صعّد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين المدنيين في مناطق شمال ووسط قطاع غزة خلال الأيام القليلة الفائتة، واستهدف فجر اليوم الجمعة 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، حيّاً سكنياً كاملاً في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع، أوقع عشرات الشهداء والمصابين والمفقودين.
وقالت مصادر طبيّة في شمال غزة: إنّ 30 شهيداً انتشلت جثامينهم من تحت أنقاض الحي السكني، فيما يزال العشرات تحت أنقاض المباني المدمّرة، وقدّرت أعداد الضحايا بين شهداء ومصابين ومفقودين بأكثر من 80 شخصاً.
وما يزال يعيش في مناطق شمال القطاع، أكثر من 800 ألف فلسطيني، وذلك بعد 42 يوماً على حرب الإبادة والتهجير القسرية المعلّنة بشكل مباشر بحق سكان الشمال منذ بدء الاحتلال حربه على القطاع يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
وقال مكتب الإحصاء الفلسطيني المركزي: إنّ مناطق وتجمعات، (أم النصر-القرية البدوية، بيت لاهيا، بيت حانون، جباليا ومخيمها، مخيم الشاطئ، مدينة غزة، مدينة الزهراء، المغراقة، وجحر الديك) ما يزال يعيش فيها 807 الاف فلسطيني من أصل 1.2 مليون، بواقع 152الف أسرة، في ظل استمرار استهداف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وتدمير القطاع الصحّي.
مصادر محليّة في شمال قطاع غزّة، نبّهت من أنّ الاحتلال يرتكب مجازر إبادة واسعة شمال قطاع غزة، لا تحظى بتغطية إعلامية، نظراً لانقطاع الاتصالات والانترنت، في ظل توقف كافة المستشفيات عن العمل وآخرها المستشفى الإندونيسي، ومحاصرة الاحتلال المستشفى المعمداني الذي يعمل بإمكانيات دون الحدّ الأدنى.
كما ارتكب الاحتلال مجزرةً فجر اليوم، باستهداف مدرسة الفلاح بحي الزيتون جنوب مدينة غزة، ما أدّى إلى ارتقاء 20 شهيداً وأكثر من 100، بحسب مصادر محليّة ونشطاء، تحدثوا عن عشرات المصابين، تركوا ينزفون ليل أمس الخميس، دون توجه أي سيارات إسعاف إليهم جراء انقطاع الاتصالات وتوقف المستشفيات.
أحد أبناء قطاع غزّة "أشرف مشهراوي" نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تلقيه اتصالاً من أحد اقاربه في مدينة غزة عند الساعة الواحدة من فجر الجمعة، أخبره أنّ عشرات المصابين تركوا ينزفون منذ أكثر من 10 ساعات والعديد منهم فارق الحياة بينهم أطفال.
وأشار مشهراوي إلى أنّ مجزرة المدرسة هي "واحدة من النماذج للمجازر التي لا يعلم بها أحد ويموت الناس فيها نزفاً من جراحهم حتى لفظ آخر أنفاسهم أمام أنظار أحبتهم دون أن يعلم بموتهم أحد"
وارتكب جيش الاحتلال بعد منتصف ليل أمس، مجزرة في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال القطاع، راح ضحيتها ارتقاء 11 فلسطينياً على الأقل، فيما تواصلت عمليات البحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض، جراء استهداف طيران الاحتلال مربعاً سكنياً في المخيم شمال قطاع غزة.
واستقبل المستشفى الإندونيسي، الخارج عن الخدمة منذ ليل الأمس، 120 شهيداً إلى صباح اليوم من مناطق مدينة غزة وشمال القطاع، ارتقوا في استهدافات الاحتلال الأحياء السكنية في مخيم النصيرات وعدداً من المناطق الأخرى شمال القطاع ووسطه.
وبلغ عدد الضحايا الفلسطينيين حتّى يوم أمس الخميس 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 45 ألف فلسطيني راحوا ضحايا بين شهيد وجريح ومفقود، 70% منهم اطفال ونساء جراء حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة على قطاع غزة منذ 41 يوماً، بحسب أرقام نشرتها الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني " حشد".