلى اجتماع يضم المرجعيات الأهلية والروحية لبحث الموقف في المخيم.
وبحسب مصادر إعلامية لبنانية، فإنّ موقفاً سيخرج من فعاليات المدينة ومرجعياتها، للضغط من أجل وقف إطلاق النار في المخيم، واستنكار عمليات الاغتيال واستهداف المدنيين، ووضع حد للانهيار الأمني في المخيم، والذي يؤثر في كامل المدينة.
وتواصل المؤسسات التعليمية والحكومية والتجارية في صيدا إغلاق أبوابها لليوم الثاني على التوالي، بسبب توتر الأوضاع في المخيم.
وكان رئيس الجامعة اللبنانية في المدينة، قد قرر تمديد الإغلاق الذي بدأ منذ الاثنين، نظراً لاستمرار تدهور الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة، كما يواصل سوق الخضار المركزي "الحسبة" المحاذي للمخيم إغلاق أبوابه أمام التجار والمتبضعين، إضافة إلى السراي الحكومي في المدينة.
وكان النائب في مجلس النواب اللبناني عن مدينة صيدا أسامة سعد، قد أعلن عقب اجتماع فلسطيني لبناني التوصل لاتفاق يثّبت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، والبدء بإجراءات عملية لسحب المسلحين، وتشكيل لجنة تحقيق باغتيال العميد العرموشي.
ونقلت مصادر إعلامية، أنّ اجتماعاً سيعقد اليوم الثلاثاء في مقر سفارة السلطة الفلسطينية في بيروت، لبحث الخطوات العملية التي جرى الاتفاق عليها في اجتماع صيدا، والبدء بتشكيل لجنة تحقيق.
وأسفرت المعارك في مخيم عين الحلوة، عن قضاء 11 لاجئاً وإصابة أكثر من 40 آخرين، وتهجير أكثر من 2000 لاجئ، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في المنازل والممتلكات.
وكانت المعارك قد اندلعت في مخيم عين الحلوة فجر الأحد 30 تموز/ يوليو، إثر إقدام أحد الأشخاص، على محاولة اغتيال القيادي "الإسلامي" محمد أبو قتادة، في حي الصفصاف، ما أدى إلى قضاء الشاب المدني عبد فرهود في أثناء مروره من الحي، وإصابة آخرين بينهم أطفال.
وتصاعدت المعارك، عقب اغتيال مسلحين، قائد الأمن الوطني في مدينة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي ظهر أمس الأحد، مخلفةً دماراً كبيراً داخل أحياء المخيم، ولا سيما أحياء الطوارئ والتعمير، التي شهدت معارك طاحنة، إضافة إلى حيي حطين والرأس الأحمر، كما امتدت المعارك إلى منطقة جبل الحليب مخلفةً أضراراً مادية وحرائق في بيوت وممتلكات اللاجئين الفلسطينيين.
اقرأ/ي أيضاً دمار صادم في عدّة أحياء… استمرار المعارك في مخيم عين الحلوة وسط نزوح كبير للأهالي