وجه موظفون في الحكومة الفيدرالية الأميركية رسالة مفتوحة تطالب الرئيس "جو بايدن" بالدفع باتجاه وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبحسب ما ذكر موقعو الرسالة، أمس الأحد، فإن 650 موظفاً من خلفيات دينية متنوعة من أكثر من 30 وكالة فيدرالية، من بينها المكتب التنفيذي للرئيس، ومكتب الإحصاء، ووزارة الخارجية، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ووزارة الدفاع، قد وقعوا على الرسالة حتى أواخر الأسبوع الماضي.
وقالت وكالة "أسوشيتد برس": "إن موظفي الكونغرس يلتقطون الميكروفونات أمام مبنى الكابيتول ويتحدثون علناً لإدانة ما يقولون: إنه صمت المشرعين بشأن الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين."
وأضافت: إن مئات الموظفين في الإدارة وقعوا على رسائل مفتوحة، ويتحدثون إلى الصحفيين وينظمون وقفات احتجاجية كل ذلك في محاولة لتحويل سياسة الولايات المتحدة نحو إجراءات أكثر إلحاحاً لوقف الخسائر البشرية الفلسطينية.
ونقلت الوكالة عن أحد موظفي إدارة الرئيس "بايدن"، والذي ساعد في إعداد الرسالة المفتوحة قوله: إن رفض الرئيس للنداءات لدفع "بنيامين نتنياهو" من أجل وقف طويل الأمد لإطلاق النار، جعل بعض الموظفين الفيدراليين يشعرون بأن مطالبهم لا تُسمع.
يأتي ذلك فيما تتسع الاحتجاجات الداخلية رفضاً لسياسية الرئيس الأميركي جو بايدن والكونغرس في دعم "إسرائيل" بحرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة، وشملت الاحتجاجاتأنماط عدة، من التوقيع على الرسائل إلى التحدث للصحافيين، إلى تنظيم وقفات احتجاجية.
تقرير: توتر العلاقات بين "بايدن" و"نتنياهو"
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن "محادثات بايدن ونتنياهو أصبحت أكثر توتراً مع استمرار نتنياهو في رفض فترات هدنة أطول في غزة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم: إنهم قلقون إزاء عدد الضحايا الفلسطينيين وخطط "إسرائيل" النهائية لغزة، مضيفين: إن إدارة "بايدن" تكافح لإقناع "نتنياهو" بمنع التصعيد مع تزايد زخم الصور الواردة من غزة.
وأفادت مصادر الصحيفة، بأن إدارة بايدن تشعر بالقلق من التداعيات المحلية المحتملة للدعم الكامل لـ "إسرائيل"، مشيرة إلى أن واشنطن أعربت للحكومة الإسرائيلية عن إحباطها إزاء عدد القتلى المدنيين في غزة.
استطلاعات رأي: تراجع شعبية "بايدن" بعد الحرب على غزة
وفي هذا السياق، تظهر استطلاعات رأي "تحول الرأي العام في ما يتعلق بإسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، مع تعبير المزيد من الناس عن عدم رضاهم عن الحكومة اليمينية المتشددة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
و أشار استطلاع رأي نشرت نتائجه شبكة (NBC NEWS) الأميركية، أول أمس، أن شعبية الرئيس بايدن تراجعت إلى أدنى مستوياتها خلال رئاسته بنسبة 40%، في ظل رفض أغلبية كبيرة من الناخبين لنهج إدارته في التعامل مع السياسة الخارجية، والحرب التي تشنها "إسرائيل" ضد قطاع غزة.
ووفقاً للاستطلاع، "لأول مرة يتخلّف بايدن عن سلفه دونالد ترمب في السباق المحتمل نحو البيت الأبيض، وبرز التراجع بدرجة أكبر في صفوف الديمقراطيين، الذين يعتقد أغلبهم أن إسرائيل تجاوزت الحدود في عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وبين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، إذ رفض 70% منهم طريقة تعامل الرئيس الأميركي مع الحرب الجارية"، حسب الشبكة الأمريكية.
ونقلت (NBC NEWS) عن خبير استطلاعات الرأي الديمقراطي "جيف هورويت" من مؤسسة (Hart Research Associates) للأبحاث، الذي أجرى الاستطلاع بالتعاون مع مسؤول استطلاعات الرأي الجمهوري بيل ماكينتورف في مؤسسة (Public Opinion Strategies)، قوله: إن "شعبية بايدن في أدنى مستوياتها خلال فترة رئاسته، وهذا يعزى إلى حد كبير إلى الطريقة التي ينظر بها الأميركيون إلى تصرفاته في السياسة الخارجية".
فيما اعتبر "ماكينتورف" أن "الاستطلاع صادم، وذلك بسبب ما يظهره تأثير الحرب بين إسرائيل وحماس على بايدن".
ووفقاً للاستطلاع، فإن 40% من الناخبين المسجلين يوافقون على أداء بايدن الوظيفي، بينما يعارضه 57%، وهو ما يمثل أدنى مستوى تأييد للرئيس الأميركي على الإطلاق، وكذلك أعلى مستوى معارضة على الإطلاق، منذ أن أصبح رئيساً.
وعلى الرغم من أن هذه النسبة تمثل تغييراً طفيفاً عن نسبة شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، عندما بلغت نسبة تأييد بايدن 41%، فإن ما يبرز في الاستطلاع الجديد، هو التحوّل بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً. ففي استطلاع سبتمبر، قال 46% من هؤلاء الناخبين إنهم يوافقون على أداء الرئيس الوظيفي، ولكن انخفضت نسبة تأييده في الوقت الراهن إلى 31% بين هذه الفئة.
وفي تراجع آخر بالنسبة للرئيس الأميركي، وافق 33% فقط من جميع الناخبين على تعامل "بايدن" في السياسة الخارجية، وهو ما يمثل انخفاضاً بمقدار 8 نقاط عن استطلاع أيلول/ سبتمبر، فيما أعرب 62% من الناخبين، بما في ذلك 30% من الديمقراطيين، عن رفضهم السياسة الخارجية التي يتبعها "بايدن"، ووافق 34% فقط من إجمالي الناخبين على طريقة تعامل الرئيس الأميركي مع حرب "إسرائيل" على قطاع غزة، مقابل 56% يقولون إنهم لا يوافقون على ذلك.
ويأتي استطلاع الرأي في الفترة من 10 إلى 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بعد أكثر من شهر على حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة.
وأظهر الاستطلاع، أن أغلبية الناخبين الأميركيين، 47%، يعتقدون أن "إسرائيل تدافع عن مصالحها في الحرب، وأن عملياتها العسكرية في غزة مُبررة"، فيما اعتبر 30% منهم أن هذه العمليات "تجاوزت الحد وغير مُبررة"، ويقول 21% آخرون: " إنهم لا يعرفون ما يكفي لإبداء رأيهم",
وبين الناخبين الديمقراطيين، يعتقد 51% "أن إسرائيل تجاوزت الحد"، مقابل 27% فقط يقولون: "إن أعمالها العسكرية مُبررة".
وبينما يؤيد أغلبية الناخبين بشكل عام (55%) تقديم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لـ"إسرائيل"، فإن ما يقرب من نصف الناخبين الديمقراطيين (49%) يقولون: إنهم يعارضون هذه المساعدة.