قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس غيبرييسوس": إن قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء بقطاع غزة تحوّل إلى "حمام دم"، ويحتاج الى إعادة تأهيل بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء القصف "الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن الأطفال والنساء يمثلون 70% من الضحايا في حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة.
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية جدّد في بيان له، مساء أمس الأحد، دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشدّداً على أهمية السعي للتوصل إلى حل سياسي للخروج من هذه المأساة.
وفي السياق، أوضحت المنظمة الأممية أن فريقاً منها ومن وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، تمكّن يوم السبت، من إيصال مواد طبية الى مجمع الشفاء الواقع في غرب مدينة غزة، وهو أكبر مستشفيات القطاع.
وأضافت الصحة العالمية أن الفريق الذي زار المجمع وصف خدمات الطوارئ بأنها "حمام دم"، مع وجود مئات المرضى المصابين داخله ووصول مرضى جدد في كل دقيقة، مشيرةً الى أن المرضى الذين يعانون صدمات يتلقون العلاج على الأرض وأن وسائل تخفيف الألم محدودة جداً وحتى غير متوافرة.
وأشارت إلى أن عشرات الآلاف من النازحين لجؤوا الى هذا المجمع الذي يفتقر الى المياه والغذاء.
وأفادت المنظمة بأن المجمع الطبي يعمل بطاقته الدنيا مع فريق طبي محدود للغاية وتمّ نقل مرضى الحالات الخطرة الى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) للخضوع لعمليات جراحية.
ونقل بيان المنظمة عن الفريق الذي زار مجمع الشفاء أن المستشفى يحتاج بدوره الى عملية إعادة تأهيل، مؤكداً أن 30 مريضاً فقط قادرون على إجراء غسل الكلى.
وقالت منظمة الصحة العالمية: إنّها مستعدّة لتعزيز مجمع الشفاء في الأسابيع المقبلة ليتمكّن من استئناف خدماته الأساسية.
وأوضحت أنّه يمكن تفعيل ما يصل إلى 20 غرفة عمليات في المستشفى، فضلاً عن خدمات الرعاية ما بعد العمليات الجراحية، إذا تمّ تزويده بالوقود والأكسجين والأدوية والغذاء والماء، مشيرة في الوقت ذاته إلى الحاجة إلى موظفين.
وزارة الصحة: الاحتلال يعتقل 38 كادراً صحياً منذ بدء العدوان
في سياق ذي صلة، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: إنها تنظر ببالغ الخطورة لاستهداف مدفعية الاحتلال "الإسرائيلي" قسم الولادة في مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس.
وأضافت في بيان أنّ "هذا الانتهاك يُعد مؤشراً خطيراً على استهداف المستشفيات والمراكز الطبية التي تتمتع بحماية وحصانة وفق القانون الدولي الإنساني"، مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية للطواقم الطبية والمستشفيات.
إلى ذلك، قالت وزارة الصحة في غزة: إن الاحتلال الاسرائيلي يعتقل منذ بدء العدوان على القطاع، 38 من الكوادر الصحية، على رأسهم مدير عام مجمع الشفاء الطبي د. محمد أبو سلمية في ظروف غير إنسانية من الاستجواب تحت التعذيب، والتجويع.
تزامن ذلك مع تأكيد مصادر للتلفزيون "العربي"، الاثنين، أن قناصة من جيش الاحتلال أطلقوا النار على بعض الكوادر الطبية في مستشفى العودة.
300 شهيد من الكوادر الطبية
ومع استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة لليوم الـ73 على التوالي أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، استهدف جيش الاحتلال أكثر من 22 مستشفى وأخرجها عن الخدمة، كما أخرج 53 مركزاً صحياً عن الخدمة أيضاً، بينما استهدف جيش الاحتلال 138 مؤسسة صحية بشكل أثر على تقديم الخدمة الصحية فيها، كما استهدف 102 سيارة إسعاف حيث تضررت بشكل كامل.
وفي بيان صادر عنه مساء اليوم أعلن المكتب الإعلامي الحكومي ارتقاء 300 من الكوادر الطبية واعتقال 38 بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي د.محمد أبو لمية وارتفاع عدد شهداء حرب الإبادة "الإسرائيلية" إلى 19 ألفاً و453 شهيداً وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال هناك أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض معظمهم من النساء والاطفال.
وأضاف المكتب أن من بين الشهداء 8 آلاف طفل شهيد و6200 امرأة شهيدة و32 شهيداً من طواقم الدفاع المدني و96 صحفياً شهيداً ارتقوا جراء 1680 مجزرة "إسرائيلية" وأن عدد المصابين وصل إلى أكثر من 52 ألفاً و286، بينما مليون ونصف المليون فلسطيني من بيوتهم.
في وقت سابق، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أن غزة تعد أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال، مشيرةً إلى أن أحياء بأكملها، اعتاد الأطفال فيها اللعب والذهاب إلى المدرسة، قد تحوّلت إلى أكوام من الركام، ما يؤكد أن الأطفال بحاجة إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار الآن.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" قد وصف قطاع غزة بأنه أصبح مقبرة للأطفال، إذ تفيد التقارير بأن مئات الأطفال يقتلون ويصابون يومياً في القطاع نتيجة القصف "الإسرائيلي" المتواصل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتعرّضت البنية التحتية الصحية بأكملها في قطاع غزة، لأضرار بالغة جراء القصف والغزو البري لجيش الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي