دخلت الهدنة المؤقتة بين حركة حماس وحكومة الاحتلال "الإسرائيلي" والتي تم بموجبها الإفراج عن أسرى "إسرائيليين" في قطاع غزة مقابل تحرير أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال، وإدخال مساعدات طارئة إلى قطاع غزة، يومها الرابع، اليوم الإثنين، وسط محادثات جارية لتمديدها، دخلت الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة يومها الثاني والخمسين.
وقالت حركة حماس في بيان لها ليل الأحد-الإثنين: إنها تسعى إلى "تمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأيام الأربعة" بهدف "زيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين" كما ورد في اتفاق الهدنة.
في المقابل، قال رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي "جو بادين": إن حكومته تقبل تمديد الهدنة مقابل إفراج حماس عن 10 محتجزين خلال كل يوم هدنة إضافي.
وقال مصدر قريب من حماس إن الحركة "أبلغت الوسطاء موافقة فصائل المقاومة على تمديد الهدنة الحالية ما بين يومين إلى أربعة أيام".
قلق على مصير الطفلة الأسيرة نفوذ حمّاد
ونقلت "رويترز" عن مصدر مطلع قوله: إن كلاً من حماس وحكومة الاحتلال عبرتا عن مخاوف بشأن قوائم الأسرى "الإسرائيليين" والفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم اليوم الاثنين، وأضاف المسؤول أن الوسطاء القطريين يعملون مع الطرفين لحل المشاكل وتجنب حدوث تأخير.
يأتي هذا فيما أعربت عائلة أصغر أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال، الطفلة نفود حمّاد (16 عاما)، اليوم الإثنين، عن قلقها على مصير ابنتها التي تتعرض لإجراءات تنكيلية منذ يوم السبت الماضي، حين كان من المفترض الإفراج عنها بالدفعة الثانية لصفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح والد الأسيرة نفوذ، جاد حمّاد، أن مصيرها مجهول بالنسبة للعائلة منذ مساء السبت الماضي، في ظل تكتم سلطات الاحتلال على حالتها ورفضها الإفصاح عن معلومات مؤكدة متعلقة بحمّاد، فيما وردت معلومات للعائلة تؤكد نقلها إلى المستشفى، ولاحقا إلى سجن الدامون.
وناشد والد نفوذ، جميع المسؤولين المعنيين والمنظمات والجمعيات الحقوقية، لمساعدة الأسرة بهدف التواصل مع الفتاة حمّاد للاطمئنان أولاً وقبل كل شيء على حالتها ووضعها الصحي، مؤكدا أن قوات الاحتلال كانت قد اعتدت على ابنته بالضرب أثناء نقلها في البوسطة، السبت، فتم نقلها إلى مستشفى هداسا عين كارم بالقدس بعد إصابتها.
وتؤكد العائلة تعرض طفلتها للضرب والتعذيب خصوصاً أن الأسرى والأسيرات المفرج عنهم أكدوا أنهم شاهدوها مع المعتقلين المنوي الإفراج عنهم السبت، قبل اقتيادها إلى مكان غير معلوم.
وكان اتفاق الهدنة قد تم بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر ودخل حيز التنفيذ الجمعة الماضية ونص على هدنة من أربعة أيام، يفرج خلالها عن خمسين "أسيراً" من الأطفال والنساء لدى الفصائل الفلسطينية في غزة، مقابل تحرير 150 أسيرة فلسطينية وأسيراً طفلاً من سجون الاحتلال، وإدخال شاحنات المساعدات والوقود إلى قطاع غزة المحاصر.
ومنذ الجمعة، أطلِق سراح 39 أسيراً "إسرائيلياً" بموجب الاتفاق، إضافة إلى 24 محتجزاً أجنبياً من خارج الاتفاق معظمهم تايلانديون يعملون في المستوطنات "الإسرائيلية"، وكذلك تم تحرير 117 أسيراً فلسطينياً من الأطفال والنساء.
حلف شمالي الأطلسي يدعو إلى تمديد الهدنة
إلى ذلك دعا الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي (الناتو)، "ينس ستولتنبرغ" اليوم الإثنين، إلى تمديد الهدنة "الإنسانية" وإلى السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح عدد أكبر من "الرهائن".
وقال "ستولتنبرغ" للصحافيين: "أدعو إلى تمديد الهدنة، هذا سيسمح بـ(إدخال) المزيد من المساعدات التي يحتاج إليها سكان غزة وبالإفراج عن المزيد من الرهائن المحتجزين في القطاع".
وتسلمت حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" صباح اليوم الإثنين، قائمة بأسماء الأسرى "الإسرائيليين" الذين تنوي حركة حماس الإفراج عنهم في المرحلة الرابعة من صفقة التبادل الحالية، بحسب ما أفادت مصادر مصرية.
وأكد مكتب رئيس حكومة الاحتلال في بيان مقتضب أن "قائمة بأسماء المحتجزين الـ 11 الذين سيتم إطلاق سراحهم اليوم من قطاع غزة ضمن المرحلة الرابعة لصفقة التبادل وردت من حركة حماس"، مضيفاً أن "المناقشات جارية بشأن القائمة التي تم استلامها خلال الليل وتتم مراجعتها الآن في إسرائيل".
وجدّد المتحدث باسم حكومة الاحتلال "إيلون ليفي" اليوم الاثنين، تأكيد استعداد كيانه لإضافة يوم إلى الهدنة المؤقتة التي تنتهي اليوم في غزة، مقابل إطلاق سراح 10 أسرى "إسرائيلين" وأضاف: أن حكومته وافقت الأسبوع الماضي على إطلاق سراح 300 ممّن وصفهم بـ"المجرمين العنيفين"، بحسب تعبيره علماً أنهم جميعاً من النساء والأطفال.
وأشار إلى أنه "يمكن أن يكون هناك 5 أيام إضافية من الهدنة مقابل 50 محتجزاً إسرائيلياً إذا وافقت حماس على إطلاق سراحهم" بحسب قوله، لافتاً إلى أنه لا يزال هناك 184 "إسرائيلياً" معتقلين في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وإلى أن حكومته أبلغت عائلات 392 من الجنود "الإسرائيليين" و59 من عناصر الشرطة الذين لقوا مصرعهم منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.