دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الخميس، 7 كانون الأول/ديسمبر، أعضاء دول الاتحاد الأوروبي في مجلس الأمن الدولي وشركاءهم بالفكر إلى دعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة.
وقال بوريل عبر منصة (إكس): «أدعو أعضاء الاتحاد الأوروبي في مجلس الأمن الدولي والشركاء الذين يشاركونهم الفكر إلى دعم الأمين العام للأمم المتحدة... على مجلس الأمن التحرك فوراً لمنع الانهيار الكامل للوضع الإنساني في غزة».
ودعا أيضًا "إسرائيل" للسماح لجميع وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك المنسقة الأممية المقيمة للشؤون الإنسانية لين هاستينغز، بتقديم الدعم الفوري للمدنيين في قطاع غزة.
وأكد بوريل، أن عنف المستوطنين ضد المجتمعات الفلسطينية يجب أن يتوقف، مشيراً إلى تدمير المستوطنين الإسرائيليين مدرسة زنوتا في الضفة الغربية، والتي قال إن الاتحاد الأوروبي بناها من أجل توفير فرصة تعليمية للأطفال هناك. ووصف تدمير المدرسة بأنه مخالف للقانون الدولي.
وجاء ذلك في وقت أعرب فيه رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عن "دعمه الكامل" للرسالة غير المسبوقة التي أرسلها غوتيريش إلى مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، للمطالبة بإرساء هدنة إنسانية في قطاع غزة.
وكتب سانشيز على منصة "إكس" أن "الكارثة الإنسانية في غزة لا تطاق. أعبّر عن دعمي الكامل للأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش في تفعيله المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة".
مجلس الأمن يبحث غداً الحرب في القطاع
بالتزامن مع ذلك، قال موقع "أكسيوس" الأميركي، الخميس، إنه من المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن الدولي، يوم غد الجمعة، لبحث الحرب في قطاع غزة، بعد أن حثه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في خطوة نادرة، على استخدام كافة نفوذه لمنع وقوع "كارثة إنسانية" في القطاع.
وأشار الموقع الأميركي، إلى أن روسيا والإمارات دعتا عقب خطوة غوتيريش، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن يوم الجمعة.
وقدّمت بعثة الإمارات في مجلس الأمن مشروع قرار يهدف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لـ "دواع إنسانية". وأفادت البعثة، في بيان عبر منصة "إكس"، بأن "الوضع في قطاع غزة كارثي قد يصل إلى نقطة لا رجعة عنها، ولا يمكننا الانتظار أكثر". وتابعت: "يتعين على المجلس أن يتصرف بشكل حاسم للمطالبة بوقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية".
هجوم إسرائيلي على غوتيريش
في السياق، هاجم وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، إيلي كوهين، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، معتبراً أن ولايته تمثل "تهديداً للسلام العالمي". جاء ذلك بعدما طلب الأخير تفعيل آلية نادرة في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في قطاع غزة.
وكتب وزير خارجية الاحتلال عبر منصة "إكس"، إن "ولاية غوتيريش تشكل خطراً على السلام العالمي"، مشيراً إلى أن "طلبه تفعيل المادة 99 والدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة يشكل دعماً لمنظمة حماس".
ودفعت مشاهد القتل والدمار اليومية في قطاع غزة الأمين العام للأمم المتحدة إلى تفعيل "أقوى أداة يمتلكها" في ميثاق المنظمة لينبّه مجلس الأمن أن ما يجري في قطاع غزة "يهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".
وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها أنطونيو غوتيريش، بتفعيل المادة 99 من الميثاق، منذ أن أصبح أميناً عاماً للأمم المتحدة عام 2017.
ويقول النص الصريح للمادة 99 إن "للأمين العام أن ينبّه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".
ورفع غوتيريش إلى رئيس مجلس الأمن الدولي خطاباً استخدم فيه لأول مرة في عهده المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، مطالباً المجلس بوقف إطلاق النار في غزة لغايات إنسانية.
الأمم المتحدة: خطوة دستورية كبرى
وكتب غوتيريش في رسالة إلى أعضاء المجلس، وعددهم 15 دولة: "إننا نواجه خطراً شديداً يتمثّل في انهيار النظام الإنساني. الوضع يتدهور بسرعة إلى كارثة ذات آثار محتملة لا رجعة فيها على الفلسطينيين ككل، وعلى السلام والأمن في المنطقة".
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام: "يُفعّل السلطة التي يمنحها له الميثاق"، فيما يمكن أن يُوصف بـ "الخطوة الدستورية الكبرى"، لأن المادة 99 هي "أقوى أداة" يمتلكها الأمين العام في إطار ميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف دوجاريك: إن الأمم المتحدة "تقترب من نقطة الشلل التام" لعملياتها الإنسانية في غزة في مكان قُتل فيه أكثر من 15 ألف شخص، و130 من العاملين في الأمم المتحدة.
وأردف: أن الأمين العام لا يستخدم كلمة "كارثة" باستخفاف، وأعرب عن الأمل في أن يستمع مجلس الأمن إلى دعوة الأمين العام.
هذا وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، دعمه لتفعيل غوتيريش، المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة.
جاء ذلك في تدوينة له، أمس، عبر منصة "إكس"، تعليقاً على تفعيل غوتيريش المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لوصف الوضع في قطاع غزة وإسرائيل، باعتباره "تهديداً للسلم والأمن الدوليين".
وقال غيبريسوس إن النظام الصحي في غزة "على وشك الانهيار". مؤكداً على وجود حاجة إلى السلام من أجل الصحة.
وسبق أن قدّم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى مجلس الأمن الدولي تقريره بشأن مجموعة اقتراحات لتطبيق القرار 2712 الداعي إلى "هُدن إنسانية" في غزة.
يذكر ان غوتيريش زار معبر رفح الشهر الماضي، وشدد على أنّه "يجب عدم معاقبة الشعب الفلسطيني مرتين؛ بالحرب ومنع المساعدات".