رحّبت منظمة الصحة العالمية، بإعلان حكومة الاحتلال فتح معبر كرم أبو سالم "مؤقتاً، للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بسبب ما قالت إنه "ازدحام شديد" على معبر رفح بين مصر وقطاع غزة.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، على ضرورة العمل لضمان وصول الإمدادات الطبية الأساسية إلى المستشفيات التي هي في أمسّ الحاجة إليها في أنحاء القطاع.

وكان مكتب ما يسمى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد أعلن موافقة مجلس الوزراء اليوم الجمعة 15 كانون الأول/ديسمبر، على "إجراء مؤقت لتفريغ الشاحنات على جانب غزة من معبر كرم أبو سالم، عوضا عن إعادتها إلى رفح "، مؤكداً أن "المساعدات الإنسانية القادمة من مصر فقط هي التي ستنقل إلى قطاع غزة بهذه الطريقة".

وسيفتح المعبر يوميا للسماح بدخول 200 شاحنة مساعدات، وهذا ما اتفق عليه في صفقة تبادل المحتجزين "الهدنة الإنسانية" التي نفذت الشهر الماضي، وفقا لما صرحت به حكومة الاحتلال.

ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة، ريتشارد بيبركورن، وفي حديثه للصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو، وصف قرار فتح المعبر بأنه "أخبار جيدة"، لكنه قال: "إن هناك مستشفيات يصعب الوصول إليها في شمال القطاع، ولا تزال بحاجة إلى الإمدادات الطبية الأساسية".

وأردف: "كيف يمكننا التأكد من أن شاحنات المساعدات هذه يمكن أن تذهب إلى كل مكان في غزة، ليس فقط إلى الجنوب، ولكن أيضاً إلى الشمال".

يأتي الإعلان وسط مخاوف دولية من انهيار الوضع الإنساني في قطاع غزة، بسبب عدم توفر السلع الأساسية نتيجة الحصار "الإسرائيلي" الذي لم يسمح إلا بمرور كميات محدودة من المواد الغذائية والمياه والوقود والأدوية منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وفي السياق، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، في بيان: "إن الولايات المتحدة ترحب بقرار "إسرائيل" فتح معبر كرم أبو سالم مع غزة أمام المساعدات الإنسانية". وتابع سوليفان: "نرحب بهذه الخطوة المهمة"، مضيفاً أنه تم إبلاغه بالقرار قبل مغادرته "إسرائيل"، التي زارها أمس.

بدوره حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، اليوم الجمعة، من حدوث أزمة جديدة للاجئين من غزة، في إشارة إلى "احتمال فرار مئات الآلاف من النازحين بالفعل؛ بسبب الصراع بين "إسرائيل" وحماس إلى مصر."

وأضاف المفوض السامي في كلمته الختامية في المنتدى العالمي للاجئين في جنيف، "نزح عدد كبير من الأشخاص إلى زاوية فقيرة بالفعل في قطعة صغيرة من الأرض. يجب أن يتوقف هذا العنف".

وتابع قائلاً: "أريد أن أكون واضحاً: ما يعد بالفعل أزمة نزوح واسعة النطاق داخل غزة يجب ألا يتحول إلى أزمة لاجئين أخرى".

الاتحاد الأوروبي يفشل في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بغزة

على صعيد آخر، أعلن رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فارادكار، فشل إصدار دعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال قمة الاتحاد الأوروبي؛ بسبب عدم إجماع الأعضاء.

جاء ذلك في تصريح للصحافيين، مساء اليوم الجمعة، في ختام قمة زعماء الاتحاد الأوروبي التي استمرت يومين في بروكسل.

وقال فارادكار: "وجهة نظري، ووجهة نظر الآخرين يتمثل بأنه إذا لم نتمكن من التوصل إلى إجماع بشأن الدعوة إلى وقف إطلاق النار بغزة، فلا جدوى من اقتراح نوع من وقف إطلاق النار المؤقت أو فترات توقف مؤقتة".

وأضاف: "موقف الأغلبية الساحقة من دول الاتحاد الأوروبي هو أنه يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار الآن" في غزة.

يشار إلى أن زعماء الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في قمة استثنائية يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأخرى عادية يومي 26 و27 من الشهر نفسه، لم يتمكنوا من الاتفاق على الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة للمرة الثالثة.