أبو عبيدة: الاحتلال يقامر بحياة أسراه

تحقيق لجيش الاحتلال حول قتله أسرى "إسرائيليين" يثير غضباً في تل أبيب

الأحد 17 ديسمبر 2023
عائلات الأسرى يتظاهرون ضد حكومة "نتنياهو" في تل أبيب
عائلات الأسرى يتظاهرون ضد حكومة "نتنياهو" في تل أبيب

قال الناطق باسم كتائب القسام الشهيد عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة في بيان مقتضب عبر تليغرام، السبت: إن العدو لا يزال يقامر بحياة جنوده الأسرى لدى المقاومة غير آبهٍ بمشاعر عائلتهم، وقد تعمد بالأمس إعدام ثلاثةٍ منهم وآثر قتلهم على تحريرهم، مضيفاً أن هذا هو ذات السلوك الإجرامي المفضوح الذي مارسه ولا يزال بحق أسراه في غزة، في محاولةٍ يائسة منه للتخلص من عبء هذا الملف واستحقاقاته التي يعرفها جيداً.

تصريحات الناطق العسكري باسم كتائب القسام، تزامنت مع صدور بيان عن رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال "الإسرائيلي" "هرتسي هليفي" اعترف فيه أن جنود جيشه أطلقوا النار على 3 أسرى "الإسرائيليين" بالخطأ وهم "يوتام حاييم" و"ألون شامريز" و"سامر طلالقة".

وقال: "أتحمّل مسؤولية ما جرى في الشجاعية من قتل 3 محتجزين إسرائيليين عن طريق الخطأ"، مضيفاً: "المختطفون الثلاثة الذين نجوا من سبعين يوماً جهنمياً، تحركوا نحو جنود جيش الإسرائيلي، وقتلوا بنيران قواتنا".

يأتي ذلك في وقت، أعلن فيه جيش الاحتلال، مقتل محتجزة أخرى في قطاع غزة، وأنه أبلغ عائلتها بذلك. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، أن "عنبر هايمان"، والتي أسرت من مستوطنة "راعيم"، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قتلت، وتم إبلاغ عائلتها.

الأسرى "الإسرائيليون" الذين قُتلوا برصاص الجيش رفعوا راية بيضاء وطلبوا النجدة

تحقيق أولي لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" أظهر أن الأسرى "الإسرائيليين" الثلاثة خرجوا من إحدى البنايات السكنية في حي الشجاعية بعد اختبائهم فيها لعدة أيام.

وأشارت نتائج التحقيق إلى أنه رغم رفع الأسرى "الإسرائيليين" راية بيضاء وصراخهم باللغة العبرية "النجدة"، أطلقت قوات الاحتلال النار عليهم، وعند فتح النار عليهم عاد أحد الأسرى إلى المبنى الذي خرج منه دون أن يصاب، ولكن قوات الاحتلال أطلقت عليه النار مرة أخرى بعد أن هاجمت المبنى الذي لجأ إليه الأسير.

وأوضح التحقيق أنه عُثر في البناية التي خرج منها الأسرى عقب مقتلهم على كتابات استغاثة بالعبرية على السطح.

وبحسب ما زعم التحقيق، فإن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي نفذت عملية قتل الأسرى في الشجاعية، قد "خرجت عن تعليمات إطلاق النار". وأشار التحقيق إلى وجود قناص "إسرائيلي" داخل أحد المباني، حيث رصد الأسرى "الإسرائيليين" الثلاثة الذين لم يكونوا مسلحين.

كتائب القسام عبر رسالة فيديو لـ "الإسرائيليين": الوقت ينفد

كما نشرت "كتائب القسام" السبت، مقطعاً مصوراً تعليقاً على قتل الجيش "الإسرائيلي" أسراه الثلاثة، قائلة: إن "الوقت ينفد".

وعنونت "القسام" مقطعها المصور بـ "الوقت ينفد"، وذلك باللغات العربية والإنجليزية والعبرية.

وعرض المقطع المصور مشاهد القصف "الإسرائيلي" العنيف والمركز على المنازل الماهولة ومكان في قطاع غزة، بالتزامن مع عرض مقاطع مصورة لأسرى "إسرائيليين" لقوا مصرعهم جراء القصف أو بنيران الجيش "الإسرائيلي".

ونقل المقطع استغاثة مجندة "إسرائيلية" قتلت في قصف "إسرائيلي" وهي تقول: "نخشى أن نموت من الصواريخ، من فضلكم توقفوا".

كما أشار المقطع إلى وصول حصيلة قتلى الأسرى "الإسرائيليين" في القطاع إلى 9، آخرهم الثلاثة الذين قتلوا بنيران جنود الاحتلال بحي الشجاعية.

 ونشرت القسام عبر تلغرام صورة أخرى، السبت، بعنوان: "الخيار لكم في توابيت أم أحياء!!"، يظهر في جزئها العلوي صورة أسيرة "إسرائيلية" تم إطلاق سراحها في صفقة تبادل الأسرى الشهر الماضي، بينما يبدو في الجزء الأسفل رمزاً لتابوت في إشارة إلى الأسرى الذين يقتلون جراء القصف "الإسرائيلي" المكثف.

الخيار لكم.jpg


حكومة الحرب "الإسرائيلية" في مواجهة أهالي الأسرى

وبعد الإعلان عن مصرع الأسرى "الإسرائيليين" الثلاثة بنيران "إسرائيلية" واجه مجلس الحرب في كيان الاحتلال "االإسرائيلي" هجوماً واسعاً من عائلات الأسرى الموجودين في قطاع غزة، ونظمت مظاهرة حاشدة للمطالبة بإبرام صفقة فورية لتبادل الأسرى.

ضغوط ربما أجبرت رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" على التلميح إلى وجود مفاوضات جديدة جارية لصفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة

وزعم نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي مساء اليوم أن الحرب الإسرائيلية على غزة ساعدت في التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح أسرى كيانه في تشرين الثاني/ نوفمبر، وأضاف: "التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي بدونه ليس لدينا شيء".

إلا أن "نتنياهو" استمر في وعيده وتهديداته باستكمال مجازر الإبادة بحق المدنييين في قطاع غزة، قائلاً "ما بين النصر والمأساة شعرة وحزننا على مقتل الرهائن لن يثنينا عن تحقيق أهدافنا عبر الضغط العسكري لإعادة المخطوفين وهزيمة حماس"، مضيفاً: "نحن في حرب وجودية لا بد من خوضها حتى النصر رغم الضغوط والتكاليف وثمن الحرب كبير جداً ونحن ندفعه كل يوم لكننا مستعدون لذلك"، حسب تعبيره.

وأضاف نتنياهو بأنّ كيانه تلقى طلبات لوقف إطلاق النار وسحب قواته في المحادثات بشأن غزة لكنه لن يفعل ذلك، وتهرب من الرد على سؤال حول لقاء رئيس "الموساد" برئيس وزراء قطر واكتفى بالقول إنه لن يكشف معلومات لحماس، وقال: "نحن نخوض المفاوضات بالدم والنار ولا نرغب بالكشف عن الكثير من التفاصيل".

لقاءات قطرية – "إسرائيلية" في أوسلو من أجل صفقة تبادل

وبحسب القناة 13 العبرية فإن رئيس جهاز الاستخبارات "الإسرائيلية" (الموساد) "دافيد برنياع" اجتمع بمسؤولين قطريين في العاصمة النرويجية "اوسلو" في محاولة لـ"تحريك عملية المفاوضات" غير المباشرة مع حركةحماس بهدف إطلاق سراح أسرى "إسرائيليين" لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، وفق مصادر لم تسمها القناة.

وبحسب القناة 12 "الإسرائيلية" فإن المباحثات في النرويج لم تؤد لتحقيق اختراق في مسار المفاوضات، غير أنها تعتبر خطوة أولى تهدف إلى إنهاء حالة الجمود، في حين يعمل "كابينيت الحرب الإسرائيلي" على اتخاذ قرار حول الخطوة التالية لحكومة الاحتلال في هذا الملف، بما في ذلك احتمال تقديم عرض من جانبها لحركة حماس في محاولة للإفراج عن مزيد من الرهائن.

وتشترط حركة حماس بدء أي مفاوضات حول صفقة تبادل أسرى جديدة بوقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة، ووقف مجازر الإبادة بحق المدنيين والنساء الأطفال الفلسطينيين والتي خلفت أكثر من 18 ألفاً و800 شهيد وأكثر من 7500 مفقود و51 ألف جريح في ظل حصار كامل يشهده القطاع يمنع عنه اهله الوقود والكهرباء والماء والإمدادات الطبية. 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد