يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في اليوم 69 لحرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة، ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، وقصف صباحاً عدداً من المنزل في جباليا شمالي القطاع ورفح وخانيونس جنوبه، فيما حاصرت قواته مستشفى الشهيد كمال عدوان شمال مدينة غزة، وأمهلت كادرها ومرضاها ساعات للمغادرة، في وقت تواصل فيه المقاومة الفلسطينية تصديها للغزو البري وأعلنت عن قتل 10 جنود "إسرائيليين" وتدمير عدد من الآليات.
وقالت وزارة الصحة في غزة: إنه خلال الساعات الماضية ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" 18 مجزرة في كافة مناطق قطاع غزة، مضيفاً أنه وصل إلى المستشفيات 179 شهيداً و 303 مصاباً خلال الساعات الماضية من اليوم الخميس، و لايزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات.
وأعلنت الوزارة على لسان الناطق باسمها، د.أشرف القدرة ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة إلى 18.787 شهيداً و 50.897 مصاباً منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وارتقى عشرات الفلسطينيين، في استهداف القصف "الإسرائيلي" لمنازل في خانيونس جنوب القطاع، وبلغ عدد الشهداء حتّى لحظة اعداد هذا الخبر 20 شهيداً في المدينة، وأعداد من الجرحى جرى نقلهم الى مستشفى ناصر الطبّي.
مجزرة بالرصاص .. إعدام أسر نازحة في جباليا
وقالت مصادر طبيّة: إنّ 10 شهداء على الأقل ارتقوا في استهداف الاحتلال مربعاً سكنياً في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة، فيما عمد الاحتلال على إعدام أسر نازحة في مراكز الإيواء.
ونقلت الوكالة الفلسطينية الرسمية للأنباء (وفا) أنّ جنود الاحتلال "الإسرائيلي" اقتحموا مربع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في مخيم جباليا، وحاصروها، وأعدموا أسرتين من عائلتي صالح وخليل.
وأضافت الوكالة أن أفراد الأسرتين جرى إعدامهم رمياً بالرصاص، بينهم أطفال ونساء وكبار بالسن في 3 غرف صفية في المدرسة.
كما قصف جيش الاحتلال صباح اليوم، عدداً من المنازل في منطقة رفح جنوبي القطاع، واستهدف منزلاً مأهولاً لعائلة شحادة، في حي البرازيل، وأخر في مخيم يبنا، وجرى انتشال شهيدتين طفلتين وعشرات الإصابات.
يأتي ذلك، بالتوازي مع فرض جيش الاحتلال حصاراً كاملاً على مستشفى كمال عدوان شمال مدينة غزّة، واحتجاز 70 من الطواقم الطبية في إضافة إلى الجرحى والمدير، حسبما أكّدت وزارة الصحة في غزة.
أطفال مرضى ونازحون مهددون بالموت في مستشفى كمال عدوان
ونبهّت الوزارة، إلى أنّ عدوان الاحتلال على المستشفى وحصاره، يهدف إلى إخلائه، حيث أمهل الجيش الكادر الطبي والحرجى والنازحين، مهلة 4 ساعات لإخلائه، ما يحرم 12 طفلا ًفي العناية المركزة، ويهدد أكثر من 65 جريحاً بالموت.
وحذّر رئيس قسم الأطفال في المستشفى، في تصريحات إعلامية، من أنّ حصار الاحتلال للمستشفى، وقطع الكهرباء عنه، سيؤدي الى حرمان الأطفال في العناية المركزة حياتهم، إضافة إلى أطفال آخرين يمنع الاحتلال وصول الحليب والغذاء إليهم، إضافة إلى قطع المياه الصالحة للشرب.
وعمدت قوات الاحتلال على جمع كل من في المستشفى بمن فيهم المرضى والجرحى في ساحة المستشفى وسط الطقس البارد، في مشهد وصفه رئيس قسم الأطفال بالمفزع للغاية، ويهدد بوفاة الجميع.
ونشر جيش الاحتلال صوراً لمعتقلين من مستشفى كمال عدوان بعدما أجبرهم على حمل السلاح وادعى انهم مقاتلون في فصائل المقاومة، فيما أكد ناشطون ومصادر في قطاع غزة أنهم تعرفوا إلى وجوه المعتقلين وأنهم ليسوا سوى كوادر طبية عاملة في المستشفى، وأن من بين المعتقلين الطبيب ناصر عماد المدهون وممرض آخر تم التعرف عليهم.
In this picture published by Israel arguing they were fighters, we have identified the medical doctor Naser Imad Almadhoun, and a nurse working in Kamal Edwan Hospital.
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) December 14, 2023
وأجبرت قوات الاحتلال، 2500 نازحاً داخل مستشفى كمال عدوان، على إخلائه باتجاه مراكز الإيواء في مدينة غزة، فيما منعت الطواقم الطبية من تقديم الرعاية الصحية لعشرة جرحى في المستشفى.
خسائر "إسرائيلية" في المعركة البرية
يأتي هذا وسط استمرار معارك التصدي لقوات الاحتلال "الإسرائيلي" البرية المتوغلى في محاور عدة من قطاع غزة، وأعلنت كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، الإيقاع بقوّة "إسرائيلية" راجلة في شارع حسنين بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، بعبوات ناسفة شديدة الانفجار ومقتل ما لا يقل عن 10 من ضباط وجنود الاحتلال.
كما أعلنت منذ ساعات الصباح الأولى، عن سلسلة عمليات استهدفت جنود وآليات الاحتلال على محاور القتال، ولا سيما في خانيونس وأحياء شرق مدينة غزة، واستهدف المقاومون 4 ناقلات جند ودبابتين "إسرائيلتين" من نوع ميركفاه شمال مدينة خان يونس بقذائف "الياسين (105).
كما استهدف المقاومون، قوّة "إسرائيلية" راجلة تحصنت داخل مبنى بقذيفة TBG مضادة للتحصينات وخاضوا اشتباكات ضارية من نقطة صفر مع قوّة أخرى.
وأيضاً في الشجاعية شرق غزة ، دمّر المقاومون دبابة ميركفاه "إسرائيلية" بقذيفة "الياسين 105"، إضافة إلى دبابة ميركفاه أخرى في حي الزيتون بذات القذائف، و4 دبابات من ذات الطراز، و4 ناقلات جند في منطقة الشيخ الرضوان بمدينة غزة بقذائف "الياسين 105."
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مقتل ضابط برتبة رائد، متأثراً بجراح خطيرة أصيب بها في معارك قطاع غزة، فيا أعلن مستشفى "سوروكا" العسكري في بئر السبع إنه استقبل 19 جنديا "إسرائيلياً" جريحا خلال الساعات الـ 24 الماضية.