ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" فجر اليوم الجمعة 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، مجزرة بحق المرضى والنازحين داخل مستشفى الشفاء، بقصف طائراته قسم العيادات الخارجية المكتظ بالنازحين ما أدى إلى ارتقاء 13 شهيداً، فيما يحاصر 4 مستشفيات أخرى تؤوي آلاف النازحين، ويقطع عنها كافة أسباب الحياة.

واستهدف الاحتلال مستشفى الشفاء 4 مرات منذ فجر اليوم الجمعة، حيث قصفت طائراته قسم الولادة في الطابق الخامس، وقسم العيادات الخارجية في الطابق الأرضي وخيمة الصحفيين فجراً، ما أدّى إلى ارتقاء 13 شهيداً ووقوع عدد من الجرحى غالبيتهم من الأطفال، حسبما أعلن الناطق باسم المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع ظهر اليوم.

وأكدت روايات شهود عيان من دخل المستشفى، أنّ القصف استهدف طوابق مكتظّة بالجرحى ما أدّى إلى استشهاد بعضهم، فيما أظهرت مقاطع فيديو حجم الدماء التي أوقعها الاستهداف المباشر لقسم العيادات الخارجية الذي يبيت فيه آلاف النازحين المدنيين.

مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سليمة، أكّد في تصريحات صحفية أنّ عدداً من الشهداء والجرحى سقطوا في استهداف الاحتلال مبنى العيادات في المجمّع الطبّي، مؤكداً ان المستشفى تعرّض لأربعة استهدافات منذ فجر اليوم الجمعة.

ووصف أبو سليمة ما تمارسه قوات الاحتلال، بأنّه حرب على المستشفيات والقطاع الطبّي، وحذّر من كارثة موت جماعي جراء هذه الحرب التي تستهدف الأقسام والمرضى والنازحين بشكل مباشر، علماً أنّ المستشفى يضم نحو 100 ألف شخص بين كوادر طبية ومرضى وجرحى ونازحين.

وفي إطار حرب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على المستشفيات، حذّر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أنّ الدبابات "الإسرائيلية" تحاصر 4 مستشفيات، وهي الرنتيسي، والنصر للأطفال والعيون والصحة النفسية.

وأكّد القدرة، أنّ المستشفيات الأربع محاصرة من كل الاتجاهات، وأن آلافاً من المرضى والطواقم الطبية والنازحين محاصرون داخل المستشفيات بلا ماء وبلا طعام ويتعرضون للموت في أي لحظة.

ويتعرض محيط تلك المستشفيات، لاستهدافات من قبل الدبابات "الإسرائيلية"، وسط مخاوف من ارتكاب قوات الاحتلال مجازر في حال تقدمّت واحتّلت المباني، ورُصد ظهر اليوم استهداف مجموعة من السيارات مقابل مستشفى الرنتيسي للأطفال واشتعال النيران فيها.

وأكّد القدرة، استنفاد الوزارة والأطقم الصحيّة، كل المحاولات لتمديد عمل الخدمات الصحية في مستشفيات القطاع، وأنّ ساعات معدودة متبقية لخروج مستشفيات غزة وشمال غزة عن الخدمة.

من جهتها، أكّدت منظمة الصحّة العالمية، أنّ 20 مستشفى في قطاع غزة قد خرجت عن الخدمة إمّا كليّاً أو جزئياً، وأشارت المنظمة، إلى أنّ محيط مستشفى الشفاء وسط غزة يشهد عنفاً مكثّفاً، ما يشكل خطورة وشيكة على آلاف الأشخاص.

وزيرة الصحة الفلسطينية في رام الله مي الكيلة، شددت على أن "إسرائيل" تنفذ جريمة مركَّبة بحق المستشفيات والطواقم الطبية، كانت قد بدأتها بمنع إدخال الوقود والمستهلكات الطبية إليها.

وكان الاحتلال، قد استهدف ليل أمس الخميس محيط مستشفى القدس، وكذلك مستشفى الرنتيسي للأطفال غرب مدينة غزة بشكل مباشر، ما أدى إلى اندلاع حريق في مرافقه، إضافة إلى استهداف مدخل مستشفى النصر ما أدّى إلى ارتقاء شهيدين.

كما استهدف الاحتلال محيط المستشفى الإندونيسي شمال غرب قطاع غزة، بنحو 11 صاروخاً، ما أدّى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين، علماً أنّ المستشفى يؤوي عشرات آلاف الجرحى والمرضى والنازحين غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين.