أصدرت الجمعية الإسبانية لأساتذة اللغة العربية"(SEDLA) ، أمس الأربعاء، بياناً تضامنياً مع فلسطين، تناولت فيه تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جرّاء حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وجاء في البيان: "الجمعية الإسبانية لأساتذة اللّغة العربية تعرب عن قلقها وإدانتها لتدهور أوضاع الملايين من سكّان قطاع غزّة المتضررين من حملة القصف الممنهج التي استمرت لأكثر من شهر. وقد أدّت الهجمات العشوائية التي شنّتها الطائرات والمدفعية والبحرية الإسرائيلية على أهداف مدنيّة إلى مقتل ما يقرب من اثني عشر ألف شخص، وإصابة عشرات الآلاف، وأجبرت ما لا يقل عن خمسمئة ألف على النزوح، وذلك وفقاً لبعض المنظّمات الإنسانية".
وأضاف البيان: أنه "ليس هناك ما يبرر بأي حال من الأحوال هذ النوع من الأعمال الانتقامية العسكرية، والتي عادة ما يدفعُ السكان المدينون ثمنَها باهظاً، وبصفتنا أعضاء في المجتمع التعليمي، ونختص بشكل أساسي في نشر وتعليم اللغة العربية ودارساتها، فإننا نشعر بالقلق، بشكل خاص، إزاء التفجيرات التي تعرّضت لها مراكز التعليم الابتدائي والعالي والجامعي في القطاع. لقد تم تدمير الجامعة الإسلامية في غزة، وهي أقدم جامعة تضمّ أكبر عدد من الطلاب".
وتابع البيان أنه "إضافة إلى الجامعة التي دُمّرت في الحادي عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، والتي كانت قد حافظت على اتفاقيات تعاون مع العديد من الجامعات الأوروبية، بما في ذلك الجامعات الإسبانية، فقد أُصيب ما لا يقل عن 90 مركزاً تعليمياً بالقنابل، ودُمّر كلياً أو جزئياً. كما لجأ النازحون من منازلهم بسبب القصف المستمر إلى المدارس والمعاهد التابعة للمنظمات الدولية، وفي الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر أدّى صاروخ إلى مقتل 15 شخصاً كانوا قد لجؤوا إلى فصولهم الدراسية".
ونبّه البيان إلى أنّ "الوضع يزداد سوءاً في المراكز الطبية والاستشفائية، ذلك أن معظم هذه المراكز خرجت عن الخدمة أو تعمل بنصف طاقتها. كما أنه لا يمكن تحمّل صور عشرات الأطفال حديثي الولادة دون إمكانية تلقي العناية المركّزة بسبب انعدام الكهرباء والوقود مع تطويق المستشفيات من قبل قوّات الاحتلال".
واختتم البيان: "نودّ أن نوجّه تحية تضامن وتعاطف خاصّة لشركائنا وأعضائنا المقيمين في الأراضي الفلسطينية، كذلك نطالب بوقف العدوان، وإرسال المساعدات الإنسانية".
ناشرون من أجل فلسطين: نُدينُ استخدام القنابل الفسفورية المحظورة دولياً
وكذلك وقّعت أكثر من أربعين دار نشر ومؤسّسة ثقافية حول العالم، رسالة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، تنديداً بحرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة والمستمرّة منذ واحد وأربعين يوماً، حيث دعا الموقّعون الناشرين والمُحرّرين والكتّاب في جميع أنحاء العالم للانضمام والتوقيع على هذه الرسالة.
حيّى الموقّعون، في بداية بيانهم المنشور قبل أيّام، شجاعة الفلسطينيّين ومقاومتهم، وحبّهم العميق لأرضهم التاريخية، رغم ما ترتكبه "إسرائيل" من إجرام بـ "تواطؤ وسائل الإعلام الغربية والفاعلين الثقافيّين"، كما أدانوا استخدام الكيان الصهيوني للقنابل الفسفورية المحظورة دولياً، بدعم من حكومات الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأوروبا وأستراليا، لافتين إلى خطورة ما يتعرّض له أهالي غزّة من تدمير وحشي للمستشفيات والمدارس، ومخيمات اللاجئين، والكنائس، والمساجد.
كما استنكرت الرسالة عمليات التهجير القسري التي تفرضها "إسرائيل" على 2.3 مليون إنسان، وعمليات القتل المروّع التي استهدفت أكثر من عشرة آلاف شخص، من بينهم 3500 طفل.
ولفت الموقّعون إلى أنّ الإبادة الجماعية تم تدشينها باستخدام العسكريين الصهاينة كلمات لا إنسانية مثل "حيوان بشري" لتبرير هجماتهم على المدنيّين في غزّة.
أمّا من ناحية ما تشهده ساحة الفنون والثقافة العالمية، اليوم، من إلغاء ومنع لأصوات فلسطينية أو مناصرة لقضيتها، فقد أكّد الموقّعون أنّ هذا استمرار لنهج التفوّق الأبيض الاستعماري والرأسمالي في المحو والسيطرة، حيث أدانوا، في الوقت نفسه، تواطؤ العاملين في مجال النشر المؤسّسي أو المستقلّ الذين يتغاضون عن هذا القمع من خلال جُبنهم وصمتهم وتعاونهم مع مطالب الاحتلال الإسرائيلي والمانحين والمموّلين والحكومات الإمبريالية.
وممّا جاء في الرسالة: "النشر ممارسة الحرية والتعبير الثقافي والمقاومة. نحن كناشرين ملتزمون بخلق مساحات للأصوات الفلسطينية المُبدعة والناقدة ولكلّ من يقف متضامناً ضدّ الإمبريالية والصهيونية والاستعمار الاستيطاني... إنّ إسكات المؤلّفين والكتّاب الفلسطينيين لا يؤدّي إلّا إلى تعزيز الخوف من المقاومة الأدبية الفلسطينية، ويُساهم في الإبادة الجماعية للفلسطينيين وسرقة الأراضي. الخوف نفسه الذي يقف وراء القنابل، وعمليات الهدم، والاختطاف، وتعذيب السجناء".
الموقّعون ختموا رسالتهم بجملة من المبادئ، تتمثّل بالدعوة إلى وقف الإبادة الجماعية على أرض فلسطين التاريخية، ومحاسبة "إسرائيل" وحلفائها على جرائم الحرب التي ارتكبوها، والتأكيد على مطلب الشعب الفلسطيني في الحرية وحقه في المقاومة والعودة.
يُذكر أن قائمة الموقّعين شملت دُور نشر من كندا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وإيرلندا، وإندونيسيا، والهند، وأستراليا وإسبانيا.
مثقفون في كندا: ضدّ تبييض أموال الإبادة بجوائز أدبية
في كندا، رفع ناشطون متضامنون مع القضية الفلسطينية لافتات كتب عليها عبارة "سكوشيا بنك يُموّل الإبادة"، وردّدوها بصوتٍ عالٍ، مقاطعين حفل توزيع "جائزة غيلر" الأدبية، الذي أقيم الاثنين الفائت، في مدينة تورنتو الكندية، وحضره قرابة 300 شخصية.
الحفلُ الذي أُعلن فيه فوز الروائية سارة بيرنشتاين (1987) بالجائزة عن عملها "درسٌ في الطاعة"، تخلّلته أصوات احتجاج على المذبحة الصهيونية في غزة.
حيث أظهرت مقاطع فيديو صوّرها بعضُ الحاضرين، الإعلامي والكاتب الكندي "ريك ميرسر"، الذي توّلى تقديم الحفل، وهو يُحاول تمزيق اللّافتات التي حملها الناشطون والناشطات، ثم دفعهم بعيداً إثر اعتلائهم المسرح إلى جانبه.
في الوقت ذاته، تنقّلت إحدى المتضامنات بين جمهور الحاضرين مُردّدة عبارات تُثبت تورُّط البنك المذكور (وهو المُموّل للجائزة الأدبية)، بجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزّة. وعبّر المتضامنون عن إدانتهم لارتباط "جائزة غيلر" الأدبية، بمؤسّسة مالية مثل "سكوشيا بنك"، الذي يساهم من خلال حصّته المقدّرة بـ 500 مليون دولار في أكبر شركة تصنيع للأسحلة بـ"إسرائيل" (إل بيت سيستيمز).
وسرعان ما تدخّلت عناصر أمنية لدفع المُتضامنين خارج القاعة، ونزع اللّافتات من بين أيديهم، في حين لم تُركّز الكاميرات التي نقلت الحدث مُباشرة على هذه المشاهد، وارتفعت أصوات الموسيقى للتشويش على نداءات المحتجّين. كذلك صدر التسجيل الرسمي للحفل عبر قناة "سي بي سي" على يوتيوب، خالياً من المقاطع التي يظهر فيها الناشطون.
يُذكر أنّ الجائزة تأسّست عام 1994، تكريماً لإنجاز الصحافية والمُحرّرة الأدبية "دوريس غيلر"، وتُمنح لمؤلّف كندي في الرواية أو القصة القصيرة المنشورة باللغة الإنكليزية (بما في ذلك الترجمة)، وتبلغ قيمتها 100 ألف دولار.