نظمت المدرسة الباكستانية في العاصمة السورية دمشق، الجمعة، يوماً خاصاً للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة "إسرائيلية" وحشية، بحضور عدد من السفراء والشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية.
وأكد السفير الباكستاني في دمشق على ضرورة دعم الجهود الدولية لوقف الحرب ورفع الحصار عن غزة، مشيراً إلى أن المدرسة الباكستانية "تحرص على توعية الطلاب بالقيم الإنسانية والأخلاقية والتاريخية للقضية الفلسطينية، وتشجيعهم على التعبير عن تضامنهم مع إخوانهم في فلسطين".
وفي كلمة له، استذكر سفير السلطة الفلسطينية سمير الرفاعي معاناة الشعب الفلسطيني وخاصة الأطفال والنساء والمسنين، الذين يتعرضون للقصف والتهجير والحرمان من أبسط حقوقهم في الحياة والتعليم والصحة، ودعا الطلاب إلى الوقوف إلى جانب فلسطين بكل الوسائل الممكنة، "سواء بالدعاء أو بالتواصل مع العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو بالمشاركة في الفعاليات الداعمة للقضية".
وشارك طلاب المدرسة في هذا اليوم التضامني، بعروض فنية وثقافية، حيث قدموا لوحات تعبيرية عن فلسطين وأغاني وطنية وشعرية، معبرين عن "حبهم وتعاطفهم مع الشعب الفلسطيني وتمسكهم بحقه في الحرية والاستقلال والعودة إلى أرضه".
رسومات على جدران مخيم جرمانا تحاكي واقع الحرب والمقاومة
ودعا ناشطون في مخيم جرمانا للاجئين الفلسطينيين في دمشق، إلى فعاليات تطوعية تحت عنوان "طوفان الأقصى" تتمثل بالرسم على جدران المخيم لوحات تعبر عن الصمود والمقاومة.
وقال أحد المنظمين للفعاليات لمجموعة إعلامية حقوقية ناشطة في سوريا: إن هذه المبادرة تهدف إلى إظهار التواصل والتآزر بين أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، وإلى إيصال رسالة إلى العالم بأن القضية الفلسطينية لا تزال حية في قلوب ووجدان اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وأضاف أن عدداً كبيراً من أهالي المخيم سيشاركون في الفعالية عبر التبرع بالمواد اللازمة للرسم، والمساهمة في تنفيذ الأعمال الفنية على الجدران بما يعبر عن الهوية الفلسطينية والتاريخ النضالي للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الدعوة إلى الفعاليات حظيت بتفاعل إيجابي من قبل اللاجئين الفلسطينيين، الذين أبدوا إعجابهم بالمبادرة، وأكدوا على ضرورة مواصلة هذا النوع من الأنشطة التي ترفع المعنويات وتنشر الوعي بالقضية الفلسطينية.
وقفة لموظفي أونروا تضامناً مع ضحايا الوكالة بغزة
في السياق، شارك عشرات الموظفين الفلسطينيين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بسوريا، الثلاثاء، في الوقفة التذكارية التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو غوتيرتش" تحية لأرواح زملائهم الـ 103 العاملين في الوكالة والذين قضوا جراء حرب الإبادة "الإسرائيلية"، ونُكس علم الأمم المتحدة ووكالة الغوث في سوريا، بالتزامن مع تنكيسه في مؤسسات الأمم المتحدة في العالم.
كما أقام موظفو الوكالة بسوريا في وقت سابق حفل تأبين تكريماً لذكرى زملائهم الذين فقدوا حياتهم بشكل مأساوي في غزة، بالإضافة إلى جميع الأطفال والنساء والرجال المدنيين الذين فقدوا حيواتهم خلال هذه الحرب المروعة.
"طوفان الأقصى".. معرض فني لنقل صورة حقيقية الحرب الوحشية على غزة
على صعيد متصل، شارك عشرات الطلاب الفلسطينيين في المعرض الذي أقامه فرع جامعة دمشق للاتحاد الوطني لطلبة سوريا، بعنوان "طوفان الأقصى" لتوثيق جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الشعب الفلسطيني الصامد وتوثيق بطولات المقاومة في غزة.
المعرض الذي اختتم يوم الأربعاء الفائت، استمر على مدار ثلاثة أيام، وكان قد افتتح بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الذين سقطوا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وعرض خلاله فيديو يفضح جرائم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة، ويظهر مشاهد من الدمار والقتل والتهجير الذي تعرض له الفلسطينيون، تلته جولة ضمن المعرض على الصور التي التقطت وتعبر عن معاناة وصمود ونضال الشعب الفلسطيني.
وفي كلمات الافتتاح، أكد المنظمون على تضامن جامعة دمشق مع القضية الفلسطينية، ودعمها للمقاومة في وجه الاحتلال "الإسرائيلي"، وأن المعرض يهدف إلى "نقل صورة حقيقية عن ما يحدث في فلسطين، وإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني، وتعزيز الوعي الوطني والقومي لدى الطلاب".
وأضافوا أن المعرض، الذي تضمن عدة فعاليات ثقافية وفنية يهدف إلى تعريف الطلاب بالتاريخ، والثقافة الفلسطينية، وإلى تقديم الدعم المعنوي والمادي للفلسطينيين في غزة، ويعبر أيضاً عن "التقارب والتآخي بين الشعبين السوري والفلسطيني، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي"