رفع الصوت في مواجهة حرب الإبادة والتهجير في فلسطين

على مدار أسبوع.. انطلاق فعاليات "ملتقى السفير" في بيروت تضامناً مع غزة

السبت 18 نوفمبر 2023
فلسطينيون أمام ركام منازلهم التي دمرها طيران الاحتلال في مخيم المغازي وسط قطاع غزة-05 نوفمبر 2023
فلسطينيون أمام ركام منازلهم التي دمرها طيران الاحتلال في مخيم المغازي وسط قطاع غزة-05 نوفمبر 2023

تتواصل فعاليات "ملتقى السفير" في العاصمة اللبنانية بيروت، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في غزة في وجه الإبادة والحرب التي يتعرض لها، حتى يوم الجمعة 24 تشرين الثاني/نوفمبر.

و انطلقت الفعاليات مساء يوم أمس، حيث قدّمت "مِعْزَفْ" وهي مبادرة موسيقية ثقافية انطلقت في بيروت عام 2015، بالشراكة مع "ملتقى السفير"، ضمن إطار فعالية "فلسطيني"، أمسية موسيقية من الموروث الشعبي الفلسطيني قبل النكبة وحتى اليوم، وقال المنظمون: "الموسيقى فنٌ ونتاجٌ معرفيٌّ وثقافيُّ حيُّ يستمد صيرورته من قضايا الشعب، ويغرس جذوره عميقاً في الأرض ويقلّب تربتها". وأضافوا إنه "في بحثنا عن جدوى مساهماتنا الثقافيّة والموسيقيّة اليوم، تأتي فلسطين لتُكمل المعنى. حيث لا معنى ثقافياً متكاملاً لبلادنا دون تحريرها ولا معنى دون بنائها ولا معنى دون تمسّكنا بروايتها".

 مشاركة مبادرة معزاف الثقافية الموسيقية في فعالية "فلسطيني" -صورة من Waref M. Kumayha

المنظمون أشاروا إلى أنهم يسعون في هذه الفعاليّة للتشارك والتبادل الموسيقيّ الثقافيّ المعرفيّ "من أجل إطلاق خيالنا الجمعيّ في فهم فلسطين ورؤية تحريرها"، لافتين إلى "أننا نأخذ من الثقافة والموسيقى مجالًا لهذا الاشتباك حيث نسأل أسئلتنا المتعلّقة بالخطاب الثقافيّ وربطه بالتاريخ، ونفكّر جمعيًّا في أدبيات التحرير، ونستمع سويًا للموروث الموسيقيّ ونتبادل مفاهيمه".

وشارك من الموسيقيين في الأمسية كلاً من: حسن حميّة (كمنجة) - أسامة العلي (إيقاع) - رنيم البزري (إيقاع) - رنا زيدان (غناء) - بهاء الجمعة (ناي) - وائل فرغاوي (عود) - حمزة حميّة (قانون).

وفي الساعة الثامنة مساءً من يوم الاثنين القادم، تقدّم "مِعْزَفْ" بالشراكة مع "ملتقى السفير" نقاشاً حول الموسيقى الشعبيّة والموروث الموسيقيّ الشعبي في فلسطين والمشرق.

عرض فيلم "استعادة لرشيد مشهراوي وإطلاق كتاب "سردية الجرح الفلسطيني"

الفعالية الثالثة ستكون، يوم الأربعاء 22 تشرين الثاني/نوفمبر الساعة الثامنة مساءً، بعرض فيلم "استعادة" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي يروي من خلاله قصة شخصية يحاول فيها إعادة صوت الحياة اليومية إلى صور تاريخية لمدينة يافا، في تجربة سينمائية لاستعادة الذاكرة وتحديث العلاقة مع المكان والزمان والحدث، في مدينة عاش فيها والده قبل أن يُهجّر منها عام 1948، فعلاقة الفيلم بالشغف الذي يكنه لمدينته "يافا" وكيف تمكن من إعادة سرد تاريخها من خلال 500 صورة أرشيفية وكلمات أديبها طاهر القليوبي.

وقال المنظمون في تقديمهم للفيلم: "في البحر الأبيض المتوسط، مدينة ضائعة، ذاكرة لا تتلاشى، وتستمر في حفظها من النسيان جيلاً بعد جيل. المصادر الشفهية والصور الأرشيفية والصوت تجعلها تنبض بالحياة. وكأننا نتجول في شوارعها، ونحضر أولى عروضها. يأخذنا المخرج رشيد مشهراوي في جولة في مسقط رأس والديه وأجداده الذين اضطروا إلى المنفى عام 1948. التعافي هو تجربة سينمائية تحاول حجب الحدود بين الزمان والمكان، بينما نقوم بجولة صورية من عام 1930 إلى عام 1948، مما يسمح لحنين مشهراوي ببث حياة جديدة في الأجساد الساكنة المصورة".

وفي ختام فعاليات "ملتقى السفير"، بعد ظهر يوم الجمعة 24 الشهر الجاري، سيتم في الساعة الخامسة مساءً، حفل إطلاق كتاب "سردية الجرح الفلسطيني"، تأليف غسان أبو ستة وميشال نوفل، الصادر عن"دار رياض الريس للكتب"، وسيكون ريع الكتاب، بحسب المنظمين، مخصص للعمل الأهلي الفلسطيني في غزة.

رفع الصوت في مواجهة حرب الإبادة والتهجير في فلسطين

وفي بيان صادر عن الملتقى، تلقينا نسخة منه، قال المنظمون لفعاليات الملتقى: إنه "في مواجهة حرب الإبادة والتهجير في فلسطين، في غزة وخارجها، وبالتعاون مع أشخاص ومجموعات قرروا الانخراط ومساندة أهلنا هناك في نكبتهم المستمرة، نتلاقى ونجتهد في تلبية النداء ورفع الصوت في وجه الظلم الواقع"،  مضيفين "نظمنا ورشة عمل حول الحملة الإسرائيلية والغربية لتزوير الوقائع وقلب الصورة، حضرها مجموعة من الصحافيين والإعلاميين والنشطاء. وقد شكل هذا اللقاء بداية لسلسلة من النشاطات المتتالية والمتنوعة، نساند من خلالها أهلنا في غزة وفلسطين في مواجهتهم للعدو التاريخي للإنسانية، قاتل الأطفال وسالب الحقوق، ومن أهم التحديات في هذه المرحلة، وفي المستقبل الحفاظ على التراث والثقافة الفلسطينية، وتقديمها كجزء أساسي من هوية المشرق العربي وتاريخ الشعب الفلسطيني، والتي عملت "إسرائيل" على تزويرها ومصادرتها منذ قيام الحركات الصهيونية. 

وعبروا عن أملهم في أن تعزز تلك النشاطات المجال أمام الحاضرين لإعداد محتويات فكرية وثقافية وصحافية مرتبطة بهذا التراث، وتسلط الضوء عليه، واستخدامه تباعاً في مشاريع إعلامية أو سياسية أخرى ".

ودعا المنظمون الفاعلين في الشأن الثقافي والفني التواصل معهم على ec@assafir.com للتعاون على تنفيذ مقترحاتكم لأنشطة وفعاليات تأتي في سياق ما نقوم به حالياً، مبينين أن "السفير" تفتح أبوابها أمام الجميع، كما فعلت دائماً، من خلال أرشيفها وقاعات العمل فيها والملتقى والمكتبة، حيث يمكن لنا أن نلتقي لنعمل ونواكب آخر المستجدات سوياً"، بحسب البيان. 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد