قرّر القائمون على تنظيم قافلة "الضمير العالمي"، في جمهورية مصر ، والهادفة إلى كسر الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الطبية والإنسانية العاجلة عبر معبر رفح، تأجيلها لأجل غير مسمى، لـ "أسباب ودواعٍ أمنية".

وحصل عدد من الأجانب المسجلين للمشاركة في القافلة التي كان من المقرّر أن تنظم في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، على رسائل بالبريد الإلكتروني تدعوهم إلى عدم حجز تذاكر السفر للقاهرة، نظراً لعدم الحصول على التصاريح الأمنية اللازمة لانطلاق القافلة.

وحثّ القائمون على القافلة، المسجلين للمشاركة فيها، على استمرار النشر والتدوين عن القافلة وعن القضية الفلسطينية بشكل عام، وجاء في البريد الإلكتروني نفسه: "ما زلنا نعمل على مدار الساعة لجعل هذه القافلة ممكنة، ولن يحدث ذلك دون دعمك المستمر للقافلة، من خلال المشاركة وتسجيل مقاطع فيديو عن مشاركتك، والمحافظة على الضغط، نعتذر عن الإزعاج، كن معنا، كن ضمير العالم".

  انطلاق قافلة إغاثية من 40 شاحنة لغزة

وانطلقت السبت، قافلة "بيت الزكاة والصدقات المصري" إلى ميناء رفح البري بتوجيهات شيخ الأزهر أحمد الطيب، مكونة من 40 شاحنة محملة بالأدوية والمواد الغذائية والإغاثية ومستلزمات الإيواء والمعيشة.

وهذه القافلة هي الثانية التي يرسلها "بيت الزكاة" إلى في غزة في إطار حملة «أغيثوا غزة» التي أطلقها شيخ الأزهر منذ بداية عدوان الاحتلال على قطاع غزة.

المعارضة المصرية تطالب بفك حصار غزة

إلى ذلك، جددت المعارضة المصرية مطالبتها بفتح معبر رفح، وانتقدت ما وصفته بتحكم الاحتلال "الإسرائيلي" في المعبر وفي المساعدات التي تدخل قطاع غزة.
وقالت "الحركة المدنية الديمقراطية" التي تضم 12 حزباً معارضاً: إن عملية "طوفان الأقصى" أعادت قضية فلسطين إلى صدارة المشهد العالمي، وأوقفت مشاريع التطبيع التي شرع فيها عدد من الأنظمة العربية، وأعادت فلسطين إلى مكانتها كقضية العرب الأولى.
وأضافت الحركة في بيان: "ما يقوم به كيان الاحتلال الإسرائيلي من جرائم قتل وإبادة جماعية وفرض الحصار على المواطنين الفلسطينيين بقطاع غزة، ومحاولة تغيير خريطة القطاع والأوضاع التاريخية على الأرض، بمساعدة مباشرة من حكومات الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الناتو، يعد بمثابة جرائم ومخالفات جسيمة لقواعد القانون الدولي والإنساني، لكن الصمود البطولي للشعب الفلسطيني ولفصائل مقاومته المسلحة ما زال يشكل العقبة الرئيسية أمام جحافل قوات الاحتلال الصهيوني في محاولات الاجتياح البري للقطاع وكسر إرادة الشعب الفلسطيني".

كما طالبت الحركة بطرد السفير "الإسرائيلي" من القاهرة وسحب السفير المصري من "تل أبيب"، ومساندة الجهود الدولية التي تسعى لإحالة الحكومة "الإسرائيلية" وقيادات جيشها للمحكمة الجنائية الدولية، ودعم حرية الشعب الفلسطيني بغزة في اختيار من يحكمه، وهو الطرف الوحيد المعني بذلك.

يأتي ذلك مع استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة مسفرة عن 13 ألفاً و300 شهيد فلسطيني بينهم 5600 طفل، وتحول قطاع غزة إلى مخيم كبير منكوب تؤوي بعض أماكنه ومدارسه مئات آلاف النازحين الناجين حتى اللحظة من نيران المجازر "الإسرائيلية" وسط عدم بروز رد فعل عربي لوقف شلالات الدم في القطاع المحاصر المحروم من الإمدادات الغذائية والطبية، والوقود.

الأردن والإمارات ترسلان شاحنات مساعدات

وفي ظل هذا الوضع، أعلنت الهيئة العامة للمعابر والحدود الفلسطينية، اليوم الاثنين، أنه 40 شاحنة تحوي معدات المستشفى الميداني الإماراتي ستدخل إلى غزة من معبر رفح التجاري.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، "أنه سيتم توزيع قافلة المساعدات تحت إشراف إماراتي ضمن عملية (الفارس الشهم 3) التي أمر رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

وتحتوي القافلة على 13 شاحنة بإجمالي حجم مساعدات 272.5 طن تتكون من 16 ألفا و800 طرد غذائي محملة على 10 شاحنات، يستفيد منها 84 ألف شخص إلى جانب 360 خيمة بوزن 20.5 طن محملة على 3 شاحنات.

وأشارت الوكالة إلى أنّ "الإمارات تواصل جهودها الإنسانية لدعم الأشقاء الفلسطينيين في إطار عملية (الفارس الشهم 3)، وذلك من خلال تسيير جسر جوي وصل عدده 49 طائرة حتى الآن من أجل تخفيف معاناة المدنيين في قطاع غزة والتي تواجه ظروفاً استثنائية حرجة" بحسب تعبيرها.

في سياق متصل، قالت مصادر فلسطينية من غزة، الاثنين: إن معدات المستشفى الميداني الأردني الثاني بدأت الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.

وأضاف المصدر، أن المعدات محملة على 40 شاحنة ويرافقها 180 طبيباً وممرضاً، بحسب موقع "رؤيا" الإخباري.

وسيقام المستشفى الميداني الأردني الثاني في خانيونس جنوب قطاع غزة، وتم تأسيس المستشفى الأردني بغزة بتوجيه من الملك الأردني عام 2009، ويبلغ عدد كوادره 182 عضواً من الطاقم الطبي في الخدمات الطبية الملكية والفرق المساندة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد