"أونروا": من دون وقف إطلاق النار لن نتمكن من تقديم الإغاثة

ارتقاء 300 من الكوادر الطبية في قطاع غزة وسط تواصل استهداف المستشفيات

الجمعة 15 ديسمبر 2023
آثار استهداف الجيش "الإسرائيلي" لقسم حاضنات الأطفال في مستشفى كمال عدوان
آثار استهداف الجيش "الإسرائيلي" لقسم حاضنات الأطفال في مستشفى كمال عدوان

أكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 300 فلسطيني من الكوادر الطبية والصحية في قطاع غزة جراء حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة منذ 69 يوماً، في وقت ما يزال يتعرض فيه مستشفيا كمال عدوان والعودة شمالي قطاع غزة لحصار "إسرائيلي" واعتداءات من قبل جيش الاحتلال.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، الخميس 14 كانون الأول/ ديسمبر:إن نحو 300 من العاملين في القطاع الصحي استشهدوا، إضافة إلى 32 من طواقم الدفاع المدني، و86 صحفياً، و135 من طواقم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"

وأشارت الوزارة إلى أن مستشفى العودة في جباليا، شمالي قطاع غزة، لا يزال محاصراً من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" لليوم الثامن على التوالي، وأن 250 طبيباً ومريضاً وأفراد محاصرون داخل المستشفى، وسط معلومات عن أن اثنين من العاملين الطبيين استشهدا أثناء قيامهما بواجبهما داخل المستشفى.

خبر استشهاد اثنين من الكوادر الطبية داخل المستشفى أكده مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، قائلاً: "الاحتلال مسعور ويقصف بشكل مدمر، وقتل 2 من الطواقم الطبية أمس".

وفي بيان نقله المكتب الإعلامي الحكومي عن البرش عبر تلغرام، أكد مدير عام وزارة الصحة في غزة أن جيش الاحتلال أمهل مستشفى كمال عدوان 4 ساعات لإخلائه "بدعوى أن حماس تستخدمه عسكرياً".

وأشار إلى أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حجز الطواقم الطبية والمرضى في مكان واحد بمستشفى كمال عدوان ويستهدف كل من يتحرك، و"هددنا عبر رسالة بإخلاء المستشفى".

وأضاف البيان: أن جيش الاحتلال اعتقل مدير مركز شهداء جباليا الطبي عقب قصف استهدف المركز الليلة الماضية، موضحاً أنه تم إعادة العمل بمركز شهداء جباليا الطبي وسط ظروف صعبة وقاسية.

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة د. أشرف القدرة، قد قال في بيان: إن قوات الاحتلال "الإسرائيلي"تجبر من تبقى من الكوادر الطبية والجرحى على إخلاء الأقسام والتجمّع في ساحة مستشفى كمال عدوان، محذراً من أن 12 طفلاً معرضون للموت جراء اقتحام جيش الاحتلال المستشفى.

وفي بيانها، ذكرت وزارة الصحة في رام الله أن 11 مستشفى فقط من أصل 36 في قطاع غزة، تعمل بشكل جزئي، وقادرة على قبول مرضى جدد، على الرغم من محدودية الخدمات، فيما يوجد مستشفى واحدة فقط من هذه المستشفيات في الشمال، بحسب منظمة الصحة العالمية.

ويعمل المستشفيان الرئيسيان في جنوب غزة بثلاثة أضعاف طاقتهما السريرية، في حين يواجهان نقصاً حاداً في الإمدادات الأساسية والوقود، وتبلغ معدلات الإشغال الآن 206% في أقسام المرضى الداخليين و250% في وحدات العناية المركزة، إضافة لتوفير هذه المستشفيات المأوى لآلاف النازحين داخلياً.

90 بالمائة من سكان قطاع غزة نازحون

وأشارت "صحة رام الله"، إلى أن عدد النازحين في قطاع غزة داخلياً يقدر بحوالي 1.9 مليون شخص، أي نحو 90% من السكان، وقد تم تسجيل نحو 1.2 مليون من هؤلاء النازحين في 154 منشأة تابعة لوكالة "أونروا" في جميع أنحاء القطاع، بينهم مليون شخص مسجل في 94 مركز إيواء تابع للوكالة الدولية في الجنوب.

وجددت الوزارة تحذيرها من حدوث كارثة إنسانية نتيجة نفاد تطعيمات الأطفال بالكامل، ما ستكون له انعكاسات صحية على الأطفال وانتشار الأمراض، خاصة بين النازحين في مراكز الإيواء المكتظة، لافتة إلى أن الجهود المبذولة لتطعيم الأطفال ضئيلة، إذ منذ الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حصل 12,000 طفل فقط على التطعيمات في مراكز إيواء "أونروا".

"أونروا": ما يمر به الفلسطينيون في غزة هو الأسوأ في تاريخ فلسطين

من جهته، قال المتحدث باسم وكالة "أونروا" كاظم أبو خلف: "إن الوكالة لا تستطيع تقديم الخدمة بالشكل الطبيعي في قطاع غزة، في ظل عدم وجود استجابة إنسانية حقيقية ونفاد المياه والمستلزمات الطبية والأدوية والأغذية، الأمر الذي سيزيد الأمور تعقيداً وخطورةً ومأساةً"، محذراً من كارثة فعلية قد تدفع إلى تفشي الأوبئة.

وأكد أبو خلف في حديث لإذاعة "صوت فلسطين"، الخميس، أنه من دون وقف إطلاق النار لا يمكن تقديم الإغاثة الإنسانية، "ما يؤدي إلى صعوبة الوصول إلى المواطنين في كل المحافظات الجنوبية:.

ووصف خلف ما يمر به الفلسطينيون في قطاع غزة بأنه الأسوأ في تاريخ فلسطين، معبراً عن مخاوف حقيقية من تدهور أوضاع النازحين بمدينة رفح التي يوجد فيها أكثر من نصف سكان غزة، بحسب قوله.

نازخون في رفح.jpg


مراسلون بلا حدود: الاحتلال يمنع الصحفيين الأجانب من دخول القطاع

من ناحية ثانية، قالت منظمة "مراسلون بلا حدود": إن قطاع غزة هو مقبرة الصحفيين، حيث تتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي خنق عملهم وقتلهم، وممارسة مختلف الطرق لإعاقتهم في الميدان، وتقطع الإنترنت عنهم، وترسل رسائل التهديدات لهم، وتمنع الصحفيين الأجانب من الدخول إلى القطاع.

وتسعى المنظمة في تقريرها السنوي، الذي نشرته اليوم الخميس، إلى تتبع ملامح الانتهاكات التي تلحق بمهنة الصحافة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك عمليات الاغتيال والسجن والاختفاء، والكشف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، والتي دفع صحفيون في غزة حياتهم ثمناً لذلك، وفقد بعضهم ذويهم عقاباً لهم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد