تشهد مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، استقبال عدد من موجات النزوح الفردية، القادمة من المخيمات الفلسطينية ومناطق سيطرة النظام السوري، بهدف العبور إلى تركيا والهجرة عبرها إلى دول اللجوء الأوروبية، بحسب ما أفاد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري.
وقال مراسلنا: إنّ عشرات اللاجئين الفلسطينيين القادمين من مخيمات دمشق وريفها وحلب وحمص واللاذقية ودرعا، يصلون إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال، بعضهم يجري توقيفه من قبل سلطات المعارضة للتأكد من هوياتهم والتدقيق في ملفهم الأمني، فيما يجري عدد منهم محاولات فاشلة للعبور إلى تركيا، يتعرضون خلالها للاستنزاف المادي والاعتقال على يد حرس الحدود التركي.
وتشير مصادر محليّة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، بتورط مجموعات تابعة للمعارضة السورية، تسيطر على المعابر الفاصلة مع مناطق النظام السوري، وخصوصاً تلك التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" في شرق نهر الفرات بعمليات التهريب هذه، حيث يتم تهريب الأشخاص مقابل مبالغ مالية.
وسجّلت خلال الأسابيع الفائتة عدد من حالات التوقيف والاعتقال للاجئين فلسطينيين، سواء على أيدي "الجيش الوطني السوري" التابع لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، أو من قبل سلطات حرس الحدود التركي خلال محاولات عبور الحدود التركية.
وسُجّل اعتقال لاجئين فلسطينيين اثنين من أبناء مخيم النيرب على يد حرس الحدود التركي خلال الأسبوع الثاني من شهر آب/ أغسطس الجاري، عرف منهم اللاجئ صالح الريفي، علماً أنه قد جرى توقيفه لدى سلطات المعارضة عقب دخوله إلى الشمال، قبل الإفراج عنه بعد أيام.
وأكّد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ معظم حالات العبور باتجاه تركيا تبوء بالفشل، نظراً للتشديد الكبير من قبل السلطات التركية، الذي يتزامن مع حملات ترحيل للاجئين الموجودين على أراضيها.
وبحسب قولها، تتخذ سلطات المعارضة السورية في الشمال، إجراءات مشددة لمنع حالات العبور إلى مناطقها لغرض الهجرة عبر الأراضي التركية. وكانت وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة، قد أصدرت قراراً في حزيران/ يونيو الفائت، بتشديد إجراءات منع التهريب، وإرجاع الأشخاص الداخلين لغرض التهريب، إلى المناطق التي جاؤوا منها.
اقرأ/ي أيضاً هجرة الفلسطينيين عبر الشمال السوري.. طريق مجهولة النهاية
وكان مصدر في "الحكومة السوريّة المؤقتة" قد أشار في وقت سابق لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، إلى أنّ عمليات التهريب عبر طرق الشمال السوري، باتت مربحة لشبكات التهريب التي يسيرها أمن النظام السوري في مناطقه، وكذلك الشبكات التي تعمل في مجال التهريب في مناطق الشمال.
وأضاف المصدر، أنّ شبكات التهريب في مناطق الشمال، غالباً ما تتبع لبعض النافذين في القوى المسلّحة التي تسيطر على المناطق، ولا سيما مناطق شرقي الفرات، حيث يجري تسيير قوافل لأشخاص قادمين من مناطق النظام، يعبرون بين مناطق "قوات سوريا الديمقراطية" شرقاً باتجاه مناطق سيطرة ما يدعى “الجيش الوطني" لغرض الدخول إلى تركيا.
وبحسب مصادر محلية لبوابة اللاجئين، تكلف عملية التهريب من داخل مناطق سيطرة النظام نحو تركيا، ما بين 2000 إلى 3000 دولار أمريكي، تتقاسمها شبكات التهريب في مناطق سيطرة المعارضة والنظام السوري.
ويضغط الوضع الاقتصادي على اللاجئين الفلسطينيين بشكل غير مسبوق في مناطق سيطرة النظام، حيث تجاوزت نسبة الفقر المطلق في صفوفهم عتبة 90%، وسط انتشار للبطالة وضعف للأجور، ما يدفع الأهالي لبيع ممتلكاتهم ومنازلهم في المخيمات الفلسطينية لتأمين ثمن حلم الهجرة.