كثّف طيران الاحتلال "الإسرائيلي" غاراته الجوية على قطاع غزة، ومنذ ساعات صباح اليوم لم يتوقف القصف الذي طال مباني حكومية ومجمعات سكنية ومرافق صحية وتعليمية، فيما توعد الناطق باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة الاحتلال "الإسرائيلي" بقتل أسير "إسرائيلي" مقابل كل هجوم على المدنيين في غزة، ورد رئيس وزراء كيان الاحتلال "بنيامين نتنياهو": إن حماس طلبت الحرب وستواجه حرباً.
وحتى لحظة إعداد هذا الخبر ما تزال غارات "إسرائيلية" عنيفة تطال كل مكان في القطاع المحاصر مع قطع الاحتلال إمدادات الماء والكهرباء عن القطاع.
أبو عبيدة يتوعد: مقابل كل استهداف للمدنيين رهينة
ورداً على هذا القصف، قال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في كلمة بثتها قناة الجزيرة: "قررنا أن نضع حدا للإجرام الصهيوني الفاشي ضد أبناء شعبنا"، متوعداً الاحتلال بأن كل استهداف للمدنيين الفلسطينيين دون سابق إنذار سيقابل بإعدام رهينة من المدنيين الأسرى لدى الكتائب.
وأضاف أبو عبيدة: تجرعنا الألم تجاه ما حصل لعائلات كثيرة بغزة من إجرام صهيوني فاشي، وهذا العدو لا يفهم لغة الإنسانية والأخلاق، وسنخاطبه باللغة التي يعرفها، محملاً الاحتلال مسؤولية هذا القرار أمام العالم، وقال: "والكرة في ملعبه".
في وقت لاحق، هدد رئيس حكومة كيان الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو" قطاع غزة وقال في خطاب لجمهور المستوطنين: إن حركة حماس طلبت الحرب، و"ستواجه حربا"، وفق تعبيره.
وأضاف "نتنياهو": إن عدداً من المقاتلين الفلسطينيين لا يزالون في المناطق الفلسطينية المحتلة، زاعماً أن جيشه يعمل على تصفيتهم.
وطالب رئيس حكومة الاحتلال بدعم دولي "حتى يتحرك بهامش حرية كبير" حسب وصفه، قائلاً: "سنعمل كل شيء من أجل المخطوفين والمفقودين، وأمامنا أيام قاسية ومصرون على الانتصار" وفق تعبيره.
قصف مكثف على المدنيين دون إنذار
ميدانياً، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة بأن مستشفياتها استقبلت حتى الآن 687 شهيداً بينهم 140 طفلاً و105 نساء، جراء القصف "الإسرائيلي" المستمر.
ويرشح هذا العدد للارتفاع مع استمرار استهداف الغارات "الإسرائيلية" لمباني سكنية ومنشآت حكومية، حيث طال القصف
مساء اليوم أطراف قرية أم النصر ومنطقة أبو حليمة وأراضي زراعية شمال بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، ووصلت أنباء عن ارتقاء عدد من الشهداء في قصف منزل لعائلة أبو عبيد في منطقة بئر النعجة غرب مخيم جباليا، واستهدفت غارة "إسرائيلية" مبنى البلدية القديمة وسط خانيونس جنوبي القطاع فيما أكد مراسل بوابة اللاجئين سقوط عدد كبير من الإصابات.
في وقت سابق، دمر قصف الاحتلال مقار وزارات حكومية، وهي (المالية والأوقاف والمواصلات) كما طال التدمير شركة الاتصالات العامّة في قطاع غزّة، و3 جامعات وهي (الأقصى، الجامعة الإسلامية، جامعة الرباط)، إضافة إلى ميدان الصناعة شرق مدينة غزّة.
وركّز الاحتلال قصفه على مربّع حي الرمال غرب القطاع، والذي يضم المقار الحكومية والجامعية، إضافة إلى مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وعدد من مقار بعثات المنظمات الدولية.
كما طال القصف المركّز على طريقة "الأحزمة الناريّة" طرقاً رئيسية تربط مناطق القطاع ببعضها، إضافة إلى مباني تضم أسواق شعبية ومرافق خدمية، ومنها سوق جباليا الشعبي وسوق الجمعة في منطقة الشجاعية.
وتسبب القصف "الإسرائيلي" بانقطاع لشبكة الانترنت عن مناطق واسعة من القطاع، إثر قصف شركة الاتصالات، إضافة إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن معظم المناطق، إثر قرار سلطات الاحتلال تشديد الحصار على القطاع.
اقرأ/ي أيضاً المستشفيات وطواقم الإسعاف ضمن بنك أهداف الاحتلال في قطاع غزة
وتواصل طائرات الاحتلال، غاراتها الجوية على الكتل والتجمعات السكنية في بيت حانون شمال القطاع، إضافة إلى منطقة تل الهوى جنوب غرب غزّة، وتوصف المنطقة بالسكنية الخالصة ولا تحتوي سوى مباني سكنية ومرافق خدمية وصحيّة.
وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد أعلن أنّ قواته نفذت واحدة من أكبر الغارات الجوية على الإطلاق، وشملت 130 موقعا في غزة حتى الساعة 7 مساء، حسب قوله.
وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين ننتياهو، قد صادق يوم أمس على قرار يضع الكيان في حالة حرب مفتوحة، فيما يواصل جيش الاحتلال حشد قواته البرية في محيط قطاع غزّة، وسط استمرار المعارك في عدّة مواقع استيطانية سيطرت عليها المقاومة في وقت سابق.
وتضمّن بنك أهداف الاحتلال في قطاع غزّة، المرافق الصحية والخدمية في القطاع، حيث استهدف بشكل مباشر عشرات المهمات الإسعافية، فضلاً عن مستشفيات بشكل مباشر، ما أسفر عن ارتقاء 5 شهداء في صفوف الطواقم الطبية والعشرات من الإصابات.
من جهته، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش"، عن قلقه الشديد إزاء القصف "الإسرائيلي" الذي أوقع مئات القتلى والاف الجرحى. بحسب ما جاء في تصريحات له مساء الاثنين.
وقال "غوتيريش": إنّ الأمم المتحدة لديها تقارير عن استهداف "إسرائيل" مرافق صحية وأبراج سكنية ومساجد. وأشار إلى وجوب حماية المدنيين وفق القانون الدولي.
وأضاف: “أشعر بالقلق الشديد إزاء إعلان إسرائيل الحصار الكامل على غزة ومنع الغذاء والوقود سنواصل جهودنا لسد الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة"