أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أنه تم انتشال 160 جثماناً لشهداء من تحت الأنقاض في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما أكدت بلدية مدينة غزة وجود عدد كبير من الشهداء ما يزالون تحت الأنقاض.
وفي مؤتمر صحفي له، قال اسماعيل ثوابته الناطق باسم المكتب الإعلامي الحكومي: إن 160 جثماناً تم انتشالهم خلال الساعات الماضية، وطالب بإدخال مئات المعدات والآليات لصالح جهاز الدفاع المدني وطواقم الإغاثة والطوارئ حتى يتمكنوا من انتشال مئات جثامين الشهداء التي مازالت تحت الأنقاض، وحتى يتمكنوا من رفع ركام مئات آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات التي دمرها جيش الاحتلال "الإسرائيلي".
من جهته تحدث رئيس بلدبة مدينة غزة يحيى السراج عن وجود عدد كبير من الجثامين تحت الأنقاض، في ظل غياب الإمكانيات والآليات المناسبة لانتشالها، بعد تدمير الآليات الكبيرة الخاصة بإزالة الركام، أو حتى عدم القدرة على تشغيلها نظراً لانعدام الوقود، بحسب ما نقل عنه "التلفزيون العربي".
وحذر السراج من أن تحلّل الجثث يُهدّد بكارثة صحية وبيئية، داعياً إلى إدخال الوقود إلى القطاع والآليات والمعدات التي تمنح الطواقم العاملة القدرة على إخراج الشهداء من تحت الأنقاض.
من ناحية أخرى، دعا ثوابتة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاوم الإسلامي إلى "وضع خطة إنقاذ عربية وإسلامية عاجلة من أجل إيجاد حلول إنسانية سريعة تعمل على إيواء أكثر من ربع مليون أسرة (250,000 أسرة) فقدت وتضررت منازلها داخل قطاع غزة بفعل الحرب الإسرائيلية الوحشية".
"لو عارفين هيك بده يصير فينا كان بقينا ومتنا زي يلي ماتوا" "اجينا نتخبى ..نلاقي أمان، لكن الآن وين بدنا نتخبى من المطر"
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) November 27, 2023
نازحون في محيط مستشفى شـ. .ـهداء الأقصى وقد اشتد عليهم برد الشتاء والمطر دون سقف يؤويهم ودون أغطية أو ثياب#غزة_تنزف #غزة_الآن pic.twitter.com/uzR27954El
وأعلن المكتب الإعلامي في غزة على لسان ثوابته في مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء أن القطاع يحتاج إلى ألف شاحنة مساعدات يومية للتعافي من آثار حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة منذ 53 يوماً – فيما شهدت منذ يومها الـ49 هدنة إنسانية مستمرة منذ يوم الجمعة 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري وتنتهي الأربعاء 29 الشهر الجاري بعد تمديدها يومين إضافيين-.
وقال ثوابتة: إن "قطاع غزة يحتاج إلى 1000 شاحنة مساعدات يومياً للتعافي، ونحتاج إلى معدات وآليات للدفاع المدني، وإلى أجهزة طبية".
وأضاف: "القطاع الصحي منهار تماماً، ومجمع الشفاء الطبي يحتاج يومياً إلى 12 ألف لتر من الوقود، وعجلة الحياة متوقفة، ونحن أمام كارثة قد تقع في أي لحظة، ونناشد العالم إدخال الوقود إلى القطاع".
ولا يتجاوز عدد ما يدخل القطاع 150 شاحنة يومياً خلال أيام الهدنة، مقارنة بمتوسط 30 شاحنة يومياً بعد الأسبوع الثالث للحرب، و500 شاحنة يومياً قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ولفت المسؤول الحكومي إلى أن "الهدنة كشفت حجم الدمار الهائل لا سيما في مدينة غزة وشمال القطاع"، معتبراً أن "الاحتلال يريد تهجير المواطنين من مدينة غزة وشمالي القطاع يواصل منع سكان شمال وادي غزة من العودة إلى منازلهم ويستهدفهم بالرصاص"، مشدداً على أن قطاع غزة "أمام كارثة فعلية ارتكبها الاحتلال في القطاع لا سيما في شماله".
تدمير أكثر من 60% من مباني القطاع
في سياق ذي صلة، أكد الدكتور يحيى السراج رئيس بلدية مدينة غزة أن الحرب على قطاع غزة أدت إلى تدمير أكثر من 60% من الوحدات السكانية في القطاع، ما خلّف تشويهاً كبيراً لمدن القطاع. وأن الدمار لم يبقِ مرفقاً صحياً أو ثقافياً أو تاريخياً، فضلاً عن حرق الأرشيف المركزي ومراكز توزيع المياه والكهرباء.
وأشار إلى أن تداعيات العدوان كارثية على سكان قطاع غزة الذين فقدوا أكثر من 90% من مصادر المياه، مؤكداً أن عدم دخول الوقود لبلديات القطاع يُسبّب مشكلة كبيرة لناحية خدمة المواطنين.
وأشار إلى أن المياه المتوفرة حالياً قليلة من حيث الكمية، ورديئة من حيث النوعية، سواء بسبب الملوحة أو التلوّث.
برنامج الأغذية العالمي: خطر المجاعة مرتفع في غزة
في السياق، حذر برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن سكان غزة وخصوصاً النساء والأطفال، معرضون لخطر المجاعة إذا توقفت إمدادات الغذاء.
وقال البرنامج: إنه سلم المواد الغذائية إلى 121161 شخصاً في غزة منذ يوم الجمعة الماضي، عندما بدأت هدنة مدتها أربعة أيام بين "إسرائيل" وحماس.
وقالت "كورين فلايشر" مديرة البرنامج لمنطقة الشرق الأوسط: "بفضل الهدنة بدأت فرقنا العمل على الأرض ودخلت مناطق لم نصل إليها منذ فترة طويلة. ما نراه كارثياً".
ويقدر برنامج الأغذية أنه "من المحتمل أن يتعرض سكان غزة وخصوصاً النساء والأطفال لخطر المجاعة إذا لم يتمكن البرنامج من تأمين وصول مستمر للغذاء"، مشيراً إلى أن 6 أيام "غير كافية لإحداث أي تغيير ملموس"، وداعياً إلى ضمان وصول "إمدادات منتظمة ومتواصلة" الى القطاع.
إلى ذلك، أعلنت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، أن عدداً أكبر من سكان غزة معرضون للموت، بسبب الأمراض مقارنة بالقصف وذلك إذا لم يتم دعم النظام الصحي في القطاع ليعود لطبيعته بسرعة.
وذكرت المتحدثة "مارغريت هاريس" أنه "في نهاية المطاف، سنرى عدداً أكبر من الناس يموتون بسبب الأمراض، مقارنة بالقصف إذا لم نتمكن من إعادة بناء هذا النظام الصحي".
ووصفت الانهيار الذي شهده مستشفى الشفاء في شمال غزة بأنه "مأساة" وعبرت عن قلقها إزاء احتجاز القوات "الإسرائيلية" بعض طواقمه الطبية.