قالت الأمم المتحدة، الثلاثاء: إنه من المستحيل إنشاء ما يسمى بمناطق آمنة يفر إليها المدنيون داخل قطاع غزة وسط القصف "الإسرائيلي".

وقال الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) "جيمس إلدر" لصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو من القاهرة: "إن ما يسمى بالمناطق الآمنة… غير منطقية وغير ممكنة، وأعتقد أن السلطات على علم بذلك".

وأضاف: "لا يمكن أن تكون هذه المناطق آمنة ولا إنسانية عندما تعلن من جانب واحد".

وتابع "إلدر" الذي أمضى أياماً عدة في قطاع غزة: "أعتقد أنه أمر قاسٍ ويظهر عدم مبالاة تجاه الأطفال والنساء في غزة"، واصفاً الوضع بأنه مروع ومقلق.

ووسع جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الذي شنّ منذ 27 تشرين الأول/ أكتوبر محاولات غزو بري في شمال القطاع المحاصر، نطاق عملياته البرية لتشمل قطاع غزة برمّته مع نشر دبابات قرب خان يونس التي أصبحت "منطقة قتال"، بحسب ما أعلن الاحتلال.

وأوضح إلدر أنه يمكن التحدث عن مناطق آمنة عندما يكون ممكناً ضمان حصول السكان على الغذاء والماء والدواء والمأوى، مشيراً إلى أن ما رآه خلال زيارته لغزة كان بعيداً عما تكون عليه المناطق الآمنة، مشيراً بالخصوص إلى غياب المراحيض وأنظمة الصرف الصحي، ما يجعل تلك الأماكن معرضة لخطر انتشار الأمراض.

وعليه، قال "إلدر": إن إن المناطق المسماة "آمنة" التي أعلنتها "إسرائيل" في غزة مهددة بالتحول إلى أماكن "موبوءة" في ظل غياب المأوى والمياه والصرف الصحي.

وأضاف: "إسرائيل هي القوة المحتلة وعليها توفير الغذاء والدواء والماء.. وقف إطلاق النار وحده ينقذ أطفال غزة".

وأشار "جيمس إلدر" إلى أنه بعد طلب "إسرائيل" إخلاء مناطق في جنوب غزة، تم التعهد بأن مستوى موت النساء والأطفال ودمار المنازل كما هو الحال في شمال غزة لن نشاهده في الجنوب، ولكن الحال لم يكن كذلك قطعاً.

نازحون في رفح.jpg
نازحون في رفح جنوبي قطاع غزة

وفي 17 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلنت اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات الدولية رفضها إنشاء أي "منطقة آمنة" في غزة دون موافقة جميع الأطراف، وما "لم تتوفر الظروف الأساسية لضمان تلبية السلامة والاحتياجات الأساسية الأخرى وتوفر آلية للإشراف على تنفيذها".

وقالت اللجنة: إن المقترحات الداعية إلى إنشاء مناطق آمنة في غزة من جانب واحد تخاطر بإلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك الخسائر في الأرواح على نطاق واسع، ويجب رفضها.

وأشارت اللجنة في بيانها، إلى أنه "بدون الظروف المناسبة، فإن تركيز المدنيين في مثل هذه المناطق في سياق الأعمال العدائية النشطة يمكن أن يزيد من خطر الهجوم وإلحاق المزيد من الضرر"، مضيفة أنه "لا توجد منطقة آمنة حقاً عندما يتم إعلانها من جانب واحد أو يتم فرضها من خلال وجود القوات المسلحة".

وقالت اللجنة: إن أياً من المنظمات الإنسانية التي تمثلها لم تشارك في التحضير لوصول النازحين إلى أي "منطقة آمنة" محتملة أو "منطقة إنسانية" في غزة، مشيرة إلى أن شروطاً يجب أن تتوفر لجميع النازحين لكي يطلق على المنطقة "آمنة".

ومن بين هذه الشروط، تقول اللجنة: "اتفاق الأطراف على الامتناع عن الأعمال العدائية في المنطقة وحولها واحترام طابعها المدني، وتوفير الضروريات للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك الغذاء والماء والمأوى ووسائل النظافة والمساعدة الصحية والسلامة والسماح للنازحين بالتنقل بحرية والعودة الطوعية إلى مساكنهم في أقرب وقت ممكن".

وخلصت اللجنة إلى أن عدم استيفاء هذه الشروط الأساسية قد يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد