"الشعوب العربية ليست متضامنة مع فلسطين بل شريكة في النضال"

حركات مناهضة التطبيع : اليوم تفتح صفحة جديدة في الصراع مع الاحتلال

الثلاثاء 10 أكتوبر 2023

وصفت حراكات وجمعيات مناهضة التطبيع في ثماني دول عربية عملية طوفان الأقصى التي بدأتها المقاومة الفلسطينية في مستوطنات غلاف قطاع غزة بالصفحة الجديدة في الصراع ومواجهة المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني، قائلة: "إن العملية تعيد لقضيتنا الأولى بريقها وتجدد التأكيد على أن لا شيء بيننا وبين هذا الكيان الغاصب إلا الحرب".

وأكدت حركات مناهضة التطبيع في كلّ من البحرين، لبنان، الأردن، المغرب، مصر، موريتانيا، الكويت، وتونس في بيان مشترك صادر عنها، أنّ معركة طوفان الأقصى وما شكلته من أمل للتحرير لدى شعوب المنطقة العربية تؤكد أن لا سبيل لإيقاف هذا المشروع الصهيوني إلا المقاومة الشاملة بكافة أشكالها المستندة إلى مقاربة تفيد بعدم مشروعية هذا الكيان بالكامل.

وأشار البيان إلى فشل الرؤية التي ولدت منذ سبعينيات القرن الفائت، ولا تزال مستمرة حتى اليوم، وتقوم على استمالة الغرب والمجتمع الدولي والاحتكام للقانون الدولي، موضحة أنّ الاحتلال مرتبط بنيوياً بالغرب "ولا يمكن بحال من الأحوال إلا أن يكون هذا الغرب في صف المغتصب الصهيوني لما يحقق له من مصالح وأن القيم التي يتبجح بها هذا الغرب ما هي إلا أكذوبة، إذ أن مصالحه وحدها هي التي تدفعه لصنع سياسته".

وقالت القوى في بيانها: إنّ ضربات المقاومة أعادت شيئاً من كرامة شعوبنا العربية التي سلبتها إياها قوى الاستعمار الاستيطاني وشركائها المحليين، مضيفة: أن الشعب العربي ليس متضامن مع القضية الفلسطينية فحسب، بل جميع الشعوب العربية شريكة في النضال لتحرير الأرض والبشر والقرار العربي من هيمنة الصهاينة وقوى الإمبريالية العالمية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي يشكل كيان الاحتلال "الإسرائيلي" راعي المصالح لها ولبقية القوى الغربية المعادية في البلاد العربية.

ونوّه البيان بالحراك التضامني الشعبي مع عملية طوفان الأقصى، "من اليمن الذي خرجت فيه عشرات الآلاف للشوارع رغم الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه وانطلقت المسيرات في الكويت وعُمان وقطر والأردن والبحرين والمغرب والجزائر وتونس وموريتانيا ولبنان وسوريا ومصر رغم الأوضاع الأمنية واتفاقيات التطبيع التي وقعتها بعض تلك الأنظمة ومخيمات شتات شعبنا الفلسطيني" بحسب البيان.

ورأى البيان أنّ التفاعل الشعبي العربي مع المقاومة تعبير عن توق الشعب العربي لمن يعيد له مجده وعزته وكرامته، مشيراً إلى الضربات العسكرية التي وجهت لمواقع الاحتلال في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة من لبنان.

كما نوّه البيان بعملية الاسكندرية التي نفذها شرطي مصري ضد سياح مستوطنين، وقال: "إنها تثبت أن شعبنا في مصر، ورغم عقود وعقود من التطبيع الرسميّ، لن يخضع للهيمنة الصهيونيّة".

ولفتت القوى الموقعة على البيان، إلى المسؤولية الواقعة على عاتق الشعوب العربية، قائلاً: إنها لا تقتصر فقط على مقاطعة المطبعين والعمل الجاد الدؤوب لعزلهم وإلغاء كافة اتفاقات التطبيع المذلة والمهينة التي وقعت عليها الأنظمة، بل يجب إعادة تفعيل سلاح المقاطعة، وليس مقاطعة البضائع "الإسرائيلية" فحسب، بل الداعمين لها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية "التي لم تتوان للحظة لإعلان دعمها وانحيازها الكامل للكيان الصهيوني ووقوفها الأكيد ضد كل مصالح شعبنا العربي".

ودعا البيان الشعوب العربية، إلى مقاطعة كافة البضائع والشركات الداعمة للاحتلال والتابعة له والعلامات التجارية الأمريكية، وسحب كافة الودائع العربية من البنوك الأمريكية والاقتصاد الأمريكي، ومحاربة الرواية الصهيونية والمروجين لها.

يأتي ذلك، في وقت تتواصل فيه الفعاليات التضامنية في عدد من المدن العربية، مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، وتنديداً بالعدوان الوحشي المتصاعد على أهالي القطاع، الذي أوقع مئات الشهداء والجرحى، ودمّر مئات المنازل والوحدات السكنية والبنى التحتية.

وخرجت ليل أمس مظاهرة حاشدة في العاصمة البحرينية المنامة في إطار الفعاليات التضامنية التي انطلقت في البحرين منذ اليوم الأول لـطوفان الأقصى بدعوة وتنظيم من قبل المبادرة البحرينية لمناهضة التطبيع.

كما نفذ طلاب لبنانيون وفلسطينيون في الجامعة الأمريكية ببيروت وقفة حاشدة تنديداً بالعدوان "الإسرائيلي" على القطاع.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد