شهد مخيم جرمانا للاجئين الفلسطينيين في ريف العاصمة السورية دمشق، جريمتا قتل راح ضحيتها كلّ من الشاب علي هلال (33 عاماً) والشاب أحمد شحادة إبراهيم، على خلفية إشكالات تتعلق بتجارة وتعاطي المخدرات.
وبحسب مصادر محليّة في المخيم فإن الشاب علي هلال طُعِنَ بآلة حادة من قبل شبان أمام منزله يوم 24 أيلول/ سبتمبر الجاري، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وقالت المصادر لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ الشبان الذين ارتكبوا الجريمة "معروفون في المخيم بأنهم يروجون المخدرات، وصدر بحقهم عدد من مذكرات الاعتقال بناء على شكاوى من قبل أهالي مخيم جرمانا ومحيطه".
وأشارت المصادر إلى "ارتباط الشبان المجرمين بميليشيات مرتبطة بالأجهزة الأمنية السورية، حيث شوهد أحدهم ويدعى بشار يوسف قبل سنوات في صفوف ما يسمى الدفاع الوطني السوري ويداوم بأحد مكاتبها في مدينة جرمانا".
وقبل أيام من الجريمة التي أودت بحياة اللاجئ علي هلال، شهدت مدينة جرمانا جريمة قتل راح ضحيتها اللاجئ الفلسطيني من أبناء المخيم أحمد شحادة إبراهيم، بعد طعنه بسكين.
أحد اللاجئين من أبناء مخيم جرمانا، يؤكّد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ ظاهرة تجارة وتعاطي المخدرات اتسعت جداً في مدينة جرمانا، ويرى أنّ المخيم مستهدف من قبل المروجين.
وأشار اللاجئ الفلسطيني الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ معظم مروجي المخدرات معروفون لدى الأهالي ولدى الجهات المختصّة، ولا يقترب منهم أحد، مشيراً إلى أنّ مدينة جرمانا تشهد في الكثير من الأحيان، مشاكل مسلحّة بين تجار المخدرات، دون تحركات جدية من الجهات الرسمية والأجهزة الأمنية.
ظاهرة المخدرات تستهدف المخيمات الفلسطينية في سوريا
وبدأت تظهر آثار انتشار ظاهرة تجارة المخدرات في سوريا داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بشكل واضح، واستدعى ذلك من الفصائل الفلسطينية التحرك في بعض المخيمات، ولا سيما في مخيم خان دنون بريف دمشق، حيث أعلنت الفصائل الفلسطينيّة في المخيم منذ 17 أيلول/ سبتمبر الجاري، البدء في تنفيذ حملة أمنية بالتنسيق مع الجهات المعنية للقبض على مروجي المخدرات والأشخاص المطلوبين.
وأرجعت الفصائل سبب حملتها، إلى ازدياد الجرائم الناتجة عن تعاطي وتجارة المخدات، وتمكنت الحملة من مداهمة مواقع عدد من أولئك الأشخاص ووضع كمائن لآخرين، وإلقاء القبض على أربعة أشخاص من المطلوبين ومروجي المواد المخدرة، أحدهم مصنف بالخطر، وتندرج أسماء كل من زكريا مرعي الملقب بـ(كراش) وشادي جود الملقب بـ(الجن) وطه أحمد الغبنة ورائد هلال من المروجين لتوريط الشباب الفلسطيني وانحرافهم إلى تلك المواد الخطيرة.
وفي مخيم جرمانا، طالب ناشطون وأهالي المخيم الجهات المعنية والفصائل الفلسطينية، بالتحرك للتصدي لمروجي المخدرات، ومنع دخولهم إلى المخيم، واتخاذ إجراءات لجعل المخيم آمناً من هذه الظاهرة.
وتنتشر ظاهرة تصنيع وتجارة المخدرات في سوريا على نحو واسع، في ظل تأكيد تقارير دولية على ضلوع أجهزة أمنية وعسكرية سوريّة بعمليات التصنيع والترويج الواسع الذي يتجاوز السوق المحلية ليشمل دولاً إقليمية كالأردن والعراق، ودول الخليج، وسط مطالب متكررة لرئيس النظام السوري بشار الأسد بوقف تجارة المخدرات من سوريا.