مأساة جديدة تتكشف في غزة مع اشتداد البرد والأمطار على أجساد النازحين

الإثنين 20 نوفمبر 2023
مخيم في دير البلح وسط قطاع غزة
مخيم في دير البلح وسط قطاع غزة

مع اشتداد برد الشتاء وبدء موسم الأمطار، تتكشف مأساة جديدة تضاف إلى كل ما يكابده أهالي قطاع غزة الناجين من المجازر "الإسرائيلية" المتواصلة منذ 45 يوماً، والنازحين عن بيوتهم سواء إلى مراكز اللجوء في مدارس وكالة "اونروا" أو إلى خيام في ساحات المستشفيات التي لا تزال تعمل وعددها قليل، أو مخيم النزوح الذي أنشأته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" الشهر الماضي في خانيونس جنوبي القطاع ليستوعب أعداداً من النازحين عن مناطق مدينة غزة وشمالي القطاع.

ومع أول هطول للمطر، الأسبوع الماضي تحطمت خيام يقيم فيها نازحون بمنطقة دير البلح وسط قطاع غزة، ما جعل المقيمن فيها عرضة لمياه الأمطار والبرد، فيما حاولوا إيجاد حلول لمنع تسرب مياه المطر إلى الخيام بتغطيها بأكياس النايلون بعد إعادة بنائها من جديد.

وشكت فلسطينية نازحة إلى المخيم وضعها، قائلة: إنها اضطرت للنزوح بعد أن دمرت غارة "إسرائيلية" منزلها، مضيفة أنها تعاني من تخثر دم في رأسها، وحين سقطت الخيمة التي تؤويها مع عائلتها تعرضت للإغماء.

وأشارت السيدة الفلسطينية إلى أنها خرجت من منزلها دون أن تتمكن من أخذ ثياب لتقي بها وأولادها شدة البرد، وأنها من هول القصف هربت حافية من المنزل، وأن الجيران أعطوها حذاء لتسير به.

141123_Dair El-Balah_00(23).jpg

تتساءل سيدة فلسطينية أخرى تأوي إلى ذات المخيم عن ذنب الأطفال الصغار الذين لم يتح لأهلهم أن يحملوا ملابس لهم مع اشتداد القصف "الإسرائيلي" وتدمير البيوت بما فيها من أثاث، كي يتحملوا برد الشتاء ومياه الأمطار دون سقف يحميهم أو ثياب، أو مصدر تدفئة.

ولإيجاد حلول بديلة غن غياب الوقود الذي يمنع مجلس الحرب "الإسرائيلي" إدخاله إلى قطاع غزة، عمد نازحون فلسطينيون في منطقة دير البلح إلى قطع الأشجار الموجودة في المقابر للاستفادة من أخشابها بالتدفئة.

161123_Dair El-Balah_OSH_00(30).jpg

وقال راصدون جويون إن قطاع غزة يشهد غزارة بالأمطار مع اشتداد المنخفض الجوي، لافتين إلى أن ذروة الأمطار تستمر بالتأثير على القطاع حتى ساعات إعداد هذا التقرير، ما يعني أن أوضاع النازحين ستتفاقم.

وفي تقريره اليومي، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن مليوناً ونصف المليون فلسطيني نزحوا عن بيوتهم جراء حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة.

فيما أكدت وكالة "أونروا" في أحدث تقرير لها أن ما يقرب من 884 ألف نازح يقيمون الآن في 154 منشأة تابعة للوكالة في كافة محافظات قطاع غزة الخمس، بما في ذلك في الشمال، مشيرة أن 97 منشاة تابعة لها في مناطق وسط قطاع غزة وخانيونس ورفح تؤوي 724 ألف نازح.

وأضافت أنه حتى 12 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت كان ما يقرب من 160 ألف نازح يقيمون في 57 مدرسة تابعة لـ "أونروا" في منطقتي الشمال وغزة، "قبل أن تصدر السلطات الإسرائيلية أمر الإخلاء، إن الأونروا غير قادرة على الوصول إلى هذه الملاجئ لمساعدة أو حماية النازحين وليس لديها معلومات عن احتياجاتهم وظروفهم".

وفي هذه المدة الزمنية التي أشارت إليها الوكالة - أي منذ مغادرة طواقمها شمال القطاع ومدينة غزة_ تعرضت مدارسها التي تؤوي نازحين لمجازر "إسرائيلية" وحشية عدة، كان آخرها في مدرسة الفارخوة بمخيم جباليا يوم السبت 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 وأسفرت عن استشهاد 200 فلسطيني كانوا ينشدون الأمان داخلها معظمهم من النساء والأطفال.

وأقامت وكالة "أونروا الشهر الماضي، مخيماً بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة لإيواء النازحين الفارين من الغارات "الإسرائيلية" في شمالي قطاع غزة ومدينة غزة.

وقال المتحدث باسم الوكالة في غزة عدنان أبو حسنة: إن المخيم أقيم في ظل تزايد أعداد النازحين وتكدسهم في المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء"، موضحاً أنه "يوجد أكثر من مليون نازح فلسطيني في مختلف أنحاء القطاع، نصفهم في مدارس الأونروا".

وأضاف أبو حسنة في تصريحات صحفية: أن الوكالة تقدم للنازحين المياه الصالحة للشرب والطعام والفراش، إلا أن هذه الإمدادات قاربت على النفاد، ووصف الأوضاع الإنسانية في غزة بأنها "خطيرة وكارثية".

وأشار أبو حسنة يوم الأحد إلى أنه تم السماح لحصول الوكالة على 60 ألف لتر وقود يومياً، لكن "هذه الكمية تمثل نصف احتياجاتنا لتلبية الحد الأدنى من عملياتنا داخل القطاع".

وأوضح أن "هذه الكميات ستوزع لمحطات تحلية المياه ولتوليد الطاقة للمشافي، ولتشغيل جزء من المخابز، والتخلص من مياه الصرف الصحي، وجمع النفايات الصلبة".

وزاد بأن "العديد من الشوارع في قطاع غزة تغمرها مياه الصرف الصحي، لعدم كفاية الوقود اللازم لتصريف المياه، وسكان القطاع سيحصلون فقط على ثلثي حاجتهم من مياه الشرب"، مضيفاً أن 70 بالمئة من النفايات الصلبة في القطاع "لن نكون قادرين على جمعها، لعدم توفر الوقود اللازم للقيام بكل مهامنا".

إلى ذلك تستمر موجات النزوح من مدينة غزة والمناطق الشمالية مع تصاعد المجازر "الإسرائيلية" وتعمدها استهداف المدنيين في المستشفيات ومراكز النزوح والمنازل المأهولة، في مشهد وصفه المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني خلال مؤتمر بمدينة جنيف السويسرية بأنه "أكبر تهجير للفلسطينيين منذ عام 1948".

وقال لازاريني: "لقد شهدنا خلال الأسابيع القليلة الماضية، أكبر تهجير للفلسطينيين منذ عام 1948، إنه نزوح جماعي تحت أنظارنا، نهر من الناس أجبروا على الفرار من منازلهم"

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد