حذّرت الكوادر الطبيّة والإعلامية في قطاع غزة، اليوم الخميس 12 تشرين الأول/ أكتوبر، من حتمية انهيار المستشفيات في القطاع خلال الساعات المقبلة، وانقطاع الاتصالات عن العالم، جراء توقف شبكات الانترنت نتيجة انقطاع الكهرباء.
وأكّدت وزارة الصحة في قطاع غزة، دخول مستشفيات القطاع مرحلة حرجة للغاية، حيث بدأت الأدوية والمستلزمات الطبيّة بالنفاد، فيما فقدت المستشفيات قدرتها الاستيعابية بعد دخولها في حالة الانشغال التام، وعدم توفّر أسرّة للمصابين.
الكادر الطبّي لمستشفى الشفاء وسط قطاع غزة، حذّر من توقف العمل في المستشفى، لشحّ المستلزمات، فيما بدأت لوازم الإسعاف بالنفاد من الخزن.
وكيل وزارة الصحّة في قطاع غزّة، أكّد في تصريح تلفزيوني أنّ المؤسسات الصحية في قطاع غزّة، بدأت بالانهيار التام.
ونبهت وزارة الصحّة من أن الادوية والمستهلكات الطبية والوقود صاروا على وشك النفاد، والمصابون والمرضى يفترشون الأرض، لتجاوز المستشفيات قدرتها الإسعافية جراء أعداد المصابين الكبيرة.
وحملت وزارة الصحة الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن حياة الجرحى والمرضى بسبب إنهاكه للمنظومة الصحية وإضعاف قدراتها خلال الحصار والعدوان المتواصل على قطاع غزة.
الصليب الأحمر الدولي، أكّد بدوره أنّ المستشفيات والوضع الصحي والإنساني في قطاع غزّة سيخرج عن السيطرة خلال الساعات المقبلة.
كما دعت وزيرة الصحة في حكومة السلطة الفلسطينية في رام الله مي الكيلة المنظمات الصحية الدولية إلى المساعدة في إنشاء مستشفيات ميدانية في قطاع غزة بشكل عاجل، لتفادي كارثة إنسانية وشيكة.
وعلى صعيد آخر، ناشد صحفيون فلسطينيون في قطاع غزّة، شركات الاتصالات والانترنت والجوّال، لاتخاذ تدابير بديلة، لمنع انقطاع شبكة الانترنت، وتوفير خدماتها للأهالي بالمجّان، نظراً لانقطاع الخدمة عن مناطق واسعة من القطاع جراء انقطاع الكهرباء.
الناشط الإعلامي الفلسطيني في قطاع غزّة علي سالم، أكّد انّ انقطاع الاتصال مع قطاع غزّة، بات وشيكاً جداً في غزّة، وأنّ معظم مناطق القطاع فُقد الاتصال معها جراء انقطاع الكهرباء والانترنت.
مصادر محليّة، أشارت إلى أنّ العديد من المؤسسات الإعلامية في القطاع توقفت عن العمل، فيما يعمد الناشطون إلى استعمال خطوط هواتف نقال مصريّة، لتوفير شبكة انترنت وبثّ الجرائم "الإسرائيلية" ونقل الأوضاع في القطاع.
يأتي ذلك، في وقت يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على قطاع غزّة لليوم السادس على التوالي، مكثّفاً قصفه لمنازل المدنيين، ما أوقع مجازر مروّعة صباح اليوم الخميس، إحداها في مخيم الشاطئ غرب القطاع حيث ارتقى وأصيب العشرات.
ويتزامن العدوان "الإسرائيلي" مع إجراءات حصار مشدد أعلنه قادة الكيان بحق أهالي القطاع منذ اليوم الأول للعدوان، وتمثلت بقطع الكهرباء والمياه، ومنع الإمدادات الطبية والغذائية والإنسانية من الدخول الى القطاع، والتهديد بقصف أي قافلة مساعدات تدخل غزة عبر مصر.