يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مجازره بحق أهالي قطاع غزّة لليوم 39 على التوالي، دون أن يستثن أي بقعة جغرافية، أو مكان، وصباح اليوم استهدف الاحتلال منزلاً جديداً في مخيم جباليا صباح اليوم الثلاثاء 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، أسفر عن ارتقاء 6 شهداء من عائلة المدهون، فيما استهدف منزلاً في مخيّم النصيرات، ما أدّى إلى وقوع عدد من الشهداء حسبما أكدت مصادر محليّة.
ويشن جيش الاحتلال منذ ساعات صباح اليوم، غارات جوية مكثّفة على محيط مجمّع الشفاء الطبي فيما تواصل دباباته حصار المجمّع، إضافة إلى مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر في منطقة تل الهوا جنوب مدينة غزّة، ومستشفيي الحلو والأمل، ما يجعلها على وشك ان تتحول إلى مقابر جماعية، بحسب تأكيدات طبيّة.
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزّة اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع عدد شهداء حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة إلى أكثر من 11500 شهيد وأكثر من 29000 إصابة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة،د. محمد أبو سلمية، أعلن أن 40 مريضاً استشهدوا داخل المستشفى، بسبب خروجه بشكل تام عن الخدمة، واستمرار انقطاع الأوكسجين والكهرباء، وفقدان اللوازم الطبية والأدوية، فيما يجري الأطباء عمليات جراحية طارئة دون تخدير أو أوكسجين.
وحذّر مدير المستشفى، أنّ المجمع على شفا أن يتحوّل إلى مقبرة جماعية حقيقية للمرضى والجرحى، وأنّ ما يفعله الاحتلال هو حكم بالإعدام على كل من في المستشفى من الجرحى وجرحى ونازحين، مؤكداّ أن المجمّع يفتقد إلى الطعام منذ 3 أيام.
واضطرت إدارة المستشفى لدفن العديد من جثامين الشهداء الذين تجمعت جثامينهم في ساحات المستشفى لأكثر من أسبوع، ما أدّى إلى تحللها، وهو ما يسبب كارثة بيئية بحسب تحذيرات الإدارة والكادر الطبّي.
وأضاف، أن حفر الدفن التي فتحت في ساحة المستشفى صغيرة، ولا تتسع لدفن جميع الشهداء الذين تبلغ أعدادهم قرابة 150 شهيداً.
وتعرض مجمع الشفاء منذ ساعات الصباح حتّى ظهر اليوم، إلى 8 غارات جوية، فيما تمنع قوات الاحتلال أكثر من 200 عائلة في محيط مجمع الشفاء من الحركة، أو الخروج من منازلهم.
بدوره أعلن مدير مستشفى الرنتيسي بغزة، اضطررهم لإجلاء المرضى والنازحين والكوادر الطبية بسبب القصف "الإسرائيلي"، مؤكداً أن قبو المستشفى مخصص للمكاتب والإدارة، وبعد الحرب نزحت عشرات العائلات إليه.
وطالب الدكتور مصطفى الكحلوت بحضور لجان دولية إلى المستشفيات للاطلاع على جميع مرافقها، لتفنيد ادعاءات الناطق باسم جيش الاحتلال بشأن مستشفى الرنتيسي الذي قدم رواية كاذبة وركيكة، حول وجود أسلحة ومقار للمقاومة داخل المستشفى.
أما مستشفى القدس في منطقة تل الهوا جنوب مدينة غزّة، تواصل قوات الاحتلال إحكام حصارها عليه من كافة الجهات، مانعةً حركة إجلاء المرضى أو إدخال أي من المستلزمات الطبية والغذائية أو الوقود، حسبما أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وحذّرت جمعية الهلال الأحمر، من وفاة المرضى الذي بات وشيكاً في مستشفى القدس، في حال لم تأتي الموافقة على إخراج الجرحى، وأكّدت أن علامات العفن بدأت تظهر على الجرحى، بسبب نقص الأدوية.
كما أكدّت الجمعية، أنّ 90 مريضاً، سيحرمون من تلقي العلاج في مستشفى الأمل التابع لها في منطقة خانيونس جنوب القطاع، منهم 25 مريضاً في قسم التأهيل الطبي باتوا يواجهون خطر الموت في أي لحظة، بعد انقطاع الكهرباء.
وأضافت الجمعية، أنّ 9000 نازح يتخذون من مقر الجمعية والمستشفى مأوى لهم، مهددين بفقدان الطعام والماء وكافة اللوازم الحياتية جراء توقف مولد الطاقة الوحيد في المستشفى.
وكان الاحتلال، قد أفشل محاولة لإخلاء مستشفى القدس يوم أمس، بعد أن أجبر القافلة المخصصة للإخلاء على العودة، رغم حصولها على الضوء الأخضر مسبقاً، وذلك بذريعة وقوع حدث أمني في المنطقة، رغم إجراء عمليات التفتيش للقافلة.
فيما تستمر قوات الاحتلال بمحاصرة مستشفى الحلو التابع للهلال الأحمر في غزة بالدبابات في ظل عدم وجود وقود طعام وماء ووجود 5 حالات في وضع حرج داخل المستشفى وبحاجة تدخل عاجل، حسبما أكدت الجمعية.
وأكدت الجمعية، أنّ أكثر من 100 شخص ما بين مرضى وطاقم طبي، متواجدين في مستشفى الحلو، ومهددون بالموت الوشيك، جراء حصار الاحتلال ونفاد الوقود والأدوية والمستلزمات الطبيّة.