طالب الأهالي المتضررة ممتلكاتهم جراء معارك مخيم عين الحلوة الأخيرة هيئةَ العمل الفلسطيني المشترك وفصائلَ منظمة التحرير وسفارة السلطة الفلسطينية في بيروت، بالعمل الفوري على مسح الأضرار وإحصاء الخسائر ووضع مسألة التعويضات على رأس عملها.
وكان عدد من العائلات قد أغلقت ليل أمس الجمعة طريق درب السيم الذي يربط صيدا بالمخيم، مانعين حركة الدخول والخروج، إلّا أنّها أعادت فتحها ليلاً، استجابة لمطالب أبناء المخيم المتضررين من إغلاق الطريق.
وقالت العائلات في بيان ألقاه جمال دحابرة، وهو أحد المتضررين في حي حطين: إنّ إعادة فتح الطريق جاء لعدم التضييق على الأهالي، إلا أنّ العائلات المتضررة ستتخذ عدداً من الخطوات حال لم يشرع المعنيون بوضع مسألة التعويضات كأولوية.
وخلّفت المعارك التي اندلعت يوم 30 تموز/ يوليو الفائت واستمرت لأيّام، خسائر مادية كبيرة، وبعض العائلات خسرت أماكن رزقها وسكنها، وتكبدت خسائر بعشرات آلاف الدولارات، في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية متدنية، نتيجة الانهيار الاقتصادي في لبنان، الذي انعكس بواقع 93% نسبة فقر مطلق في صفوف اللاجئين الفلسطينيين.
وأشار اللاجئ الفلسطيني "حسن موسى" من سكان حي الطيرة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين بأنّ منطقته تعتبر من الأقل خسائر مقارنة بأحياء الطوارئ وحطين والصفصاف وبستان القدس، إلّا أنّ عشرات خزانات المياه وأسقف المنازل والمحال التجارية والسيارات طالها التخريب جراء سقوط الرصاص المتفجر والقذائف التي استعملت خلال المعارك.
وقدّر اللاجئ خسائره بأكثر من 5 آلاف دولار، حيث دمّر جزء من سقف منزله وهو ما سيؤدي الى تسرب المياه خلال الشتاء، فضلاً عن خزان مياه 10 براميل وتمديداته، وشبابيك زجاجية ودراجة نارية.
ويقول اللاجئ موسى: إنّ خسائره لا تعتبر كبيرة مقارنة بمن خسروا محلاتهم وبضائع بعشرات آلاف الدولارات، أو من خسروا سياراتهم أو تعرضت منازلهم لقذائف مباشرة تحتاج إصلاحاً بمبالغ كبيرة.
يذكر، أنّ التحرك الاحتجاجي أمس، هو الثاني من نوعه للاجئين المتضررين، حيث كانوا قد نفذوا يوم 12 آب/ أغسطس الفائت، اعتصاماً أشعلوا خلاله الإطارات المطاطية، وأغلقوا الطريق، احتجاجاً على ما اعتبروه تجاهلاً لمسألة الأضرار وتعويضها في كل التحركات والاجتماعات السياسية التي تجري، في إطار الأزمة.
اقرأ/ي ايضاً غضب في مخيم عين الحلوة ومطالب بتعوبض أضرار الاشتباكات
وكانت وكالة "أونروا" قد قالت في بيان لها، عقب انتهاء المعارك، إنّ 400 منزل في مخيم عين الحلوة قد تضرر بشكل كلي أو جزئي إضافة إلى عدد من مباني الوكالة ومدارسها.
كما قدرت الوكالة الحاجة المالية لتجاوز الأضرار التي حلّت بمجمعاتها المدرسية ومؤسساتها ومنازل اللاجئين والبنى التحتية، بـ 15.5 مليون دولار، وقالت إنها تسعى للحصول عليها، من أجل استجابتها متعددة القطاعات، لتجاوز الأضرار التي لحقت بالمدارس، ومنازل اللاجئين الفلسطينيين والبنى التحتية والخدمية في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان، بحسب بيان صدر عنها يوم 31 آب/ أغسطس الفائت.
اقرأ/ي أيضاً "أونروا": نحتاج 15.5 مليون دولار لتجاوز أضرار معارك مخيم عين الحلوة
وكانت اشتباكات مسلحة قد اندلعت في 30 تموز/ يوليو الماضي في المخيم، استمرت لأربعة أيام بين عناصر من حركة فتح وآخرين من تجمع "الشباب المسلم"، أسفرت عن 13 قتيلاً وعشرات الجرحى ودمار واسع في البيوت والممتلكات.