أصدر رؤوساء اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بياناً طالبوا فيه بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة "لدواع إنسانية"، مناشدة "لقد مرّ 30 يوماً... كفى، يجب أن يتوقف الآن"

وقالت الوكالات الدولية: "يتابع العالم منذ ما يقرب من شهر العالم تطورات الأوضاع في كل من إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة وهو في حالة من الصدمة والهلع إزاء الأعداد المتزايدة من الأرواح التي تُزهق والأشخاص الذين تتمزق أوصالهم".

وجددت الوكالات نداءها "إلى الأطراف لاحترام كافة التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان"، مطالبة بحماية المدنيين في قطاع غزة والبنية التحتية التي يعتمدون عليها – بما في ذلك المستشفيات والملاجئ والمدارس.

وأكدت أن هناك شعباً بأكمله محاصرٌ ويتعرض للهجمات، ويُحرم من الوصول إلى المواد الأساسية للبقاء على قيد الحياة، ويتعرض للقصف داخل المنازل والملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة، ووصفت الأمر بغير المقبول.

وقالت الوكالات الدولية في بيانها: "تم الإبلاغ عن أكثر من 100 هجوم تعرضت له مرافق الرعاية الصحية، وقد قُتل العشرات من عمال الإغاثة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بما في ذلك 88 من الزملاء في وكالة الأونروا - وهو أكبر عدد من القتلى تسجله الأمم المتحدة على الإطلاق خلال صراع واحد".

وأضافت: يجب أن يدخل المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة - كالغذاء والماء والدواء وبالطبع الوقود - على نحو آمن وسريع وبالحجم المطلوب، وأن تصل إلى الأشخاص المحتاجين، خاصة النساء والأطفال منهم، أينما كانوا.

في المقابل تحدث البيان عن الأسرى "الإسرائيليين" لدى المقاومة الفلسطينية بالقول: "في إسرائيل، قُتل نحو 1,400 شخص وجُرح الآلاف، وذلك بحسب السلطات الإسرائيلية، فيما تم احتجاز أكثر من 200 شخص، بينهم أطفال، كرهائن. ولا تزال الأسر تتعرض للصدمات جراء الصواريخ، فيما نزح عشرات الآلاف من الأشخاص، وهو أمر مروع"، بحسب تعبيرها، مطالبة بـ "الإفراج الفوري غير المشروط عن جميع المدنيين المحتجزين كرهائن"

وأضافت: "لكن في المقابل، فإن عمليات القتل المروعة التي يتعرض لها عدد أكبر من المدنيين في غزة مثيرة للغضب، كما هو الحال مع حرمان 2.2 مليون فلسطيني من الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود".

عدد الشهداء يتجاوز 10 آلاف

ودخلت حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة شهرها الثاني يوم الاثنين مخلفة 10022 شهيداً أكثر من ثلثهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 25 ألف جريح، بحسب آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وأكد الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة: أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب خلال ليل الأحد/ فجر الاثنين 19 مجزرة ارتقى بسببها 292 فلسطينياً.

وطالب القدرة في مؤتمر صحافي، كلّ الأطراف بتوفير ممرّ إنساني آمن وعاجل لإدخال الإمدادات الطبية والوقود والوفود الطبية إلى قطاع غزة، وضمان خروج آلاف الجرحى من قطاع غزة إلى مصر وغيرها من الدول العربية.

ولفت إلى أن الطواقم الطبية صارت بلا طعام وبلا مقومات أساسية للحياة، كباقي أبناء الشعب الذين يتعرّضون لحرب إبادة مستمرّة لليوم الـ31، داعياً الأمم المتحدة وشعوب العالم كافة بالتحرك فوراً لوقف العدوان، ولجم المحتلّ.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، أن "الاحتلال استهداف أكثر من 113 مؤسسة صحية، ما أدى إلى خروج 16 مستشفى و32 مركزا للرعاية الأولية من الخدمة بسبب الاستهداف الإسرائيلي ونفاد الوقود".

وأضاف القدرة: "إجمالي ضحايا استهداف مستشفى العيون والرنتيسي والطب النفسي خلال الساعات الماضية 8 شهداء و125 إصابة بين الأطفال والمرضى والطواقم الطبية والنازحين".

من جهتها أعلنت جمعية الهلال الأحمر عبر وسائل إعلام إغلاق مستشفى القدس التابع لها في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة بشكل كامل بسبب انقطاع الطرق المؤدية إليه.

وتعرض المستشفى خلال الأسابيع الماضية لتهديدات من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بقصفه، وتلقت إدارته إنذارات عدة لإخلائه قوبلت بالرفض نظراً لامتلائه بالمرضى والجرحى والنازحين وعدم توفر مكان آمن في غزة، فيما تعرض محيطة مرات عدة للغارات الجوية "الإسرائيلية".

طفل فلسطيني يُقتل في غزة كل 10 دقائق.. غزة مقبرة للأطفال!

وفي وقت لاحق من مساء اليوم الاثنين وصف الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو"غوتيريش" بأن قطاع غزة تحول إلى مقبرة للأطفال قائلاً خلال مؤتمر صحفي بأن مئات الفتيان والفتيات يقتلون ويصابون كل يوم.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا" في منشور على (X) اليوم: إن طفلاً فلسطينياً يقتل ويصاب اثنان آخران كل 10 دقائق في قطاع غزة.

وفي منشور لاحق للوكالة، أعلنت عن ارتقاء 5 من موظفيها جراء الغارات "الإسرائيلية" التي تركزت بشكل مكثف في وسط وشمال قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، مضيفة أن موظفة لديها أصيبت بجروح جراء قصف استدف منزلها، فيما استشهد زوجها وأطفالها الثلاثة.

وأكد المفوض العام لوكالة "أونروا" "فيليب لازاريني" أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قصف نحو 50 من مدارس ومنشآت الوكالة التي تؤوي 700 ألف نازح، مشيراً أشار في مقابلة مع قناة "الجزيرة" إلى أن عدد الشاحنات التي تصل غزة قليل جداً، وما يصل من الحاجيات أقل مما يجب توفيره.