حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزّة، اليوم الثلاثاء 24 تشرين الأول/ أكتوبر، من أنّ مخزون الوقود المتوفر لديها بدأ ينفد، ما يعني توقف المستشفيات والمخابز العاملة، وكذلك انقطاع كامل للمياه، وتوقف وصول المساعدات إلى المدنيين.

وأضافت الوكالة، أنّ عدم وجود الوقود سيؤدي إلى تضييق الخناق على الأطفال والنساء وكافة سكان قطاع غزّة، ودعت "جميع الأطراف وأولئك الذين لديهم نفوذ عليهم إلى السماح فورا بدخول إمدادات الوقود إلى القطاع." حسبما جاء في بيان لها.

وكان المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، قد أطلق تحذيراً يوم الأحد الفائت 22 من الشهر الجاري، أكّد فيه ان مخزون الوقود سينفد في غضون 3 أيام.

واستهجن لازاريني، أنّ تكون وكالة "أونروا" وهي أكبر جهة إنسانية فاعلية في قطاع غزّة، بدون وقود، في وقت تتزايد فيه احتياجات سكان قطاع غزّة في كل ساعة، ما يعني أن الوكالة ستخذل الأهالي. حسب تعبيره.

وشدد لازاريني، على ضرورة تدخل كل القوى الفاعلة، "من أجل السماح فورا بدخول إمدادات الوقود إلى قطاع غزة، وضمان استخدام الوقود على نحو صارم لمنع انهيار الاستجابة الإنسانية."

وقال لازاريني عن قافلة المساعدات التي دخلت عبر معبر رفح، وقوامها 20 قافلة، إنّها بعيدة البعد كله عن ان تكون كافية، وشدد على أنّ غزّة تحتاج إلى خط إمداد إنساني متواصل وموسّع، كي تكون المساعدات ذات جدوى.

بدورها قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، ان "إسرائيل تتعمد تعميق معاناة المدنيين من خلال رفضها تدفق المياه والكهرباء وعرقلة وصول الوقود".

وطالبت في وقتٍ سابِقٍ الحكومة "الإسرائيلية" أن ترفع فوراً الحصار عن قطاع غزة الذي يعرّض الأطفال وغيرهم من المدنيين الفلسطينيين لأخطار جسيمة.

وشددت المنظمة على أن العقاب الجماعي للسكان بأكملهم هو جريمة حرب، وعلى السلطات "الإسرائيلية" السماح بدخول الغذاء، والمساعدات الطبية، والوقود، والكهرباء، والمياه التي بأمس الحاجة إليها في قطاع غزة، وأن تسمح بخروج المدنيين المصابين والمرضى لتلقي العلاج الطبي في مكان آخر.
 

وبدأ الوقود بالنفاد من مخزونات العديد من المستشفيات في قطاع غزّة، ما يهدد  حياة آلاف الجرحى والمرضى بالموت، فضلاً عن توقف قدرة المستشفيات عن استقبال المزيد من الجرحى في ظل استمرار المجازر "الإسرائيلية" بحق الأهالي، وارتفاع أعداد الضحايا والمصابين يوماً بعد يوم.

وتوقف المستشفى الإندونيسي وسط قطاع غزّة ليل أمس عن العمل لساعات، بعد انقطاع التيار الكهربائي بسبب نفاد الوقود، ما اضطر الفرق والطواقم الطبية، لاستعمال كشافات الهاتف المعمول، قبل أن تصل كميات من الوقود للمستشفى من مخزونات مرافق أخرى، ليعاد تشغيله على نحو مؤقت.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة، قد شدد على ضرورة إدخال الوقود إلى قطاع غزة لاستمرار عمل المستشفيات وتقديم الخدمات للمواطنين في ظل استمرار الاستهداف المباشر للمدنيين، ما يوقع مئات الشهداء والإصابات.

فيما أكد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة، أنّ المنظومة الصحية في غزّة وصلت لأسوأ حالاتها، في وقت لم تتضمن قوافل المساعدات التي دخلت الوقود، واعتبر أن ما جرى إدخاله من مساعدات لا يلبي حتّى الحد الأدنى من المتطلبات الإنسانية.

 يأتي ذلك، في وقت تستقبل مستشفيات القطاع، أكثر من 15 ألف مصاب جراء قصف الاحتلال، فضلاً عن آلاف المرضى، فيما بلغ عدد الشهداء جراء العدوان المستمر 5500 شهيد، بحسب تصريح أدلى به الدكتور أشرف القدرة لوسائل الإعلام.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد