شارك مئات اللاجئين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد بمدينة طرابلس شمالي لبنان في مظاهرة غضب جراء تصاعد المجازر "الإسرائيلية" ضد المدنيين العزل في قطاع غزة المُحاصر، وعبر المشاركون في المظاهرة عن دعمهم لعملية طوفان الأقصى التي أعلنتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
وانطلقت المظاهرة من أمام مسجد القدس وجابت شوارع المخيم كافة وصولاً إلى باب السوق، بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي ومشاركة كافة الفصائل الفلسطينية، فيما ردد المشاركون هتافات تشير إلى حزنهم وغصبهم جراء مجازر الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة منذ 42 يوماً.
وفي كلمة له خلال المظاهرة، قال مسؤول العلاقات السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في شمالي لبنان بسام موعد: إن "معركة طوفان الأقصى هي اختبار لجهوزية شعبنا والمقاومة، واختبار لبأس العدو الصهيوني الذي لم يرينا إياه إلا في المجازر المتعددة يومياً"، مضيفاً: أن المعركة أيضاً هي "اختبار لاستعداد الاخ والصديق والرفيق والحليف، ليس من أجل المشاركة فيها، بل من أجل أن يرفع حمم الطائرات عن الأطفال والنساء والمسنين، ولو بالماء والدواء والخبز، ولكن هذا الأمر لم نره بل رأينا كمية من البيانات والتصريحات والمقابلات والاجتماعات والقمم وغيرها التي لم تثمن ولم تغنينا من جوع".
وعبر موعد أن هدف معركة طوفان الأقصى هو الإفراج عن كافة الأسرى وتبييض سجون الاحتلال، وأشار إلى المزاعم التي يقودها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لتبرير حرب الإبادة على قطاع غزة بوضفها أنها ليست سوىى مجموعة من الأكاذيب والسيناريوهات الهيلودية "التي لم تأت بها الشياطين من قبل".
وأضاف: إنهم يكذبون ليحققوا نصراً لن يبلغوه مهما طالت المعركة، وأن "المجاهدين في الميدان مصممون على كسر إرادته وعلى إخراج جميع أسرانا الذين يستحقون الحرية"
وقال موعد: إن "الضفة الغربية قدمت أكثر من من 160 شهيداً خلال الـ 42 يوماً الماضية وأنها لم تسكت عن الحق".
وقدم موعد التحية للشعب الفلسطيني في الشتات الذي يواكب يومياً المعركة عبر تحركاته، وحيا أيضاً الشعب اللبناني الذي يتحرك في كل المناطق، وقدم التحية إلى "كل من رمى قنبلة أو صاروخاً أو حتى موقفاً عبّر خلاله عن عدائه للاحتلال الصهيوني".
من جهته قال الشيخ محمود شقير من وجهاء المخيم: إن الفصائل الفلسطينية جميعها "مدعوة لفتح مكاتبها ومعسكراتها وإعداد العدة وتعبئة الشباب وتدريبهم من جديد" مشيراً إلى "أن الفلسطينيين في لبنان يجب أن يكونوا رأس حربة في الدخول إلى فلسطين عبر الجنوب للدفاع عن المقدسات والشعب والقضية".
وأضاف: "هذه الفصائل مدعوة اليوم لإعادة العزة والكرامة لهذا اللباس العسكري الفلسطيني، وكي تعيد التعبئة العامة للجيل الفلسطيني الصاعد في المخيمات الفلسطينية، المعركة سوف تفتح على مصراعيها، فطوفان الأقصى هو مجرد مقدمة، وهو الخطوة الأولى لتحرير الأقصى، فالمعركة ستمتد من الداخل إلى الخارج" بحسب قوله.