قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إنّ الوكالة غير متأكدة من قدرتها على دفع رواتب موظفيها في الشهرين المقبلين، وعددهم 40 ألف موظف، في ظل مواجهة الوكالة لما وصفه بـ " أكبر تحدياتها المالية."
وقال لازاريني في حديث متلفز: "نحن الآن في أيلول، ولا أدري إذا سأتمكن من دفع الرواتب من الآن حتى أكتوبر ونوفمبر، ولا أعرف هل سيكون لدينا موارد كافية من الآن حتى نهاية العام ... يجب أن نبقي المدارس مفتوحة".
وأشار لازاريني، إلى أنّ "أونروا" منذ العام 2020 تعيش "تدفقاً مالياً سلبياً" لافتاً إلى أنّ الوكالة لا تعرف أن كانت ستنجح في تغطية نشاطاتها على المدى القصير، واعتبر ذلك: أمراً مقلقاً جدا للفلسطينيين ومجتمع اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك بالنسبة إلى 40 ألف موظف والدول المضيفة.
وتوقع لازاريني، أن يقدم المؤتمر الوزاري للمانحين الذي سيعقد في نيويورك يوم 21 أيلول/ سبتمبر الجاري، أن يقدم المانحون تعهدات إضافية للوكالة، لتشغيلها خلال الربع الأخير من العام.
وعبر المفوض العام عن أمله، في أنّ الوكالة قد تنجح في إنهاء العام الجاري حيث تحتاج من 170 إلى 190 مليون دولار، إلّا أنها ستبدأ العام 2024 المقبل بتحدّ أعمق.
وتعيش وكالة "أونروا" عجزاً كبيراً في موازنتها، ويتم ترحيل ملايين الدولارات سنوياً من قيمة العجز إلى موازنات الأعوام المقبلة، وكان العام 2022 الفائت قد انتهى على عجز قيمته 70 مليوناً، جرى تحميلها لموازنة العام الحالي، فيما تعاني مديونية جراء نقص التمويل منذ 10 أعوام.
ودعا المفوض العام خلال المقابلة، إلى تقديم المساعدات لسد الحاجات في مخيم عين الحلوة في لبنان الذي يشهد اشتباكات مسلحة. كما أشار إلى أنّ الوكالة تقدم معونات إلى 50% من سكان قطاع غزّة ويعتمدون عليها في معيشتهم.
واعتبر لازاريني، أنّ أزمة "أونروا" المالية هي في الواقع أزمة سياسية، وقال في هذا الصدد: إن الوكالة "تعاني من الغياب الكامل لأي عملية سياسية أو أي إطار سياسي، وبسبب غياب أي عملية سياسية فإن انتباه المجتمع الدولي ليس على المستوى المأمول، وتحدث عن معاناة الوكالة من عدم الاهتمام."
وأشار على أنّ الوكالة تعتمد على دعم الدول دون وجود تمويل مباشر، فيما تنصب جهود الوكالة نحو الحفاظ على انتباه المجتمع الدولي في كل فترة.
وتحدث عن ضرورة وجود "هيكل معين للفلسطينيين من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني" مضيفاً أنّ: العام المقبل سيكون عمر الوكالة 75 عاما، و75 عاما غياب للحل السياسي، ونحن كنا يجب أن نكون منظمة مؤقتة، ولكن الخطر أن هناك تغيرات طويلة وخطيرة. حسب قوله.
ودعا لازاريني، إلى حوار "ينخرط فيه مجتمع اللاجئين الفلسطينيين والعمل مع المنطقة العربية والمانحين الأوروبيين والولايات المتحدة، وكل الدول المهتمة باستقرار المنطقة."
مضيفاً أنّ الهدف الرئيسي هو" ضمان عدم تجاهل قضية اللاجئين الفلسطينيين وعدم نسيانها، وأشار إلى أن النقاشات الوحيدة التي تتم تركز على الأمن والاقتصاد السياسي بدون وجود مساحة للاجئين الفلسطينيين."
ويُذكر أنّ وكالة "أونروا" التي تتولّى تقديم الخدمات الصحيّة والاجتماعيّة والتربويّة لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، أطلقت نداءً للحصول على 1.6 مليار دولار لعام 2023، معظمها لتمويل خدماتٍ أساسيّة، مثل المراكز الصحيّة والمدارس، وسيُخصّص المبلغ المتبقي لعمليات الطوارئ في غزّة والضفة الغربيّة والأردن وسوريا ولبنان، إلّا أنّها حصلت على 812.3 مليوناً فقط.