الإدارة الأمريكية: نعارض وقفاً فورياً لإطلاق النار في غزة

"فيتو" أمريكي يفشل مشروع قرار بمجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار في غزة

الجمعة 08 ديسمبر 2023
AP
AP

فشل مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد القرار، وكانت 13 دولة صوتت لصالح مشروع قرار مقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة يدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، والإفراج الفوري وبدون شروط عن الرهائن جميعهم، وضمان الوصول الإنساني.

وامتنعت بريطانيا عن التصويت على مشروع القرار، فيما استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار، وكان مجلس الأمن الدولي، أجل التصويت على مشروع القرار العربي الذي يدعو لوقف إطلاق نار إنساني فوراً، والتي كان من المفترض التصويت عليه في جلسته الصباحية، الجمعة 8 كانون الأول/ديسمبر.

من جانبه، قال نائب المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن، روبرت وود، "إن الولايات المتحدة استخدمت حق الفيتو ضد مشروع القرار؛ لأنه لا يدين حركة "حماس" ولا يؤكد حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها".

بدوره عقب نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، على القرار الأمريكي بالقول: "إن الولايات المتحدة تحظر على مجلس الأمن التدخل لحل الأزمة في غزة، ونتائج هذه الدبلوماسية هي مقبرة لأطفال فلسطين بغزة". 

وأضاف، "بعرقلة الوصول إلى وقف إطلاق النار، حكمت الولايات المتحدة أمام أعيننا بالموت على عشرات الآلاف من المدنيين في فلسطين، وتركت الدبلوماسية الأمريكية وراءها أرضا محروقة ودماراً".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي فعل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، وجه خطاباً إلى مجلس الأمن يوم الخميس، حول الوضع الكارثي في قطاع غزة والتطورات الأخيرة التي اعتبرها تهديداً للأمن والسلم الدوليين.

غوتيريش: على المجتمع الدولي إنهاء محنة سكان غزة

وقال أمين عام الأمم المتحدة، في أول كلمة ألقيت في جلسة مجلس الأمن اليوم الجمعة 8 كانون الأول/ديسمير: "في مواجهة الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني في غزة، أحث مجلس الأمن على المساعدة على تجنب وقوع كارثة إنسانية، وأناشد إعلان وقف إنساني لإطلاق النار".

وركّز غوتيريش، على ثلاث نقاط رئيسية: أولها، عدم وجود حماية فعالة للمدنيين في غزة حيث "لا يوجد مكان آمن". ثانياً، نفاد الغذاء، فوفق برنامج الأغذية العالمي هناك خطر كبير للجوع الشديد والمجاعة في غزة. ثالثاً: انهيار النظام الصحي في غزة فيما تتصاعد الاحتياجات.

وشدّد الأمين العام على ضرورة أن يفعل المجتمع الدولي كل ما يمكن لإنهاء محنة سكان غزة. حاثاً مجلس الأمن الدولي على عدم ادخار أي جهد للدفع من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وحماية المدنيين والتوصيل العاجل للإغاثة المنقذة للحياة.

السفير منصور: هدف الإسرائيليين هو إجبار الناس على مغادرة القطاع

من جهته، دعا المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، خلال الجسلة إلى التصويت على مشروع القرار الذي قدمته دولة الإمارات- العضو العربي بالمجلس "باسم الإنسانية والعدالة والسلام".

وأضاف أن ما يحدث في فلسطين الآن وما سيحدث بعد سيؤثر في العلاقات والتصورات في جميع أنحاء العالم للأجيال القادمة. مؤكداً أن الوقت الراهن هو الوقت المناسب للشجاعة والحسم والعمل، وشدّد على ضرورة التحرك الآن.

وأشار منصور إلى أن الأمم المتحدة كانت هدفاً لهجمات بغيضة بسبب احترامها لتفويضها الذي صاغته الدول الأعضاء، مضيفا أنه "من واجب الدول الأعضاء رفض مثل هذه الهجمات ووضع حد لها، خاصة في الوقت الذي يقع فيه موظفو الأمم المتحدة على الأرض ضحايا أيضاً".

وقال منصور هذه لحظة الحقيقة، مشيراً إلى أن "هدف الإسرائيليين واضح وهو إجبار الناس على المغادرة. بغض النظر عن عدد المرات التي يقول فيها البعض أن ذلك لن يحدث". وأضاف أن “"تلك الحرب هي جزء من الهجوم الذي يهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني كأمة وتدمير قضية فلسطين.. الشعب الفلسطيني لن يموت عبثاً. الشعب الفلسطيني يستحق الاحترام". وأردف "أظهروا لنا الاحترام، ليس بالأقوال، بل بالأفعال. أظهروا لنا الاحترام لحياتنا وحقوقنا".

وتابع منصور: إن "هذه لحظة في التاريخ، سيتم سؤال الجميع عن مواقفهم، وسيحدد ذلك من هم وما الذي يمثلونه حقاً". ونبه إلى أن كل ما بني بعد الحرب العالمية الثانية كان لمنع وقوع الفظائع التي تجري الآن في غزة ضد الشعب الفلسطيني المُهجر، مضيفاً أن "مجرمي الحرب الذين يقومون بذلك لا يخجلون. وبدلاً من أن يتلقوا اللوم، يلومون ويهاجمون الجميع".

مزاعم السفير الإسرائيلي: "حماس تستخدم المدنيين بغزة كدروع بشرية"

بالمقابل، انتقد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، عدم استخدام المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة بشأن الحروب والصراعات الأخرى، مثل ما حدث في أوكرانيا وسوريا واليمن.

وقال إردان مخاطباً أعضاء مجلس الأمن: "السبيل الوحيد لتحقيق السلام هو دعم مهمة إسرائيل، لا الدعوة لوقف إطلاق النار. لمن يطالب منكم بوقف إطلاق النار، يجب أن تتذكروا الحقائق. في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر كان هناك وقف لإطلاق النار ولكن حماس انتهكته في 7 تشرين الأول/أكتوبر بغزو غير مبرر من آلاف النازيين من حماس لإسرائيل. إرهابيو حماس ارتكبوا مذبحة لم نرها منذ الهولوكوست"، حسب تعبيره.

وأضاف السفير الإسرائيلي أن عدم تدمير حماس سيؤدي إلى "تكرار هذه الفظائع"، وذكر أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار تعني "استمرار معاناة الجميع وتعزيز سيطرة حماس على غزة وتوجيه رسالة تسامح حماس على الفظائع المتعمدة، وإعطاء قمع حماس لغزة الضوء الأخضر من المجتمع الدولي". وتابع قائلاً: إن حماس تريد زيادة عدد القتلى والجرحى من المدنيين في غزة، لذا "تختبئ وراء وتحت السكان المدنيين" وتستخدمهم كدروع بشرية، وفق مزاعمه.

كما اتهم إردان، حماس باختلاق أعداد الضحايا في غزة. وقال: إن "حماس هي المسؤولة عن الوضع الإنساني المتدهور في القطاع". مؤكداً أن "إسرائيل ستواصل مهمتها المتمثلة في إزالة جميع الإمكانيات الإرهابية لدى حماس، وإعادة كل الرهائن". وأضاف: "سنواصل مهمتنا فيما ندعم كل مبادرة إنسانية لتحسين الوضع لسكان غزة. من يسعى حقاً لتحقيق السلام والأمن في المنطقة، يجب أن يتفهم أن السبيل الوحيد لذلك هو تدمير حماس لا الدعوة إلى وقف إطلاق النار الذي لن يؤدي سوى لتمديد الحرب ومعاناة الجميع. لا يوجد خيار آخر".

روسيا: لا نقبل أية مخططات للتهجير القسري لسكان غزة

وكان نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، دعا خلال كلمته، إلى إنهاء دائرة العنف. وأضاف أن بلاده تضم صوتها إلى العديد من النداءات لوقف إطلاق النار المستدام والعودة إلى حل الأسباب الجذرية لهذا النزاع. وإنهاء الكارثة الإنسانية عن قطاع غزة.

بوليانسكي قال: إن "روسيا تستنكر بشكل قاطع أي عمل قد يؤدي إلى سقوط الضحايا من المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، كما لا تقبل أية مخططات للتهجير القسري لسكان غزة إلى الجنوب، وهو عبارة عن النكبة الجديدة بالنسبة للشعب الفلسطيني".

وشدّد نائب المندوب الروسي، على أن بلاده تعظم كل المبادرات البناءة لمجلس الأمن الرامية إلى تطبيع الوضع وفتح الطريق أمام عملية التسوية الجدية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيراً إلى ما وصفها "محاولات أحد أعضاء المجلس لإبطاء وإفشال هذه الجهود المشتركة".

وأضاف أنه "في ظل هذه المخططات المشكوك فيهم، كانت روسيا ولا تزال تقف إلى جانب الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تتعايش في سلام وأمن مع جارتها إسرائيل". مؤكداً دعم بلاده لمشروع القرار الذي اقترحته دولة الإمارات العربية المتحدة، داعياً إلى التصويت لصالحه اليوم.

يذكر ان مشروع القرار الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من خمس نقاط، دعا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج الفوري وبدون شروط عن جميع الرهائن، وضمان الوصول الإنساني لقطاع غزة، ويتضمن نص القرار الذي أحبطته الولايات المتحدة عبر حق النقض "الفيتو" النقاط التالية:

1. يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

2. يكرر مطالبته جميع الأطراف بالامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، ولا سيما فيما يتعلق بحماية المدنيين.

3. يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وكذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية.

4. يطلب من الأمين العام أن يقدم تقريراً عاجلاً ومستمراً إلى المجلس على أساس حالة تنفيذ هذا القرار.

5. يقرر إبقاء هذه المسألة قيد نظره الفعلي.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد