حتى لحظة إعداد هذا الخبر، في ساعات ما قبل فجر الأحد 3 كانون الأول/ ديسمبر 2023 يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب مجازر الإبادة التي صعدها يوم السبت في مناطق كثيرة من قطاع غزة امتداداً من شماله حتى جنوبه مخلفاً مئات الشهداء والجرحى والمفقودين.
ورحج المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد شهداء الحرب "الإسرائيلية" التي دخلت يومها الـ58 على القطاع المحاصر ليتجاوز بكثير ما أعلن عنه مساء السبت.
حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي أن عدد الشهداء في قطاع غزة بلغ منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 15,207 شهداء ارتقوا جراء 1450 مجزرة ومذبحة.
وخلال أقل من 24 ساعة ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أكثر من 11 مجزرة راح ضحيتها مئات الشهداء خاصة تلك المجزرة المروّعة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة والتي دمرت فيها 50 عمارةً سكنيةً ومنزلاً يقطنهم مئات الفلسطينيين المدنيين بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء.
2-12-2023
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) December 3, 2023
يوم دام جداً من أيام حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة .. مئات الفلسطينيين ارتقوا .. مئات الجرحى والمفقودين.. أحياء سكنية دمرت.. في أقل من 24 ساعة مجازر طاولت مناطق كثيرة في القطاع من شماله حتى جنوبه .. هدفها واضح (الإبادة والتهجير)#غزة_تحت_القصف #غزة_تُباد… pic.twitter.com/vJHZvHfBai
المكتب الإعلامي الحكومي قال: إن 70% من الشهداء هم من الأطفال والنساء، وبين الشهداء 280 شهيداً من الكوادر الصحية، و26 من طواقم الدفاع المدني، و76 صحفياً، مشيراً إلى ارتفاع عدد المفقودين إلى أكثر من 7500 مفقودٍ إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم مازال مجهولاً، وكذلك ارتفع عدد المصابين إلى40,650 مصاباً بجروح وحروق مختلفة.
المكتب الإعلامي الحكومي وصف الوضع بالكارثي، خاصة أن "جيش الاحتلال يقصف عشرات المنازل بشكل متزامن ويوغل في الدماء ويخلف مئات الشهداء، بينما لا تستطيع المعدات والآليات التابعة لفرق الإغاثة والطوارئ والدفاع المدني الوصول إلى مناطق الكوارث والمجازر الأمر الذي يجعل كل المستهدفين في عداد الشهداء، ويظلون أياماً وأسابيعَ تحت الأنقاض دون أن تتمكن تلك الطواقم من انتشالهم، لسببين اثنين، الأول: أن جيش الاحتلال استهدف ودمّر وقصف 80% من آليات ومعدات الإنقاذ، والثاني: انعدام وجود الوقود الذي يُحرِّك ما تبقى من تلك الآليات والمعدات".
مائة ألف صاروخ وقنبلة على رؤوس المدنيين العزّل
وأكد المكتب على لسان الناطق باسمه اسماعيل ثوابته أن الاحتلال أسقط على قطاع غزة ما يقارب مائة ألف قنبلة وصاروخ، منها قنابل تزن ألفي رطل من المتفجرات، ودمر 60% من المنازل والوحدات السَّكنية في قطاع غزة بما يعادل 300 ألف وحدة سكنية، وهذا يتزامن مع دخول فصل الشتاء والبرد القارس.
ويواجه النازحون من بيوتهم وقد تجاوز عددهم مليون وسبعمائة ألف فلسطيني ظروف الطقس القاسية في الخيام ومراكز الإيواء في ظل عدم توفر وقود التدفئة والمياه النظيفة والطعام والمرافق الصحية وسط حصار خانق محكم على القطاع منذ بدء الحرب عليه، ورغم دخول بعض الإمدادات وشاحنات المساعدات خلال أيام الهدنة السبعة إلا أن ما دخل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح لا يسد 1% من الاحتياجات الهائلة على كافة المستويات، وفق مصادر دولية وفلسطينية متعددة.
نازحون بلا مأوى في الشمال ومخاوف من تهجير النازحين في الجنوب
وكان الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة قد أكد في وقت سابق وجود 800 ألف فلسطيني في مدينة غزة وشمال القطاع بلا مأوى وبلا طعام وبلا شراب وبلا دواء وبلا حماية، مشيراً إلى أن النازحين يتكدسون في مراكز الإيواء في ظل هذه الأجواء الباردة، ما زاد من انتشار من الأمراض التنفسية والجلدية وأمراض معدية أخرى، ا"لأمر الذي يشكل خطراً على المنظومة الصحية وعلى المواطنين".
وقال: إن الاحتلال "الإسرائيلي" يدعي كذباً بوجود مناطق آمنة أمام المواطنين ولكن مجازره وسلوكه الإجرامي بحق المدنيين يفضحه، مطالباً الجهات الأممية بإيجاد آليات فاعلة وعاجلة لمنع الكارثة الإنسانية والصحية لأكثر من 1.3 مليون نازح في مراكز الإيواء.
وفي سياق متصل، قالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في قطاع غزة: إن 80% من سكان القطاع أصبحوا نازحين في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية، مضيفة في بيان لها: إن الاحتلال يهدف إلى تحويل النزوح الداخلي في قطاع غزة إلى تهجير خارجي.
وفي وقت سابق، حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني"، من أن "الهجوم الإسرائيلي على جنوب غزة قد يدفع مليون لاجئ إلى الحدود المصرية". وقال، في تدوينة نشرتها "أونروا" على حسابها الرسمي عبر منصة "إكس": إنه "إذا كان هناك قتال، فمن المرجح أن يرغب سكان غزة في الفرار إلى المناطق الجنوبية، وإلى ما وراء الحدود".