مخاوف على مصير الوكالة الشاهدة على قضية اللاجئين

وسط إدانات لأدائها... "أونروا": الحرب على غزة استنفدت قدراتنا

الأحد 12 نوفمبر 2023

أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في تصريحات متعددة، أنّ حرب الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة وتصعيده ضد الضفة الغربية، استنفد قدرات الوكالة إلى أقصى حدود، جراء الدمار غير المسبوق للبنى التحتية للمخيمات والمناطق المسؤولة عنها، فضلاً عن استهداف الاحتلال مقراتها ومنشآتها ومستودعاتها، وإحداث أضرار بالغة.

وتعاني وكالة "أونروا" منذ سنوات، من عجز كبير في ميزانياتها الاعتيادية بقيمة 70 مليون دولار دفعها لتبني تقليصات حادة في خدماتها، وكانت قد حذّرت، قبل اندلاع الحرب من عجزها عن إتمام مهامها حتّى نهاية العام 2023، والحال هذه صار يشكل واقع ما بعد الحرب هاجساً كبيراً لدى قطاعات كبيرة من الفلسطينيين على المستويات الشعبية والسياسية والحقوقية، من مغبّة إنهاء عمل الوكالة كمنظمة أممية وشاهد على وضعهم السياسي والقانوني كلاجئين.

المفوض العام للوكالة "فيليب لازاريني"، نبّه أمام مؤتمر القمة العربية الإسلامية يوم أمس السبت، إلى خطورة الأوضاع التي تمر بها وكالة "أونروا"، وانعكاسات ذلك على مليونين ونصف المليون لاجئ فلسطيني في قطاع غزة، وشدد على ضرورة استمرار الدعم المالي للوكالة، والتفكير باليوم التالي للحرب وضرورة دعم "أونروا" لتستمر في مهامها في ظل الاحتياجات الهائلة التي فرضها الدمار الكبير.

ووصفت "أونروا" الدمار الذي حلّ في أماكن عملها في قطاع غزة، بأنّه غير مسبوق، وأطلقت نداءً عاجلاً بقيمة 487 مليون دولار من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية الحرجة للأشخاص المتضررين في قطاع غزة والضفة الغربية حتى نهاية هذا العام 2023.

وتعمّد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على مدار 37 يوماً من حرب الإبادة التي يشنها على أهالي قطاع غزة استهداف مقرات الوكالة ومنشآتها التي تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين، وبالإضافة إلى الضحايا الذين استشهدوا أو أصيبوا خلال هذه الاستهدافات ومعظمهم من النساء والأطفال، تضررت ما لا يقل عن 54 منشأة تابعة لـ "أونروا" منذ بداية الحرب، "في ظل عجز مطلق بلغته موازناتها في خضم حالة الحرب، وعجز عن تلبية احتياجات النازحين في مدارسها وفاق عددهم مليون ونصف المليون نازح" بحسب تصريحات متعددة لمسؤولين فيها.

سخط فلسطيني من أداء ودور وكالة "أونروا" خلال الحرب على غزة

يأتي كل ذلك، وسط حالة من الغضب الفلسطيني على دور وأداء وكالة "أونروا" خلال حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة، حيث تُتهم الوكالة من قبل عدد من الجهات الفصائلية والمؤسسات الحقوقية بالتقصير بالقيام بواجباتها، والتساوق مع الاحتلال من خلال إيقاف عملها من مناطق شمال غزة، وتركها المهجرين والنازحين في مراكز الإيواء دون أي رعاية إغاثية وصحية عدا عن توفير الحماية لهم.

وكانت حركة حماس قد وجهت اتهاماً صريحاً لوكالة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" بـ"التواطؤ" مع الاحتلال "الإسرائيلي" وفرض النزوح القسري على سكان قطاع غزة، بعد أن تخلت عن واجباتها اتجاه سكان شمال قطاع غزة.

وحمل سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحكومة حماس في بيان له في وقت سابق: "وكالة الأونروا ومسؤوليها وزر هذه النكبة الإنسانية، لا سيما لسكان مناطق غزة وشمالها بعدما امتثلت منذ اللحظة الأولى لإملاءات الاحتلال، وغادرت مواقعها، وتخلت عن مسؤوليتها تجاه مئات الآلاف من السكان في هذه المناطق، فتركتهم دون مأوى أو ماء أو غذاء أو علاج، وصمّت آذانها عن الاستماع لكل صرخات الألم والمعاناة حتى اللحظة".

دائرة شؤون اللاجئين في الجبهة الشعبية دعت وكالة "أونروا" إلى تَحمّل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني "بعيداً عن التدخل في قضايا لا تخصها"، وقالت في بيان لها ندعو: "الأونروا" إلى تَحمّل مسؤولياتها تجاه إغاثة أبناء شعبنا المتضررين والمهجرين بفعل العدوان بعيداً عن التدخل في قضايا لا تخصها ولا نسمح بالتدخل فيها.

وأكدت الدائرة أن "إدارة الوكالة تخلت عن مسؤولياتها منذ اليوم الأول للعدوان، ورضخت لتهديدات الاحتلال، ونقلت مركز عملياتها من مدينة غزة إلى الجنوب، وتركت خلفها آلاف المواطنين يئنون بفعل القصف والجوع، في تساوق خطير مع مخططات التهجير من قبل الاحتلال".

وقالت دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: ليس كافياً أن بعض المنظمات الدولية، خاصة تلك المعنية بأوضاع اللاجئين في قطاع غزة، تكتفي بالشكوى وتوصيف الأوضاع الصعبة في القطاع وكون ما يحدث يتعارض والقانون الدولي الإنساني، دون أن تتجرأ على تسمية الأمور بأسمائها بأن كل ما يحصل هو جرائم حرب موصوفة، سواء قتل المدنيين أو سياسات التهجير والتطهير العرقي أو حرب التجويع والعقوبات الجماعية وتعمد قتل المرضى.

وأضافت: إن أكثر من 200 ألف نازح فلسطيني في منطقة شمال قطاع غزة، يوجَد معظمهم في مقار ومنشآت "أونروا" تركوا يواجهون مصيرهم نتيجة انعدام الغذاء والدواء والمياه والحد الأدنى من المتطلبات الحياتية، بعد أن استجابت الوكالة للمطلب "الإسرائيلي" بالتوجه جنوباً تحت ذريعة أنها أكثر أمناً.

ودعت الجبهة الديمقراطية لكافة منظمات الأمم المتحدة، خاصة وكالة "أونروا"، إلى رفع الصوت في إدانة ممارسات الاحتلال وإجرامه وعدم الاكتفاء بالمواقف الدبلوماسية.

وعبّر الفلسطينيون النازحون في مراكز الإيواء شمال قطاع غزة وجلهم من اللاجئين الفلسطينيين عن غضبهم تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي تخلت عن مراكزها في الشمال، وتركت مراكز الإيواء دون تقديم خدمات غذائية وصحيّة وإغاثية.

يُذكر أنّ وكالة "أونروا" التي تتولّى تقديم الخدمات الصحيّة والاجتماعيّة والتربويّة لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، تأسست في العام 1948 بموجب القرار (302) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن تواصل عملها حتّى تحقيق حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، وتعويضهم عن سني النكبة والتهجير واللجوء.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد