ارتكب الاحتلال "الإسرائيلي" منذ فجر اليوم الأحد 5 تشرين الأوّل/ أكتوبر، حتّى ساعات المساء مجازر مروعة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وطالت غاراته مناطق متفرقة من القطاع، فيما تركز القصف "الإسرائيلي" في ساعات المساء على شمال قطاع غزة ومدينة غزة، خاصة محيط المستشفيات، بعدما ظهر المتحدث باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وساق ادعاءات كثيرة يتهم فيها مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام بالتمركز في محيط وأسفل المستشفيات، وهي ادعاءات فندتها الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن عشرات الشهداء الفلسطينيين ارتقوا جراء مجازر عدة ارتكبت في ساعات المساء فقط وفي كل مناطق وسط قطاع غزة.
ووصلت أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلج جنوب مدينة غزة، ومجمع الشفاء الطبي جراء القصف العنيف الذي شنته طائرات الاحتلال في ظل قطع كامل لشبكة الاتصالات والانترنت.
جيش الاحتلال ينفذ تهديداته ضد مستشفيات قطاع غزة
وانقطع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من مجمع الشفاء نتيجة غارات جوية "إسرائيلية" استهدفت محيط المستشفى غرب مدينة غزة، فيما أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بدأ تنفيذ مجازر في مستشفيات القطاع بعد التهديدات التي أطلقها.
وفند المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ادعاءات الاحتلال بشأن مستشفيات غزة، مؤكداً أنها تقدم خدمات طبية فقط، وموضحاً أن جيش الاحتلال اعتمد التزييف وبث صور مفبركة لترويج ادعاءاته بشأن مستشفيات غزة، وقال: إننا مستعدون لاستقبال لجنة أممية للتحقق من أوضاع المستشفيات.
وأضاف معروف: إن 900 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة يتعرضون للإبادة من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي".
أكثر من 10 مجازر في ساعات نهار الأحد
وفي ساعات النهار ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أكثر من 10 مجازر، ارتقى فيها نحو 200 شهيد جلّهم من الأطفال والنساء، حسبما أكّدت مصادر طبيّة فلسطينية.
وقال مدير مجمع الشفاء الطبّي في مدينة غزة: إنّ 103 شهداء و192 جريحاً وصلوا إلى خلال ساعات اليوم الأحد.
ويواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في اليوم الثلاثين من حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة، فيما بلغت حصيلة الشهداء منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، وفق آخر تحديث صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية مساء اليوم الاحد، 9730 شهيداً، بينهم 4800 طفل، وأكثر من 24 ألف جريحاً.
9730 شهيداً... 73 % منهم نساء وأطفال ومسنون
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية في رام الله مي كيلة في رسالة وجهتها إلى المجتمع الدولي: " "ألا يكفي 30 يوماً من القتل؟" مضيفة: أن المجازر "الإسرائيلية" المستمرة منذ 30 يوماً أسفرت عن ارتقاء 9730 شهيداً بينهم 4800 طفل، وأن عدد الجرحى تجاوز 24 ألفاً، وأن أكثر من 73% من الضحايا هم نساء وأطفال ومسنون.
وأكدت الكيلة: إن المجازر لم تستثنِ الكوادر الطبية الذين ارتقى منهم 175 شهيداً، مشيرة إلى ارتقاء 34 عنصراً من طواقم الدفاع المدني.
وأضافت أن أكثر من 70 % من سكان قطاع غزة نزحوا من بيوتهم.
جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يركز في غاراته على ما تبقى من أسباب الحياة في مدينة غزة وشمال القطاع
من جهته، أكد الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم أنه مع مرور شهر على العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة بلغ عدد ضحايا العدوان أكثر من 37 ألفاً و230 ما بين شهيد ومفقود وجريح، وأكثر من مليون 600 ألف نازح ومشرد عن بيته.
وقال البزم: أن الاحتلال يركز عدوانه مؤخراً على ما تبقى من أسباب الحياة في غزة وشمال القطاع، بقصف خزانات المياه والمواد الغذائية والمخابز وألواح الطاقة الشمسية ومراكز الإيواء والمستشفيات، سعياً لتهجير الفلسطينيين
وأضاف: أن جيش الاحتلال لا يستحق أن يطلق عليه لفظ "جيش"، فللجيوش أخلاق، وما نشاهده هو سلوك عصابات إجرامية لا تحكمها أخلاق أو أعراف أو قوانين.
وفي ساعات نهار الأحد، استشهد وأصيب العشرات، في غارات شنتها طائرات الاحتلال الحربية عصر اليوم على مخيم جباليا شمال القطاع ومخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، كما طالت الغارات مخيم البريج، ومناطق بيت حانون شمالاً وخانيونس جنوباً وأحياء مدينة غزّة، تسببت بمجازر في صفوف المدنيين.
واستشهد 4 فلسطينيين في قصف لطائرات الاحتلال على منطقة الزنة شرقي خانيونس، وارتقى عدد من الشهداء وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال منزلاً بالقرب من مدرسة تؤوي نازحين في مخيم البريج شرق غزة.
كما استهدف الاحتلال، منزلاً لعائلة سعد وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أدى الى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد آخر من المدنيين جلّهم من الأطفال، استقبلتهم المستشفى الإندونيسي، وارتقى شهيدان في استهداف منزل لعائلة حويلة في منطقة العلمي شمال القطاع.
واستهدفت طائرات الاحتلال منزل عائلة نوفل في مخيم الشاطئ، ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى بينهم أطفال، فيما كثّفت الطائرات غاراتها على منازل في أحياء الشعاعية والزيتون والشيخ رضوان وسط مدينة غزّة.
وفي مؤتمره الصحفي اليوم، أشار وزير الداخلية في قطاع غزة إياد البزم إلى أنّ ما تظهره وسائل الإعلام والصحفيون، لا يتعدّى 30% من حجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال.
وكثف خلال الـ 48 ساعة الماضية، من استخدامه لقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً، وسجلت الليلة الماضية استخدامه أعلى نسبة من الفوسفور في مخيم الشاطئ ما أدى لتشكيل سحب من الغازات السامة واندلاع حرائق، بحسب البزم.
وفي رسالتها إلى المجتمع الدولي قالت وزيرة الصحّة الفلسطينية في رام الله مي كيلة: إنّ الاحتلال "الإسرائيلي" لا يزال يستهدف كل شيء في قطاع غزة، بما في ذلك المشافي ودور العبادة ومراكز الإيواء داخل المدارس، ضارباً بعرض الحائط كل القوانين الدولية، ومتنكراً للحضارة الإنسانية.
وأوضحت: أن الاحتلال استهدف 3 مستشفيات رئيسية (مستشفى الشفاء، ومستشفى ناصر للأطفال، ومستشفى القدس) يوم أمس، فيما تعرض مستشفيا القدس والإندونيسي لغارات جوية أدت إلى وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى، وأكّدت أن 16 مستشفى من أصل 35 توقفت عن العمل جراء القصف الإسرائيلي ونفاد الوقود.
وأكدت أن الاحتلال استهدف الاحتلال، مولّد الكهرباء الرئيس في مستشفى الشفاء، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، وهو يعد من أكبر المستشفيات في القطاع ويعالج آلاف المرضى ويستضيف آلاف النازحين.
وأضافت الوزارة، أنّ المولّد الكهربائي الرئيس للمستشفى الإندونيسي شمال غزة قد توقف عن العمل بسبب نقص الوقود، كما استهدف الاحتلال العديد من ألواح الطاقة الشمسية الخاصة بالمستشفيات والمخابز.