لاقت تصريحات أطلقها السياسي الهولندي "غيرت فيلدرز"، ودعا فيها إلى تهجير الشعب الفلسطيني إلى الأردن، إدانات فلسطينية وعربية، كان آخرها إدانة وزارة خارجية السلطة الفلسطينية، السبت، لما وصفته بالتصريحات العنصرية التي أدلى بها النائب المتطرف في البرلمان الهولندي "فيلدرز"، ودعا فيها صراحة إلى طرد الفلسطينيين من أرضهم نحو الأردن، "في أول موقف غربي معلن يدعم التوجهات الإسرائيلية في هذا الاتجاه".
وكان فيلدرز، أطلق خلال حملته الانتخابية مؤخراً تصريحات أنكر فيها حقوق الشعب الفلسطيني، وخصوصاً حقه في أرضه، داعياً لتهجيره إلى الأردن.
واعتبرت الخارجية الفلسطينية في بيان، تلك التصريحات دعوةً لتصعيد العدوان على الشعب الفلسطيني، وتدخلاً سافراً في شؤونه ومصيره، مؤكدة أن "الشعب الفلسطيني أسقط تلك التصريحات والمواقف، وأثبت عمق صموده في أرض وطنه، وتمسك قيادته بحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، كما أسقطتها المواقف الأخوية الشجاعة والتاريخية للمملكة الأردنية" بحسب تعبيرها.
وطالبت الخارجية الفلسطينية، الحكومة الهولندية بـ "إدانة ورفض" تلك التصريحات، "بما يتوافق مع القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراته".
ولا يبدو أن تصريحات "فيلدرز" قد لاقت استحساناً لدى المستوى السياسي في هولندا، من باب "أنه سرعان ما بدأ بافتعال مشاكل خارجيه بعد فوز حزبه بالانتخابات البرلمانية" بحسب ما عنونت إحدى الصحف الهولندية.
ونقلت صحيفة "الشعب" الهولندية عن وزيرة الخارجية المكلفة "هانكي بروينز سلوت" أملها في تهدئة نظيرها الأردني أيمن صفدي بسرعة، الذي انتقد فوز حزب "الحرية" الهولندي بقيادة "فيلدرز" بعد تصريحات الأخير.
وتحدثت الصحيفة الهولندية عن انتقاد صفدي لـ "فيلدرز" "بسبب آرائه حول القضية الفلسطينية" وقالت: إن الوزير الأردني اعترض على الفقرة في برنامج الحزب الانتخابي يوم الخميس الماضي التي تقول إن الأردن "هو الدولة الفلسطينية الحقيقية الوحيدة".
الخارجية الأردنية: تصريحات عنصرية مرفوضة
ومساء يوم أمس الجمعة، أدان الأردن تصريحات فيلدرز ووصفها بأنها "عنصرية".
جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، مع نظيرته الهولندية "بروينز سلوت"، وفق بيان للخارجية.
وذكر البيان أن الصفدي أكد في المكالمة الهاتفية "إدانة الأردن ورفضه المواقف العنصرية التي أعلنها النائب المتطرف غيرت فيلدرز، والتي أنكر فيها حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في حريته ودولته على ترابه الوطني، وتبنى فيها وهم إمكانية حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن".
وقال الصفدي: "لا قيمة ولا أثر لهذه المواقف العبثية العنصرية المتطرفة للنائب الهولندي، وأن أثرها الوحيد هو تعرية عنصرية هذا النائب المتولدة من ثقافة كراهية مقيتة".
الخارجية الهولندية: "ندعم حل الدولتين لتحقيق السلام"
من جانبها، أكدت الوزيرة الهولندية سلوت "احترام بلادها لعلاقات الصداقة التاريخية بين البلدين والقائمة على الاحترام المتبادل، ودعمها لحل الدولتين سبيلاً لحل الصراع وتحقيق السلام في المنطقة"، بحسب تعبيرها.
جامعة الدول العربية: تصريحات تُعبّر عن تصورات وأوهام عنصرية
من جهته، قال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي: إنها تصريحات تُعبّر عن تصورات وأوهام عنصرية عفّى عليها الزمن، مشيراً إلى أن هذه التصريحات تعكس الجهل بطبيعة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتاريخه، والإجماع العالمي حول سبل تسويته في إطار حل الدولتين، بحسب تعبيره.
وأوضح رشدي أن مثل هذه التصريحات، "التي لا تعترف بوجود الشعب ولا الوطن الفلسطيني، تتماهى مع أفكار وأساطير يتبناها اليمين الإسرائيلي المتطرف، وأن إطلاقها على هذا النحو يُسهم في إفساد العلاقات بين الشعوب، ويزيد من مستويات الكراهية والتطرف".
أيضاً سفارة دولة الإمارات في لاهاي أدانت تصريحات البرلماني الهولندي غيرت فيلدرز، بحسب موقع "روسيا اليوم".
وأكدت السفارة أن "التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها فيلدرز، التي يحرض فيها على تهجير الشعب الفلسطيني باتجاه الأردن، تُعدّ تدخلاً في الشؤون الداخلية للمملكة الأردنية الهاشمية، وهذا أمر مرفوض ومدان".
وقالت السفارة: إن "دولة الإمارات تتضامن مع الأردن الشقيق بشكل مطلق، وتؤكد على أهمية احترام سيادته، وترفض أي إنكار لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في دولته المستقلة".
والأربعاء الماضي، فاز حزب "الحرية" اليميني المتطرف المناهض للإسلام، بزعامة "فيلدرز"، بـ 37 مقعداً في الانتخابات البرلمانية في هولندا، وفق نتائج أولية، وفي حال تمكنه من تشكيل ائتلاف حاكم سيصبح "فيلدرز" رئيساً للوزراء في هولندا، ليكون بذلك أول رئيس وزراء يميني متطرف.
وفيلدرز معروف بلسانه السليط، ومعاداته للإسلام والمسلمين بشكل مرضي، وبحسب وصف صحف أوروبية فقد "يكون إلى حدّ الآن النسخة الأسوأ من الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب)، إذا ما قورن بنسخ أخرى تواصل اعتلاء مراكز السلطة في القارتين الأميركية والأوروبية، وآخرهم (خافيير ميلي) الذي فاز برئاسة الأرجنتين، والمعجب بـ(ترامب وإسرائيل)".