نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر حكومي ليبي اليوم الاثنين 25 آب/ أغسطس، أنّ رئيس حكومة "الوحدة الوطنية" الليبية المنتهية ولايتها، قررت إقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، على خلفية لقائها التطبيعي مع وزير خارجية الكيان "الإسرائيلي" "ايلي كوهين".
وقرر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية التي تتّخذ طرابلس مقرا لها، عبد الحميد الدبيبة، أن يوقف وزيرة خارجيته نجلاء المنقوش عن العمل احتياطياً بعد الإعلان الأحد عن لقاء بينها وبين نظيرها "الإسرائيلي" "ايلي كوهين" في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع الماضي.
وقالت حكومة الدبيبة في بيان نشر على فيسبوك مساء الأحد: إنها قررت وقف المنقوش "عن العمل احتياطيا" على أن "تحال إلى التحقيق"، مشيرة إلى أن لجنة للتحقيق ستشكل برئاسة وزيرة العدل.
المنقوش ترد
إلا أنّ مكتب الوزيرة منقوش، قد صرّح تعليقاً على إقالة الوزيرة بالقول: إنّ اللقاء مع الوزير "الإسرائيلي" كان بإذن من حكومة الدبيبة، مشيراً إلى أنّ اتفاقاً جرى بين رئيس الحكومة ورئيسة وزراء إيطاليا في تموز/ يوليو الفائت في روما، على ترتيب لقاء مع "الإسرائيليين".
وقال المكتب في بيان: إن رئيس الحكومة الليبية الدبيبة اتفق مع الإيطاليين على اللقاء مع "الإسرائيليين" وطلب من وزيرة الخارجية نشر بيان تقول فيه: إن اللقاء كان مصادفة.
وجاءت هذه التطورات، عقب احتجاجات شعبية اندلعت في العاصمة الليبية طرابلس وعدد من المدن الليبية الأخرى، ليل أمس الأحد، بعد أن كشفت خارجية الاحتلال تفاصيل اللقاء السري الذي جمع المنقوش بكوهين الأسبوع الفائت.
اقرأ/ي تظاهرات غاضبة في ليبيا رفضاً للتطبيع
وقالت وسائل إعلام محلية ليبية إن وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش غادرت البلاد متجهة إلى تركيا، مؤكدة وصول طائرتها إلى مطار إسطنبول الدولي.
ونقلت بوابة الوسط الليبية عن مصدر أمني فجر اليوم الاثنين، تأكيده أن المنقوش غادرت مطار معيتيقة الدولي متجهة إلى تركيا، بمساعدة جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة، حسب قوله.
من جهته، نفى جهاز الأمن الداخلي ما يتداول على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن السماح أو تسهيل سفر المنقوش.
وقال على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": إن الوزيرة الموقوفة عن العمل "لم تمر عبر القنوات الرسمية بمنفذ مطار معيتيقة، سواء الصالة العادية أو الخاصة أو الرئاسية وفق السياق المتعارف عليه وستوضح كاميرات المراقبة ذلك".
وأضاف أنه قام بإدراج اسم الوزيرة في قائمة الممنوعين من السفر إلى حين امتثالها للتحقيقات.
استنكار ليبي
وفي ردود فعل ليبية على اللقاء، اعتبر النائب في البرلمان الليبي في مدينة بنغازي شرق البلاد إبراهيم الدرسي، أنّ قضية فلسطين قضية مركزية ومحورية وقضية عقائدية ووجودية بالنسبة لليبيين، وما حدث من قبل الوزيرة منقوش يعتبر خيانة في نظر الليبيين.
وأشار الدرسي في تصريحات إعلامية، إلى أّنّ للحكومة الليبية ليست حكومة قانونية وذات سيادة، وإنما منتهية ولايتها، وكانت قد منحت تخويلاً بتسيير الأعمال لمدة سنة وانتهت.
وعبّر بأن تصرف المنقوش غير خارج عن توجهات حكومة الدبيبة، مرجعاً خطوة التطبيع، لمحاولة الحكومة حشد دعم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، لدعمها وإسنادها داخلياً، وتعزيز فرصها في البقاء في الحكم، حسب قوله.
وكان بيان الخارجية " الإسرائيلية" قد اعتبر على لسان الوزير كوهين، اللقاء بـ " التاريخي" والخطوة الأولى للعلاقات بين "إسرائيل" وليبيا.
وبحسب بيان الاحتلال، فإنّ اللقاء ناقش "إمكانية التعاون بين الجانبين والمساعدات "الإسرائيلية" في القضايا الإنسانية والزراعة وإدارة المياه"، مشيراً إلى أنّ اللقاء جاء بناء على مبادرة " إسرائيلية".
وتعتبر الأوساط الشعبية والسياسية الليبية، أنّ التطبيع مع الكيان " الإسرائيلي" يعد انتهاكاً خطيراً وعملاً يجرّمه القانون الليبي وفقاً للقانون رقم 62 لسنة 1957 الذي ينص صراحة على "حظر وتجريم التطبيع أو التعامل بأي شكلٍ من الأشكال مع العدو الصهيوني".