يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة، لليوم الثامن على التوالي، وسجّلت الطواقم الطبيّة في المستشفيات في القطاع ارتقاء من 315 شهيداً منذ فجر اليوم السبت 14 تشرين الاوّل/ أكتوبر، حتّى لحظة إعداد هذا الخبر.
مصادر طبيّة في قطاع غزّة، أفادت بأنّ أكثر من 315 شهيداً ارتقوا في القصف الوحشي "الإسرائيلي" حتى الساعة الثالثة ظهراً، بينهم 90 طفلاً و107 نساء، إضافة إلى 1788 جريحاً، في أعلى حصيلة ضحايا يحدثها العدوان خلال ساعات.
وفي تصعيد لمخطط التهجير أهالي قطاع غزّة، الذي أعلنه يوم أمس الجمعة، هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً من مستشفيات قطاع غزة بالإخلاء، من بينها أكبر مستشفى في منطقة شمال غزة.
وكيل وزارة الصحة في غزة قال: إنّ "جميع المستشفيات الواقعة شمال وادي غزة تلقت تهديدات من الاحتلال بإخلائها، لأنه سيتم استهدافها، وهذا الطلب لا يمكن تطبيقه بسبب الأعداد الكثيرة من الجرحى والمرضة في هذه المستشفيات".
وفي وقت لاحق قالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن العدوان "الإسرائيلي" ألحق أضرارا بــ 15 مستشفى نتيجة القصف وتوقف 2 منها عن الخدمة
وتلقى مدير مستشفى كمال عدوان الحكومي شمال غزة، أحمد كحلوت، تهديداً مباشراً من قبل جيش الاحتلال، بإخلاء المستشفى ونقل من فيه الى منطقة وادي غزة جنوب القطاع، على أن تنتهي المهلة عند الساعة الرابعة عصراً بتوقيت القاهرة.
وقال كحلوت في تصريحات إعلامية: إنّ الاحتلال طلب منه إخلاء المستشفى الذي يضم مئات المرضى، مشيراً إلى أنّه المستشفى الوحيد في شمال قطاع غزة، ويقدم خدمات طب الأطفال والنساء والولادة لنحو 450 ألف نسمة.
وأضاف كحلوت، أنّ المستشفى يستقبل جرحى العدوان "الإسرائيلي" رغم عدم توفر الإمكانيات، ووصف طلب إخلاء المستشفى بأنّه جنون، وأنّ أمر الإخلاء سيؤدي الى إعدام 150 مريضاً يتلقون العلاج داخل المستشفى.
وخرج المستشفى الميداني الأردني في غزة عن الخدمة بشكل تام نتيجة بأضرار جراء القصف "الإسرائيلي"، بعد أن هدد الاحتلال المستشفى بالقصف في حال لم يتم إخلاؤه، وطالب من إدارة وكوادر المستشفى مغادرته باتجاه جنوب القطاع.
المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزّة، الدكتور أشرف قدرة، طالب كادر المستشفى، "عدم مغادرة غزة وعدم التخلي عن دورهم المشرف والكبير كأول مستشفى عربي يصل قطاع غزة عقب حرب الفرقان عام 2009 من أجل اسناد المنظومة الصحية وتقديم العون الصحي للجرحى والمرضى"
ويتبع المستشفى الأردني الميداني للجيش الأردني، ويقدم خدمات طبية لآلاف المرضى، حيث تتجاوز أعداد المراجعين يومياً لتلقي الخدمات الطبية 1200 مُراجع، فيما يقوم المستشفى باستقبال الحالات الحرجة والمصابين جراء العدوان.
وكان الاحتلال، قد وجّه إنذاراً يوم أمس، لمستشفى العودة في منطقة جباليا شمال القطاع، بإخلائه، وهو مشتفى تابع لمؤسسة العودة المجتمعية، وتشغّله كوادر طبيّة من منظمة أطباء بلا حدود الدولية.
مدير المستشفى أحمد مهنّا، أكّد في تصريحات له، رفض إدارة وكادر المستشفى للتهديدات، مشيراً إلى أنّ الطاقم الطبي والإداري يمارس أنشطته في المستشفى، وقام بالإعداد ليوم عمل جديد رغم التهديدات، نظراً لاستقبال المستشفى أعداداً من المرضى والمصابين، ويقدم خدمات في أكثر منطقة اكتظاظاً وفي منطقة شمال غزة وجباليا.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود الدوليّة، قالت في بيان لها: إنّها تلقت تحذيراً لإخلاء مستشفى العودة الذي تديره في القطاع، في غضون ساعتين، وعادة ما تطلق قوات الاحتلال تلك التحذيرات في بعض الأحيان لإخلاء المنشآت لهدف قصفها.
وجاء في بيان للمنظمة: "إننا نشجب دون أي لبس هذا العمل، وسفك الدماء المستمر والعشوائي والهجمات على الرعاية الصحية في غزة. نحن نحاول أن نحمي كوادرنا ومرضانا."
من جهته، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة، جريمة الاحتلال الجديدة بتهديده بعض المرافق الصحية في مدينة غزة والشمال ومطالبتها بالإخلاء باتجاه جنوب القطاع.
وجاء في بيان له:" نؤكد أن هذه التهديدات انتهاك واضح لقواعد القانون الإنساني، وضرب بعرض الحائط للحماية المنصوص عليها لهذه المرافق كأعيان مدنية، وهي تهديدات مرفوضة كونها تعني حكما بالإعدام على آلاف الجرحى والمرضى المتواجدين بهذه المرافق".
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي، "المجتمع الدولي ومنظماته المعنية وعلى رأسها الأمين العام للأمم المتحدة المسئولية عن أي محاولة للمس بهذه المرافق الصحية، خاصة أن إحداثياتها مزود بها الاحتلال والصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية."
وأكّد المكتب، أنّه لم ولن تكون هناك أي استجابة لتهديدات الإخلاء، وستبقى الطواقم الطبية في أماكنها تمارس دورها الإنساني وواجبها المهني تجاه المرضى والجرحى.
ويواصل الاحتلال "الإسرائيلي" شن غاراته على الأهداف المدنية، وقال الدفاع المدني الفلسطيني أنّ 90% من أهداف الاحتلال عبارة عن مباني سكنية ومنازل ومنشآت مدنية.
وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزّة إلى 2215 شهيدا، بنيهم 724 طفلاً، و458 سيدة، والإصابات إلى 8714، منهم 2450 طفلا و1536 سيدة، بحسب آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية حتى ظهر اليوم السبت.