فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
دعت حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجهاد الإسلامي، السلطة الفلسطينية، إلى التخلّي عن الحل عن طريق المفاوضات، والانسحاب من اتفاقية "أوسلو"، وما ترتّب عليها من قيود وسحب الاعتراف بـ "إسرائيل".
وجاءت هذه الدعوة، في أعقاب المؤتمر الصحفي المشترك، بين الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، الذي أوضح خلاله ترامب رؤيته بشأن الصراع "الفلسطيني-الإسرائيلي"، بأن حلّ الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء الصراع.
حركة حماس دعت السلطة إلى التخلّي عن "الحل عن طريق المفاوضات"، وفكرة أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وسيط، لانحيازها إلى جانب الاحتلال، وصرّح حازم قاسم الناطق باسم الحركة، أنّ الإدارات الأمريكية المتعاقبة منحازة للاحتلال، ولم تعمل في يوم من الأيام بجديّة لإعطاء الشعب الفلسطيني حقّه.
وأوضح قاسم أنّ الإدارة الأمريكية، وفّرت غطاءً للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ومصادرة أرضه، مشيراً إلى أنّ تراجع واشنطن عن مواقفها التي وصفها بالضعيفة، هو ترجمة لتصاعد الانحياز الأمريكي للاحتلال، خاصةً مع وصول الرئيس دونالد ترامب.
وطالب المتحدث باسم الحركة، التوافق فلسطينياً على برنامج ميداني نضالي، لمواجهة التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية، عبر ما أسماه "تخلّي الرئيس محمود عباس بالتفرّد بالقرار الوطني، والبدء بخطوات عملية لتحقيق المصالحة الوطنية."
فيما اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المواقف التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، في المؤتمر الصحفي المشترك، الأربعاء، نقلة لا ينقصها الوضوح في مساعي تصفية القضية الفلسطينية.
ورأت الجبهة في ذلك، إعادة تأكيد على الانحياز الأمريكي السافر، والداعم بشكلٍ مطلق للكيان الصهيوني، وتبنٍ لروايته، في كل ما يتعلّق بأسس الصراع وحلّه، وتمكيناً له لإعادة الإمساك مُنفرداً، وبشروطه، في إدارة أي بحث عن حل للصراع.
واعتبرت الجبهة ذلك، انقلاباً على المرجعيات الدولية وقراراتها، ورؤيتها لأسس حل الصراع، وبذلك توفّر الولايات المتحدة للكيان الصهيوني، الغطاء الكامل في سياساتها وممارساتها المناقضة للقانون الدولي والشرعية الدولية.
ودعت الجبهة الشعبية في ضوء ذلك، إلى إعلان موقف فلسطيني موحّد، يرفض المواقف الأمريكية و"الإسرائيلية"، والانسحاب من اتفاقية "أوسلو" وما ترتب عليها من قيود، وسحب الاعتراف بـ"إسرائيل"، بعد أن انتفت كل المبررات، التي سيقت لتوقيع هذه الاتفاقيات وتوقيع الاعتراف، وبعد أن دفنت "اسرائيل" هذا الاتفاق ولم تُبقِ منه إلّا ما يُقيّد الفلسطينيين.
دعت أيضاً إلى عقد اجتماعٍ عاجل لجميع القوى الوطنية والإسلامية، لتدارس استراتيجية وطنيّة جديدة تواجه التحديات القائمة، وتحفظ الحقوق الوطنية، بالإضافة إلى إنهاء الانقسام بشكلٍ عاجل، وفق الاتفاقيات الموقعة، واستكمال اجتماعات اللجنة التحضيرية لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني.
وختمت الجبهة بدعوة السلطة، إلى الكفّ عن سياسات خلق الأوهام، بالرهان على الإدارة الأمريكية والمفاوضات، والالتزام بما قرّره المجلس المركزي الفلسطيني، بشأن تحديد العلاقة مع "إسرائيل"، وعدم العودة إلى المفاوضات، واتخاذها كل الترتيبات لتغيير وظائفها، في سياق الخلاص من اتفاقيات أوسلو والتزاماته.
دعا كذلك القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة تداعيات الموقف الأمريكي والتبجّح الصهيوني المُعلن على القضية الفلسطينية.
وقال البطش "نرفض الانحياز الأمريكي الذي لم يُفاجئنا للعدو الصهيوني والتهديدات بحق شعبنا وبحق الدول الشقيقة."
واعتبر الموقف الأمريكي والصهيوني رسالة مشتركة من ترامب ونتنياهو للنظام الرسمي العربي والسلطة الفلسطينية، بأن مشروع التسوية السياسية الملهاة وعنوانه العريض حل الدولتين، شارف على الانتهاء الآن.
ويرى البطش أن هذه الرسالة هي "المرحلة القادمة هي الاستيطان بالجولان وتعزيز التطبيع مع بعض الدول العربية والإسلامية التي انتقلت بموقفها من دول مُعادية لإسرائيل إلى صديقة لها."
ودعا السلطة إلى سحب الاعتراف بالعدو والخروج من اتفاق التسوية السياسية وفتح الطريق لكل الخيارات أمام أبناء الشعب الفلسطيني، بعد سنوات طويلة من الرهان على خيار التسوية وسراب الحلول السلميّة.
وطالب البطش الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بموقف حقيقي وجاد لمواجهة هذه التحديات، وباتت اليوم أمام اختبار حقيقي للدفاع عن عروبة ومقدسات فلسطين الإسلامية والمسيحية.
وشدد البطش، على أن "رد شعبنا سيكون باستمرار المقاومة ضد الاحتلال مهما بلغت التضحيات، والتمسك بثوابت شعبنا في العودة وإنهاء الاحتلال الصهيوني."