تواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تصديها للغزو البري الذي يشنّه جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على القطاع، منذ أن أعلن توسيع عملياته العسكرية في 27 تشرين الاول/ اكتوبر الفائت، فيما ينحصر القتال على المحاور الشمالية والشرقية للقطاع لليوم 12 على التوالي.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام صباح اليوم الثلاثاء 7 تشرين الثاني/ نوفمبر وحتى لحظة إعداد الخبر، في بيانات منفصلة، تدمير 13 دبابة "إسرائيلية" بقذائف "الياسين 105" إضافة إلى جرافة عسكرية وناقلة جند، بعد أن توغلت إلى مشارف مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب القطاع، وشمال غرب بيت لاهيا وشمال بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وبثّت القسام مقطع فيديو، يظهر قصف مقاوميها لتحشدات الاحتلال على محاور القتال، بعشرات من قذائف الهاون من العيار الثقيل صباح اليوم.
وكانت كتائب القسام قد قالت يوم أمس الاثنين 6 نوفمبر: إنّ المقاتلين في الكتائب دمّروا خلال اليومين الفائتين، 27 دبابة وناقلة جند للاحتلال بين تدمير كلّي وجزئي، كما دكّوا القوات المتوغلة بعشرات قذائف الهاون، والتحموا في اشتباكات مباشرة مع قوات الاحتلال وأوقعوا فيها خسائر محققة.
ونشرت الكتائب عدّة مقاطع فيديو، تظهر تصدي مقاتليها للدبابات المتوغلة وتحقيق فيها إصابات مباشرة، فيما تشير مصادر إعلامية متابعة، إلى أنّ المقاومة استطاعت تدمير 97 دبابة وناقلة جند للاحتلال منذ بدء الهجوم البرّي حتّى يوم أمس الاثنين في إحصائية تقريبية.
من جانبه، اعترف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حتّى يوم أمس الاثنين، بمقتل 35 جندياً من قواته، في خضم عملية الغزو البري خلال 10 أيّام، فيما أشارت وسائل إعلام عبرية ومنها "هيئة البث الإسرائيلية" إلى أنّ القتلى معظمهم من لواء المدرعات والدبابات، ما يؤشر إلى فاعلية ضربات المقاومة ضد آليات الاحتلال، بحسب مراقبين.
وكانت القسّام، قد بثّت مقطع فيديو يظهر ميزات قذيفة " الياسين 105" المستخدمة كسلاح ميداني أساسي بيد مقاتليها، في التصدي لتوغل الاحتلال، حيث تُحدث القذيفة خرقاً في جسد المدرعة، ثم تتوغل داخلها وتحدث انفجاراً ثانياً.
وحققت المقاومة، خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال، من خلال مفارز مدفعية الهاون، وأعلنت كلّ من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، دكّ عدد من تمركزات جيش الاحتلال بقذائف الهاون، في إطار عمليات تصدي فصائل المقاومة للغزو "الإسرائيلي" البري.
مستشفى الشفاء ما يزال عصياً على جيش الاحتلال مع كثافة ضربات المقاومة
ويبدو أن المعارك البرية التي يخوضوها المقاتلون الفلسطينيون تتمكن من صد الهدف "الإسرائيلي" الأول للمعركة والتي تشير إليها صحف الاحتلال بأنه احتلال مستشفى الشفاء.
ونشرت صحيفة "معاريف" العبرية تقريراً تحدث عن أن الجيش "الإسرائيلي" يحاول الوصول إلى محيط مستشفى الشفاء لمحاصرته، علماً بأنه يؤوي أكثر من 40 ألف نازح عن مناطق سكناهم التي دمرها القصف "الإسرائيلي" فضلاً عن مئات الجرحى والمرضى كونه المشفى الأكبر في القطاع.
وقالت صحيفة معاريف: إن "قوات أخرى تعمل منذ عدة أيام في منطقة شاطئ غزة، في حي تل الهوى والشيخ عجلين في جنوب غرب غزة، وفي موازاة ذلك بدأت قوات الجيش الإسرائيلي، منذ أمس، بالعمل في مخيم الشاطئ في طريقها إلى مستشفى الشفاء".
وحسب الصحفية: "يخطط الجيش الإسرائيلي لاستهداف أماكن وبنية تحتية "فوق وتحت الأرض في مدينة الأنفاق السفلية في طريقه إلى المستشفى".
وأضافت الصحيفة: إن "إسرائيل تصف مستشفى الشفاء بأنه رمز الحرب ضد حماس في مدينة غزة، أكثر من رموز حكم حماس الأخرى، مثل المربع الأمني أو حي الرمال"، مشيرة إلى أنه "يتوقع أن تدور معارك والبحث عن بنى تحتية إرهابية على مدار أيام طويلة في الطريق إلى المستشفى. ويتوقع أن يكون القتال شديدا للغاية ضد حماس في هذه المناطق". بحسب وصفها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "بالرغم من الضربات التي تعرضت لها حماس وشدة القصف وتوغل آلاف الجنود، فإنه لا يوجد أي تقديرات لدى الجيش الإسرائيلي بأن حماس تقترب من رفع راية بيضاء والاستسلام".
وارتفعت خسائر الاحتلال البشرية في صفوف جنود جيشه بعد بدء العملية البريّة، إلى 347 جندياً وضابطاً معظمهم سقطوا في عملية طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فيما يشكك مراقبون في حجم الأرقام، نظراً لتوخي حكومة "بنيامين نتنياهو"، الإعلان عن خسائر الجيش الحقيقية، واعتماد بثّها تباعاً، تجنباً لأحداث صدمة في الرأي العام " الإسرائيلي".