أّكّد رئيس سلطة المياه في قطاع غزة مازن غنيم، اليوم السبت 14 تشرين الأوّل/ أكتوبر، أنّ جميع محطات تزويد مياه الشرب في القطاع، أصبحت خارج الخدمة بعد التوقف الكلي لآخر محطة تحلية، نتيجة تواصل العدوان "الإسرائيلي" وقطع حكومة الاحتلال إمدادات المياه والكهرباء عن القطاع.
كما توقفت كافة محطات معالجة مياه الصرف الصحي، الأمر الذي يهدد بمكرهة صحيّة، تصيب مناطق وادي غزة جنوب القطاع، نظراً لتحويل المياه العادمة إلى مجرى الوادي، ما جعلها منطقة غير آمنة صحيّاً، حسبما أضاف.
وتوقفت ثلاث محطات لتحلية المياه في القطاع، كانت تنتج 21 مليون لتر من مياه الشرب يومياً، فيما تسبب قطع كيان الاحتلال إمدادات مياه الشرب القادمة عبره منذ التاسع من الشهر الجاري في نقص حاد في مياه الشرب لأكثر من 650 ألف شخص، بحسب بيانات نشرتها وكالة "أونروا".
ووصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مسألة المياه في القطاع بأنها حياة او موت، وتهدد مليوني إنسان في القطاع، مع مواصلة الاحتلال منع دخول الإمدادات الإنسانية إلى القطاع منذ أسبوع.
المفوض العام لوكالة "أونروا" "فيليب لازاريني"، أكّد في بيان صادر عنه أنّ مليوني شخص معرضون للخطر مع نفاد المياه، وقال: "لقد أصبحت مسألة حياة أو موت، إنه أمر لا بد منه، يجب تسليم الوقود الآن إلى غزة لتوفير المياه لمليوني شخص".
وأكّد "لازاريني"، الحاجة الماسّة إلى نقل الوقود إلى قطاع غزة الآن، وقال: إنّ " الوقود هو السبيل الوحيد للناس للحصول على مياه شرب آمنة. وبخلاف ذلك، فسيبدأ الناس بالموت بسبب الجفاف الشديد، ومن بينهم الأطفال الصغار وكبار السن والنساء، المياه هي الآن شريان الحياة الأخير المتبقي، إنني أدعو إلى رفع الحصار عن المساعدات الإنسانية الآن".
وأضاف "لازاريني"، أنّه "بعد أن توقفت محطة المياه وشبكات المياه العامة عن العمل، فإن مياه الشرب النظيفة قد نفدت في قطاع غزة، ويضطر الناس الآن إلى استخدام المياه القذرة من الآبار، ما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه"
وأكّد لازاريني، أنّ مياه الشرب في قاعدة الأمم المتحدة في جنوب القطاع، توشك على النفاد، فيما "لجأ الآلاف من الأشخاص إلى هناك بعد أن أصدرت إسرائيل تحذيراً للسكان تطالبهم بمغادرة منازلهم في الأجزاء الشمالية من القطاع".
وأشارت "أونروا" إلى أنّ مئات الآلاف من الأشخاص قد نزحوا الى منطقة وادي غزة، خلال الساعات الاثنتي عشرة الأخيرة فقط، في وقت يستمر النزوح مع انتقال الناس إلى الأجزاء الجنوبية من قطاع غزة، وقد نزح ما يقرب من مليون شخص في أسبوع واحد فقط.
يأتي ذلكن في وقت يواصل الاحتلال " الإسرائيلي" تهجير أهالي قطاع غزة، عبر إرغامهم إلى التوجه نحو منطقة وادي غزّة جنوباً، عبر تكثيف القصف والمجازر على مناطق شمال ووسط القطاع.
المكتب الإعلامي الحكومي، اعتبر سلوك وكالة "أونروا" بترك مقراتها في مناطق القطاع، والتوجه نحو الجنوب، تخلياً عن دورها الإنساني، وتنصلاً من واجباتها تجاه النازحين، ولا سيما اللاجئين.
وقال المكتب في مؤتمر صحفي اليوم السبت: إنّ سلوك الوكالة "لم يقتصر على الانسحاب بالموظفين وترك مراكز الإيواء التي تشرف عليها لتواجه المجهول، وإنما للأسف عدم تحمل المسؤولية تجاه النازحين الذين استجابوا وتوجهوا لجنوب وادي غزة حيث لم تقدم الوكالة أية خدمات، لا من حيث توفير أماكن مراكز الإيواء أو تقديم المستلزمات الحياتية لهم".
وذكّر المكتب الوكالة، بأنّ "انسحابها من غزة والشمال لا يعفيها من مسؤوليتها تجاه جميع النازحين وخاصة اللاجئين في هذه المناطق، ونستنكر احتجازها للمساعدات التي كان سيتم تقديمها في مراكز الإيواء وإبقائها في مخازنها حتى اللحظة".
وحمّل المكتب، الأمين العام للأمم المتحدة شخصياً المسؤولية القانونية والأخلاقية عما تتعرض له المستشفيات والمرافق الصحية من تهديدات بالإخلاء.
وأكّد، أنّ الحكومة في قطاع غزّة، لن تتخلى عن دورها في تقديم الخدمات للجرحى والمرضى، وعدم الاستجابة لهذه التهديدات كونها تعنى حكم إعدام على مئات من الجرحى والمرضى.
كما استعرض المكتب، آخر الأرقام حول حجم الدمار في قطاع غزّة، وقال أنّ أكثر من 1695 مبنى وبرجاً وعمارة سكنية دمّرت كليّاً، فيما بلغ عدد الوحدات المهدمة كليا أكثر من 7 الاف وحدة سكنية.
كما بلغ عدد الوحدات السكنية التي تضررت جزئياً وبشكل بليغ أكثر من 69050 وحدة سكنية، فيما صارت 4679 غير صالحة للسكن. بحسب آخر بيانات للمكتب.