قال الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" في منشور على منصة "إكس": "يؤسفني بشدة أن العمليات العسكرية قد بدأت مجدداً في غزة، وما زلت آمل أن يكون من الممكن تجديد الهدنة الإنسانية التي الوصول لها". وأشار إلى "أن العودة إلى الأعمال العدائية تظهر فقط مدى أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني وحقيقي في قطاع غزة".
وفي أول رد فعل فلسطيني، حمّل المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في تصريح صحفي، الجمعة، المجتمع الدولي وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية ممثلاً بالرئيس الأمريكي ووزير خارجيته المسؤولية عن جرائم الاحتلال واستمرار الحرب الوحشية ضد المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة و"ذلك بعد منحه الضوء الأخضر لمواصلة الحرب دون أي اعتبار لقوانين الحروب وللقوانين الدولية والإنسانية".
وأضاف المكتب الحكومي: "من حق شعبنا الفلسطيني الدفاع عن نفسه بكل الوسائل، ومن حقه نيل حريته واستقلاله وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس وزوال الاحتلال بالكامل عن أراضيه بموجب القوانين الدولية والأممية".
من جهتها، حملت الرئاسة الفلسطينية أيضاً، الجمعة، الإدارة الأمريكية مسؤولية عدم إلزام "إسرائيل" بوقف الحرب على قطاع غزة. جاء ذلك في بيان للناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
وقال أبو ردينة: إن استئناف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتصاعد جرائم قوات الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين بالضفة، هو استمرار لجريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ومحاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف: أن "هذه الجرائم لن تجلب الأمن ولن تحقق السلام لأحد في المنطقة، ويجب وقفها فوراً، وأنه لا حل إلا بالاعتراف بدولة فلسطين بعاصمتها القدس وإنهاء الاحتلال".
كما حمل أبو ردينة حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم وتبعاتها الكارثية. وتابع: "الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية لعدم إلزامها إسرائيل بوقف هذا العدوان".
ولفت إلى أن "عودة حلقة التدمير والعدوان وازدواجية المعايير الأمريكية لن تجلب الأمن والسلام لأحد"، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من دول العالم وشعوبها تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني و"ترفض جرائم الإبادة والعقوبات الجماعية، وتطالب بزوال الاحتلال".
وفي تصريح صحفي صادر عن لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية حول عودة العدوان وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة جاء أن "العودة إلى العدوان يأتي بقرار صهيوني أمريكي يؤكد أن الإدارة الأمريكية شريك للاحتلال في سفك الدم الفلسطيني"
وقالت الفصائل الفلسطينية: إن صمت البعض من دول العالم وعجز دول أخرى وشراكة عربية شبه كاملة يطلق يد الكيان الصهيوني النازي لارتكاب المجازر واستمرار القصف العشوائي وهدم منازل المواطنين على رؤوس ساكنيه وتشريعًا لقتل عشرات الآلاف من المواطنين خاصة جنوب قطاع غزة.
وأضافت: إن الحديث عن عدم استهداف المدنيين وتوزيع خرائط مضللة لأماكن يسميها جيش الاحتلال كذبًا أنها مناطق آمنة هي خديعة واضحة الهدف منها دفع شعبنا تحت ضغط النار والحصار وحرب الإبادة الجماعية للنزوح جنوبًا تجاه رفح لتكون المرحلة اللاحقة الدفع بالضحايا نحو صحراء سيناء بهدف تحقيق مخططهم في تصفية القضية عبر التهجير الفعلي والاستيلاء على كل قطاع غزة وضمّه للكيان الصهيوني في تجربة سرعان ما سيتم تطبيقها في الضفة الغربية المحتلة وهذا ما سيفشله شعبنا بصموده والمقاومة بثباتها وبسالتها وسيكتب لمخططاتهم الفشل، بحسب البيان.
قطر: استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة يعقّد جهود الوساطة
وفي السياق، أعربت قطر التي رعت اتفاق هدنة إنسانية استمرت لسبعة أيام عن أسفها الشديد لاستئناف العدوان الإسرائيلي على غزة إثر انتهاء الهدنة، مشيرة إلى أن المفاوضات بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" مستمرة بهدف العودة للهدنة.
وقال بيان باسم الخارجية القطرية: إن الدوحة ملتزمة مع شركائها في الوساطة باستمرار جهودها، وستفعل ما يلزم للعودة إلى التهدئة.
وأضاف البيان: إن مواصلة قصف غزة يعقّد جهود الوساطة ويعمّق الكارثة الإنسانية في القطاع، مجدداً إدانة استهداف المدنيين والعقاب الجماعي ومحاولات التهجير القسري لمواطني قطاع غزة المحاصرين.
من جانبه، قال مصدر مطلع، اليوم الجمعة، لوكالة الصحافة الفرنسية: إن المفاوضات القطرية المصرية مع كل من "الإسرائيليين" وحركة حماس مستمرة.
وأضاف المصدر أن الوسطاء القطريين والمصريين على اتصال مع الجانبين منذ استئناف القتال في غزة اليوم الجمعة.
وقال المصدر لفرانس برس طالباً عدم الكشف عن اسمه: إن "المفاوضات حول الهدنة في غزة مع الوسيطين القطري والمصري تتواصل"، بعد ليلة من المحادثات المكثفة لم تنجح في تمديد الهدنة الإنسانية.
وانتهت عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي الهدنة التي بدأ سريانها بين حركة حماس وحكومة الاحتلال "الإسرائيلي" في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وأعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في بيان أنه استأنف القتال ضد حركة حماس في قطاع غزة، لكنه في الواقع استأنف قصف المنازل المأهولة والمدنيين ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 110 فلسطينيين كحصيلة أولية جراء غارات "إسرائيلية" استهدفت مناطق عدة في القطاع المحاصر.
الجيش "الإسرائيلي" يستأنف حربه على الأطفال في قطاع #غزة .. الطفل الرضيع محمد هاني الزهار (5 شهور) يصل جثة هامدة إلى مستشفى شهداء الأقصى بعد ارتقائه بقصف "إسرائيلي" استهدف منزل عائلته
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) December 1, 2023
تابعوا بوابة اللاجئين الفلسطينيين https://t.co/vvAQuQ2Zzs#غزة_الآن #غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/ORhdmda6VS
ردود فعل عربية ودولية
وقال الملك الأردني عبد الله الثاني، إنه "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي، بينما الدمار الهائل الناجم عن حرب قاسية في غزة يهدد المزيد من الضحايا ويعيق التقدم نحو مستقبل أفضل للعالم"، مضيفاً، خلال مؤتمر المناخ (كوب 28) في دبي، أن "الأجيال الحالية والقادمة ستقوم بمحاسبتنا".
ودانت وزارة الخارجية الأردنية، اليوم الجمعة، استئناف "الحرب العدوانية الإسرائيلية العبثية" على قطاع غزة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، في بيان، "رفض وإدانة المملكة الشديدين" لاستئناف الحرب، مطالباً المجتمع الدولي "بتحمل مسؤوليته وردع إسرائيل عن ارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين ووقف حربها العبثية على غزة".
ودعا القضاة إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتكثيف الجهود لوقف الحرب، مشدّداً على أن استئناف القصف يفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.
من جهته، أعرب الرئيس العراقي، عبد اللطيف جمال رشيد، عن إدانته العدوان المستمر على قطاع غزة، مطالباً المجتمع الدولي بوقفه، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء العراقية.
في سياق متصل، اعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية "كاترين كولونا" الجمعة، أن استئناف الهدنة بين "إسرائيل" وحركة حماس، "أمر لا غنى عنه".
وقالت كولونا على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) في دبي: إن "انهيار الهدنة نبأ سيئ للغاية ومؤسف، لأنه لا يقدم أي حل، ويعقد تسوية كافة المسائل المطروحة".
بدوره، طالب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الجمعة، بضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية على غزة "فوراً قبل فوات الأوان".
وقال عبد اللهيان عبر منصة (إكس): "لا حل سوى استمرار الهدنة وإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة على نطاق واسع والاتفاق على تبادل الأسرى بين الجانبين. لن يُحرَّر الأسرى بالحرب، بل سيُقتلون تحت القصف".
واعتبر عبد اللهيان أن مواصلة الحرب "تعني إبادة جماعية جديدة في غزة والضفة الغربية".
وأضاف: "السفن الحربية لن تكون حاسمة، بل الإرادة الفلسطينية هي الحاسمة. أوقفوا الهجمات على غزة فوراً قبل فوات الأوان".
وصباح الجمعة، انتهت الهدنة الإنسانية المؤقتة في القطاع التي أنجزت بوساطة قطرية مصرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها وقف مؤقت لإطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية قليلة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.