أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في بيانين منفصلين الثلاثاء، مقتل 20 جندياً "بنيران صديقة" في قطاع غزة، منذ بدء المعارك البرية هناك، في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، و"تحرير" جثة مستوطنة وجندي من قطاع غزة، كان قد قتلا يوم 7 تشرين الأول/أكتوبرالماضي مقابل مقتل ضابطين خلال العملية.
وفي بيان له، صباح الثلاثاء أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مصرع 20 جندياً له بنيران صديقة أو في حوادث عملياتية في قطاع غزة منذ بدء الهجوم البري، وهذا يعادل 20% من إجمالي القتلى في هذا الهجوم
وبرر جيش الاحتلال عدد القتلى المرتفع بعدد من الأسباب، "أبرزها: العدد الهائل من القوات في الميدان، ومدة القتال وطبيعته، والإرهاق، وعدم الانضباط العملياتي، ونقص التنسيق بين القوات"
وأضاف الجيش في بيانه: أن 13 من الجنود القتلى لقوا مصرعهم نتيجة تشخيص خاطئ بأنهم مقاتلون في فصائل المقاومة، أو بنيران من الجو، أو بنيران دبابات، كما قتل جنديٌ آخر نتيجة رصاصة طائشة تم إطلاقها تجاهه بدون نية إصابته، وأوضح أن اثنين من الجنود القتلى سقطا نتيجة حوادث دهس من دبابات وناقلات جند مدرعة، واثنين آخرين قتلا نتيجة إطلاق النار من رشاش طائرة أثناء عمليات مسح، واثنين آخرين نتيجة إلقاء عبوة ناسفة من الجنود أصابتهم بالخطأ.
مصرع ضابطين خلال عملية "تحرير" جثتين
وفي بيان له مساء اعترف جيش الاحتلال بمصرع ضابطين من ضباطه الذين أقر بمقتلهم سابقاً خلال ما ادعى أنه عملية "تحرير" جثة مستوطنة عشرينية وجندي ثلاثيني من قطاع غزة، كان قد قتلا يوم 7 تشرين أول/أكتوبر، مضيفاً أن أحد الضابطين هو "غال آيزنكوت" نجل عضو مجلس الحرب "غادي آيزنكوت"، الذي أعلن رسميًا عن مقتله يوم الخميس الماضي.
ولم تؤكد كتائب القسام أن العملية المذكورة يوم الخميس كانت تهدف إلى "تحرير" جثث أو أسرى، لكنها في تعقيبها على مقتل "غال آيزنكوت" قالت: إنه قتل نتيجة تفخيخ مدخل نفق شرق تل الزعتر في شمال قطاع بعبوة تلفزيونية، ثم بمجرد وصول الجنود وفتح باب النفق تم تفجير العبوة.
وكائنت كتائب القسام قد أعلنت عن إفشال عملية أخرى لجيش الاحتلال حاول جنوده خلالها إطلاق سراح أحد الجنود "الإسرائيليين" الأسرى وهو "ساعر باروخ" أي بعد ساعات فقط من عملية تفخيخ النفق، ثم أكدها جيش الاحتلال في مساء اليوم ذاته. وقالت كتائب القسام: إن مقاتليها اكتشفوا قوة خاصة حاولت تحرير أحد الأسرى فوقع اشتباكٌ أدى لمقتل وإصابة أفراد في القوة ومقتل الجندي الأسير، قبل أن يتدخل الطيران الحربي ويقصف المكان بسلسلة من الغارات للتغطية على الانسحاب.
تزامن ذلك مع إعلان جيش الاحتلال، الثلاثاء، مقتل ضابط أمس في معارك مع المقاومة الفلسطينية شمالي قطاع غزة. وقال الجيش، في بيان نقلته هيئة البث "الإسرائيلية الرسمية": إن "الرائد (احتياط) زفيكا لافي فوقي قتل الاثنين متأثرا بجراحه"، دون تفاصيل أكثر. كما ذكرت هيئة البث أن 3 جنود "إسرائيليين" أصيبوا، الاثنين، "بجروح بالغة" في معارك بمناطق جنوبي القطاع.
وبمقتل الضابط ترتفع حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 435 ضابطا وجنديا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق هيئة البث "الإسرائيلية".
معطيات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" محل تشكيك لجمهوره
وفي حين تقتصر المعطيات التي أعلن عنها جيش الاحتلال عن إصابة 1593جندياً منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أظهرت البيانات الصادرة عن المشافي في كيان الاحتلال والتي رصدتها صحيفة "هآرتس"، إصابة ما لا يقل عن 3852 جندياً.
وماتزال المعطيات التي ينشرها جيش الاحتلال محل تشكيك من جمهور المستوطنين "الإسرائيليين" حيث أكد المعلق السياسي لصحيفة معاريف بأن رموز القيادة في كيانه ما يزالون يواصلون الكذب على أنفسهم، وأن الجيش غير قادر على تحقيق انتصار.
وقال "نير كيبنسي" في مقال، الجمعة: إننا مازلنا نكذب على أنفسنا أكاذيب مماثلة حتى الآن من قبيل أن "حماس فقدت السيطرة على شمال قطاع غزة، وسوف ينتفض السكان ضدها قريبًا".
وأضاف: أن الجيش فشل مرة أخرى في تحقيق "انتصار حاسم وسريع على الأرض" ضد تنظيم لا يملك قوة جوية ولا دبابات ولا يملك سفنًا ولا يملك أسلحة غربية دقيقة أو قبة حديدية لحماية سكانه، مؤكدًا أنه لا يقول ذلك للتقليل من حركة حماس، "فقد رأينا بالفعل مدى فتك هجومها الذي نفذه في الوقت المناسب بالاعتماد على المسلحين المزودين بالأسلحة الخفيفة"
وكان جيش الاحتلال أعلن، صباح الاثنين، مقتل 7 عسكريين بينهم 6 ضباط في المعارك الدائرة في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، بينما تحدث الإعلام "الإسرائيلي" عن فجوة كبيرة بين أعداد الجرحى التي يعلنها الجيش مقارنة بالقوائم الجزئية التي أعلنتها المستشفيات.
وارتفع العدد المعلن لقتلى الجيش الإسرائيلي إلى 109 منذ بداية الحملة البرية في قطاع غزة في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، من بينهم 38 قتيلاً منذ نهاية الهدنة قبل 10 أيام، كما ارتفع العدد الكلي إلى 435 قتيلاً من الجنود والضباط منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بحسب الأرقام التي ينشرها جيش الاحتلال.
ولكن كتائب القسام كانت قبل ذلك، قد أكدت مساء الأحد، تدمير 44 آلية عسكرية "إسرائيلية" وقتل 40 جندياً على الأقل خلال الـ48 ساعة الأخيرة.