شهدت مدن وعواصم عربية عدّة اليوم الجمعة 20 تشرين الأول/ أكتوبر، مظاهرات حاشدة، تنديداً بحرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة المستمرة منذ 14 يوماً، وطالب المتظاهرون بتحرك عربي رسمي لوقف المجازر وحرب التهجير التي أعلنها قادة الاحتلال "الإسرائيلي" ضد أهالي قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
أبرز تلك المظاهرات، شهدتها جمهورية مصر، حيث خرج الآلاف في عدّة مدن أبرزها العاصمة القاهرة والجيزة، ومدن الإسكندرية والاسماعيلية والزقازيق ومحافظة أسيوط، هتفت للمقاومة الفلسطينية ولعروبة فلسطين، وطالبت بوقف مشروع تهجير أهالي قطاع غزة، وقطع العلاقات مع كيان الاحتلال "الإسرائيلي" ووقف اتفاقيات التطبيع المصرية معه.
وانطلقت مظاهرتان حاشدتان، واحدة من شارع محمد محمود وسط العاصمة دعت إليها قوى وطنية ويسارية ونقابية، وأخرى من ساحة الجامع الأزهر، وتوجهت الحشود نحو الميدان التحرير وسط القاهرة، معبرو دعمهم لأهالي القطاع والمقاومة الفلسطينية، ورفض مشروع التهجير، ودعوا الى أكبر تحركات شعبية عربية ضد كيان الاحتلال.
الناشط اليساري المصري حسام إسماعيل، وصف المظاهرات المصرية اليوم بأنها كسرت حاجز الخوف، فيما يخص التضامن مع فلسطين في خضم العدوان المتواصل منذ 14 يوماً، حاول خلالها المصريون الخروج بمظاهرات حاشدة، فيما حالت الموافقات الأمنية دون ذلك.
معظم المظاهرات خارج مسألة التفويض التي طلبها الرئيس بل تعكس غضب الشارع المصري
وقال إسماعيل لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ مظاهرات اليوم جاءت امتداداً لمظاهرات صغيرة نظمتها نقابات الصحفيين والمحامين، إضافة إلى أخرى خرجت في الأحياء والجامعات خلال الأيام الفائتة، إلّا أنّ السلطات المصرية لم تمنح تراخيص لمظاهرات واسعة.
وأضاف إسماعيل: إنّ الموقف الرسمي المصري صار أكثر انفتاحاً على تقبل خروج تظاهرات حاشدة، في وقت دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الخروج بتظاهرات "تفويض" لسياساته فيما يخص الموقف من حرب التهجير "الإسرائيلية" بحق أهالي القطاع.
وأشار الناشط المصري إلى أنّ معظم المظاهرات التي خرجت اليوم، هي خارج مسألة "التفويض" التي طلبها الرئيس، وتعكس غضب الشارع المصري وموقفه تجاه القضية الفلسطينية وما يجب ان يكون، في وقت شهدت بعض الميادين تجمعات بناء على دعوة السلطات.
واعتبر إسماعيل، أنّ الموقف الرسمي المصري لا يعبّر بكليّته عن موقف الشعب المصري، الذي يطالب بما هو أبعد من مجرد السماح بمرور مساعدات إغاثية للقطاع، رغم التقاطع مع الموقف الرسمي بما يخص رفض التهجير، وأكّد أنّ الشعب المصري يطالب بقطع العلاقات مع كيان الاحتلال ووقف كافة الاتفاقيات السياسية والاقتصادية معه، وتقديم دعم ملموس يوقف جرائم الاحتلال ومجازره ضد الفلسطينيين.
كما انطلقت حشود من ميدان عابدين وسط القاهرة، ومساجد مدينة 6 أكتوبر في محافظة الجيزة، نددت بصمت الجيوش العربية وهتف المشاركون " واحد اثنين الجيش العربي فين، بالروح بالدم نفديك يا فلسطين" كما رُددت هتافات دعت إلى فتح الحدود مع فلسطين المحتلة لمناصرة أهالي قطاع غزة، ودعم صمودهم في وجه التهجير "الإسرائيلي" المعلن.
كما تظاهرة الآلاف في مدينة الإسكندرية شمال مصر، وفي مدن ساحلية أخرى كبور سعيد والإسماعيلية، وكذلك في مدينة أسيوط، عبّر خلالها المصريون عن دعمهم لأهالي قطاع غزة، كما انتقدت الهتافات، الموقف المتخاذل للسلطات الرسمية العربية تجاه ما يحدث في القطاع.
في العراق، خرجت مظاهرة حاشدة في العاصمة العراقية بغداد، نصرةً ودعماً لأهالي قطاع غزة، وللمطالبة بموقف عربي لوقف المجازر المتواصلة بحق أهالي القطاع، وطالبت بفتح حدود الدول المحيطة بفلسطين للمقاومة الشعبية العربية.
وكانت حشود توجهت من العاصمة العراقية بغداد وعدد من المحافظات، إلى الحدود الأرنية العراقية، للتوجه إلى الحدود مع فلسطين المحتلّة، بناء على دعوة رجل الدين العراقي مقتدى الصدر ومجموعات شبابية وطنية.
وفي العاصمة الأردنية عمّان، تظاهر عشرات الآلاف في العاصمة الأردنية عمّان، وتوجهت حشود إلى منطقة العديسة في الأغوار الشمالية الحدودية مع فلسطين المحتلّة، فيما منعت قوات الأمن الأردنية المتظاهرين من الوصول الى الحدود.
وشهدت العاصمة البحرينية المنامة، مظاهرة حاشدة في جمعة غضب أطلقوا عليها اسم "جمعة طوفان الأقصى" طالبوا فيها حكومة بلادهم بقطع العلاقات مع كيان الاحتلال، وتجريم التطبيع مع العدو "الإسرائيلي"، رداً على مجازر الإبادة التي يرتكبها ضد أهالي قطاع غزة.
كما خرج المئات في العاصمة القطرية الدوحة من ساحة مسجد محمد عبد الوهاب وسط العاصمة، دعماً لأهالي قطاع غزة، وتنديداً بحرب التهجير والإبادة "الإسرائيلية" بحق أهالي القطاع.
وخرجت عقب صلاة اليوم الجمعة، مظاهرات حاشدة في معظم المدن اللبنانية، أبرزها في مدينة طرابلس شمالي لبنان، حيث شارك الآلاف من بينهم لاجئون فلسطينيون من مخيمي البداوي ونهر البارد، جابت شوارع المدينة تنديداً بمجازر الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة، كما شهدت مدن بيروت وصيدا وصور مظاهرات ممثلة.
وفي اليمن أيضاً، شهدت مدينة مأرب مظاهرة كبيرة تنديداً بالمجازر "الإسرائيلية" في قطاع غزة.