اتصالات رفيعة لوقف المعارك..

ضحايا وإصابات في خرق عنيف لوقف إطلاق النار بمخيم عين الحلوة

السبت 09 سبتمبر 2023
الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين-صيدا
الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين-صيدا

بدأت أطراف لبنانية عدة اتصالاتها مع حركة فتح وأطراف هيئة العمل الفلسطيني المشترك، لاحتواء الموقف المتأزم في مخيم عين الحلوة منذ صباح اليوم السبت 9 أيلول/ سبتمبر، حيث تجددت المعارك بشكل عنيف، في خرق واسع لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ابرم مساء أمس الجمعة، وتسبب في سقوط قتيلين على الأقل وعدد من الإصابات، بعضها خارج المخيم.

وتجددت المعارك في حدود الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت، حين شنّ عناصر من حركة فتح هجوماً على مركز لما يسمى بـ " تجمع الشباب المسلم" في حي حطين، فيما استعرت المعارك بين الطرفين، واستخدمت فيها القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية، تردد صداها إلى كافة أرجاء مدينة صيدا.

وأكدت مصادر ميدانية لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ المعارك استعرت عقب جملة من الاستفزازات المتبادلة منذ ليل أمس، حيث سجّلت عدّة خروقات لهدنة وقف النار، التي دخلت حيز التنفيذ عند الساعة السابعة من مساء أمس الجمعة.

وبحسب معلومات محلية، فإن ضحية مدنياً يدعى شادي عيسى سقط اليوم في منطقة حي حطين، فيما جرى نقل أكثر من 7 إصابات إلى مستشفى الهمشري من قبل طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني وجمعية الشفاء.

 اللاجئ الفلسطيني شادي عيسى 

كما سجّل قضاء الشاب اللبناني من أبناء منطقة الغازية حسين مقشّر في مستشفى الراعي بمدينة صيدا، جراء إصابته برصاصة طائشة مت اشتباكات مخيم عين الحلوة صباح اليوم، إضافة إلى إصابة اثنين آخرين من أبناء البلدة.

الشاب اللبناني  حسين مقشّر من أبناء منطقة الغازية في صيدا

وتسبب الرصاص والقذائف الطائشة، بتسجيل إصابات في محيط المخيم، حيث أصيب شاب في سوق الحسبة المحاذي، وجرى نقله إلى المستشفى عبر طواقم الصليب الأحمر اللبناني، كما سجّل سقوط قذيفة على منطقة حي الزهور وسط صيدا، وأخرى في منطقة سيروب دون تسجيل إصابات.

وأغلق الجيش اللبناني، الأوتوستراد الشرقي لمدينة صيدا، وجرى تحويل السير إلى الخط البحري، تجنباً لوقوع خسائر بشرية جراء الرصاص والقذائف المتطايرة، فيما أغلقت كافة الفعاليات في المدينة والمحال التجارية في الأحياء المحيطة بالمخيم أبوابها.

وتوسعت المعارك، لتمتد من حي حطين، وتشمل أحياء الطوارئ والتعمير، إضافة الى منطقة بستان القدس وجبل الحليب، كما شهد محور حي الصفصاف تصعيداً بين عناصر الأمن الوطني الفلسطيني، والجماعات الإسلامية المتطرفة.

مصادر إعلامية لبنانية، أكّدت ان اتصالات تجري على أعلى مستوى، لاحتواء الموقف في مخيم عين الحلوة، وأشارت معلومات إلى أنّ قيادة الجيش اللبناني ومخابرات الجيش، بدأت سلسلة من الاتصالات للضغط على الأطراف الفلسطينية وقف المعارك.

الجدير ذكره، أنّ وقف إطلاق النار الذي جرى يوم أمس، جاء عقب اجتماع عقد في ثكنة زغيب العسكرية بمدينة صيدا، بدعوة من قائد مخابرات الجيش اللبناني في منطقة الجنوب العميد سهيل حرب، وحضره كافة الأطراف الفلسطينية، إضافة إلى ممثلين عن أحزاب وقوى مدينة صيدا.

وكان اجتماع قد عقد مساء أمس الجمعة، ضمّ أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل حسن، وممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، أكد على ضرورة تسليم المطلوبين في حوادث الاغتيال التي أزّمت الأوضاع في المخيم.

وبحث المجتمعون: "متابعة آليّات تسليم المطلوبين عبر الصّيغة الّتي أُقرّت في هيئة العمل الفلسطيني المشترك، وآليّات تمكين القوّة المشتركة من القيام بالمهام المطلوبة منها لجلب المطلوبين، بصيغة تضمن عدم استمرار الإضرار بأمن وأمان ​مخيم عين الحلوة​ والجوار".

وأكّد المجتمعون بحسب بيان صدر عن الاجتماع: "ضرورة متابعة الإشراف على تشكيل القوّة المشتركة، وإخلاء المدارس وعودة التّلاميذ الفلسطينيّين في المخيم إلى مدارسهم، باعتبارهم الهدف الأسمى في تأمين حقّهم في التّعليم والحياة، مع التّقدير عاليًا للجهود الّتي تبذلها الجهات كافّة لتثبيت وقف إطلاق النّار، وبخاصة سفارة دولة فلسطين"، كما تمّ التّشديد على "عمق التّفاهم القائم بين ​الفصائل الفلسطينية​ كافّة و​الدولة اللبنانية​، في تحمّل المسؤوليّة الوطنيّة، وتأكيد حقّ ​الشعب الفلسطيني​ في الحياة الكريمة، وحقّه في العدالة والمساواة ورفع الظّلم عنه".

وكانت المعارك قد تجددت أمس الأول الخميس، بين حركة فتح وقوات الأمن الوطني من جهة، وما يسمى تجمع "الشباب المسلم" بعد أسابيع من تعثّر جهود تسليم المطلوبين، بناء على تقرير لجنة التحقيق التي شكلت عقب معارك استعرت جراء حوادث الاغتيال يوم 29 و30 تموز/ يوليو الفائت، واستمرت لأيّام.

وكان المنسق الأممي للشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا، قد أطلق نداءً لكافة الأطراف المتحاربة في المخيم، بضرورة وقف القتال، وإخلاء المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في المخيم.

وقال ريزا في نص النداء: "إن الاشتباكات المستمرة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، إلى جانب الاستيلاء المستمر على ثماني مدارس تابعة للأونروا، تمنع وصول ما يقرب من 6,000 طفل إلى مدارسهم على أعتاب العام الدراسي."

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد